المعارك في اليمن تتصاعد والمأساة الانسانية تتفاقم

المعارك في اليمن تتصاعد والمأساة الانسانية تتفاقم

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٢٨ مايو ٢٠١٥

اعتبر وزير الداخلية اليمني، عبده الحذيفي، إن التعاون بين الأجهزة الأمنية في اليمن ودول الخليج كفيل بفرض الاستقرار في المنطقة كما جدد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الإسلامي امس دعمهم للرئيس عبدربه منصور هادي واستكمال العملية السياسية وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الامن 2216.
والحال ان الرئيس اليمني وانصاره يتجاهلون الواقع ويرفضون الاعتراف بوجود الحوثيين في اليمن وبقوة هؤلاء على الارض كما انهم باستنادهم على دول الخليج لفض النزاع اليمني انما يضربون بعرض الحائط كل فرص السلام الممكنة خصوصا ان جماعة الحوثي كررت مرارا انها لن تقبل بمفاوضات وبحوار وبأي لقاء يتم على ارض دولة منخرطة في العدوان الذي بدأ منذ 26 اذار.
اما ميدانيا، فقد ادت المواجهات العنيفة بين الحوثيين والقبائل الى سقوط 19 قتيلا ونحو 200 جريح بينهم مقاتلون ومدنيون خلال اليومين الماضيين.
وفي سياق متصل، يستمر الحوثيون بقصف مناطق سعودية على الحدود مع اليمن اذ قال متحدث باسم وزارة الداخلية السعودية إن اثنين من حرس الحدود السعودي قتلا وأصيب خمسة آخرون في قصف من الأراضي اليمنية اثناء قيامهم بمهامهم في أحد المواقع الحدودية المتقدمة في ظهران في منطقة عسير.
وتبع ذلك سلسلة غارات شنها طيران التحالف على تجمعات الحوثيين في مدينة صعدة وفي العاصمة صنعاء استهدفت معسكرات للأمن الخاص والشرطة ومنطقة القصر الجمهوري ومناطق يعتقد تحصن قادة حوثيين فيها. وفي هذا النطاق، قالت وزارة الصحة التابعة لجماعة الحوثي إن 43 جنديا وضابطا من الحوثيين وقوات صالح قتلوا في غارات على معسكر القوات الخاصة (الأمن المركزي) جنوبي العاصمة. كما أعلن التحالف تدمير طائراته لقاعدة عسكرية بحرية يسيطر عليها الحوثيون في مدينة الحديدة جنوب العاصمة المطلة، مستهدفة عدة أهداف بينها سفن حربية.
وفي شبوة شرق اليمن، دارت اشتباكات عنيفة بين المسلحين الحوثيين وبين القبائل مع سيطرة مسلحي الاخيرة على منطقة مفرق الصعيد في المحافظة. وأسفرت هذه الاشتباكات إلى مقتل 19 حوثيا وتراجع العشرات إلى منطقة الحمراء بحسب ما قال قائد التحالف القبلي في المحافظة عوض حسين العثيم.
وفي تعز جنوب اليمن، ما زال الحوثيون وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح تسيطر على معظم مداخل تعز وهم يحاولون السيطرة على مناطق داخل المدينة. الا ان مصادر طبية وأمنية ذكرتا أن مدنيين اثنين قتلا وأصيب 30 آخرون جراء تعرضهم لقذيفتي هاون أطلقهما مسلحوالحوثي على حي «ديلوكس» اضافة الى قصفهم بالدبابات حيي الجمهوري والكهرباء في وسط المدينة. وفي محافظة إب المحاذية لمدينة تعز، قتل عنصران من مسلحي الحوثي وأصيب 5 آخرين في هجوم استهدف دوريتهم شنه مسلحوالقبائل.
اما في محافظة الضالع جنوب اليمن، ورغم تقدم مسلحي القبائل فيها، قتل ثلاثة منهم وأصيب اثنان آخران في الاشتباكات الدائرة مع الحوثيين هناك. وكانت القبائل قد سيطرت على موقعي «السوداء» و«مفرق الشعيب» لتستكمل سيطرتها على مدينة الضالع وجميع مداخلها معلنة عن أسرها عشرات من الحوثيين خلال المعارك التي شهدتها المدينة.
في المقابل حقق الحوثيون تقدما في عدن بعد ان سيطروا على احياء كانت تحت سيطرة القبائل اليمنية رغم الدعم الجوي الذي يتلقاه مسلحو القبائل بيد ان جماعة الحوثي تتقدم في شمال المدينة باتجاه حي الشيخ عثمان وفي الشرق باتجاه حي المندارة. اما من الجانب الانساني، ما زالت احوال اليمنيين الى تدهور اذ قالت منظمة الصحة العالمية إن النزاع الحالي باليمن أسفر عن مقتل ما يقرب من 2000 شخص، وجرح 8 آلاف آخرين، فضلاً عن وجود نحو9 ملايين شخص في حاجة لمساعدة طبية عاجلة. واشارت المنظمة أن النظام الصحي الذي لحقت به أضرار بالغة يتمكن بصعوبة من معالجة للاحتياجات الاستثنائية التي يفرضها النزاع حيث أن المستشفيات في مختلف أنحاء اليمن تغلق غُرف عملياتها المخصصة للطوارئ ووحداتها للرعاية المكثفة بسبب نقص العاملين ووقود المولّدات، كما أن أدوية السكري وارتفاع ضغط الدم والسرطان لم تعد متاحة، مع انتشار أمراض معدية.