في الذكرى الـ 15 .. هجوم من نوع آخر إسرائيل: الانسحاب أثّر علينا سلباً

في الذكرى الـ 15 .. هجوم من نوع آخر إسرائيل: الانسحاب أثّر علينا سلباً

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٢٥ مايو ٢٠١٥

ميشال نصر
احتفالات في ذكرى التحرير في لبنان ، مقابل مراجعات مستمرة لم تنته في اسرائيل منذ عام 2000 على المستويين السياسي والعسكري . هكذا يمكن وصف المشهد عشية الخامس والعشرين من ايار التي تحل للمرة الخامسة عشرة في ظروف مختلفة تتعالى معها الاصوات في اسرائيل محللة احداث تلك المرحلة مقيمة ما جرى حينها مقدمة وجهات نظر مختلفة تصل الى حد التناقض، على وقع تضييق داخلي لبناني وكسرا للحرمات التي طالما تمتع بها الحزب طويلا.
ففي الذكرى المزدوجة لهذا العام ، يكتسب كلام الامين العام للحزب اهمية خاصة، بعد ما نسب من كلام خطير للسيد نصر الله في لقاء مقفل بمناسبة «يوم الجريح»، وما رافقه من اجتهادات وتفسيرات سياسية وامنية مختلفة، وتحوير لكلامه ، عززه رد الحزب الذي تحدث عن اجتزاء ، تزامنا مع فتح تحقيق داخلي لمعرفة الجهة المسربة ، مع اعتبار مصادر في الحزب ان ما حصل كان مدبرا ولغايات معينة ، ولا يخرج من اطار الحملات الاعلامية التي يتعرض لها الحزب هذه الفترة، على وقع التوترات السياسية والتراشق الكلامي العالي النبرة الذي تشهده البلاد، والذي يحمل معها الكثير من الدلالات قد يمكن معها القول ان ما بعد 25 ايار قد يكون فعلا غير ما قبله.
اما في الجانب الاسرائيلي فاقرار للمرة الاولى من رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، ايهود باراك، بأن الجيش الإسرائيلي الذي نجح في الانسحاب من لبنان عام 2000، من دون أن يسقط له أي قتيل خلال الانسحاب، صدم بالانهيار السريع لجيش لبنان الجنوبي، مضيفا في مقابلة مع القناة الأولى في التلفزيون الاسرائيلي، بأن حزب الله هو ثمرة وجود الجيش الإسرائيلي في لبنان طوال سنوات، وهو ليس كما يرى بعضهم ثمرة انسحابه من الأراضي اللبنانية، لافتاً إلى أن قوة الحزب وتعزز مكانته وقدراته جاءت نتيجة لهذا الوجود، وليست نقيضاً لذلك، مشيرا إلى أن الحزب لم يكن موجوداً في 1982 مع بداية عملية «سلامة الجليل»، لكنه «نما أمام أعيننا».
من جهته اشار رئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي بين عامي 2003 و 2005 اللواء يسرائيل زيف، إن صورة الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان أسهمت كثيراً في ترك أثر سلبي، وأظهرت أن الجيش الإسرائيلي لم ينتصر هناك، معتبرا إن «المسألة التي يجب أن تشغلنا ليس الانسحاب بحد ذاته، بل ما حدث في أعقابه، وتحديداً لناحية قدرات حزب الله وقوته العسكرية»، مشيرا إلى أن الحزب تحول إلى منظمة عسكرية قوية جداً، لافتا إلى وجود جملة من الاعتبارات التي تحكم أسلوب إسرائيل في مواجهة أعدائها، أهمها «الخشية من دفع أثمان باهظة خلال المواجهات العسكرية، الأمر الذي ينعكس سلباً على مسألة الدخول البري إلى مناطق يجب أن نسيطر عليها خلال الحروب، وهذا ما برز جلياً في حرب لبنان الثانية عام 2006».
وما أضفى إثارة على الجدل الداخلي، قرار وزارة الدفاع الإسرائيلية، الإفراج عن عشرات الآلاف من الوثائق المتعلقة بقرار حكومة الوحدة الوطنية برئاسة شمعون بيريز في العام 1985، بانشاء «الحزام الأمني في جنوب لبنان»، مع مرور ثلاثين عاما عليه، والذي جاءت نتائجه عكسية، مساهما في تدهور البيئة الاستراتيجية لإسرائيل، موفرا الظروف الملائمة لانطلاق حزب الله، وتمكين كل من إيران وسوريا من استنزاف إسرائيل، في غياب أي إمكانية لتحمليهما المسؤولية عن ذلك، وبالتالي تدفيعهما الثمن، بحسب المراقبين الاسرائيليين، ما ادى إلى تآكل قوة الردع الإسرائيلية، وتراجع مكانة تل أبيب الدولية، فتدشين الحزام الأمني لم يحل دون قيام إسرائيل بتنفيذ حملتين عسكريتين، وهما: الحساب والعقاب في 1993 وعناقيد الغضب في 1996، اذ أقصى ما قام به الجيش في جنوب لبنان على مدى 15 عاماً كان الدفاع عن ذاته.
من ناحيته يقول القائد السابق للواء «غولاني»، الجنرال تيشكو تامير، إن «إسرائيل شنّت حرب لبنان الأولى عام 1982، على أمل أن تنجح في تغيير الواقع الأمني في المستوطنات الشمالية، عبر القضاء على قواعد منظمة التحرير في جنوب لبنان»، مستدركا «تمكن الجيش من إبعاد منظمة التحرير عن المنطقة، لكن جلب عملياً حزب الله، وهو أخطر منها». وفي كتابه «حرب بلا أثر»، الذي صدر حديثاً، يلفت تامير، الذي قاد وحدات خاصة عدة عملت في جنوب لبنان، الأنظار إلى أن «الجيش تورّط في المستنقع اللبناني، لأنه خشي أن يفضي الانسحاب من الحزام الأمني إلى استئناف عمليات إطلاق الصواريخ والتسلل»، كاشفا ان «الثمن الذي دفعه الجيش من أجل الاحتفاظ بالحزام الأمني، كان أكبر بكثير من الثمن الذي كان يمكن دفعه جراء عمليات إطلاق الصواريخ والتسلل». وأشار تامير إلى أنه «لم يكن في حسبان القيادة الإسرائيلية أن يفضي التورط في لبنان، إلى منح كل من سوريا وإيران الفرصة لاستنزاف إسرائيل من دون أن تخاطرا بدفع ثمن مباشر على ذلك». مشيرا إلى أن «ما ساعد إيران وسوريا على تحقيق أهدافهما، هو التحول الكبير والمفاجئ على دور الطائفة الشيعية وتأثيرها في لبنان، لا سيما أواخر ثمانينيات القرن الماضي. ويؤكد أن «تشكّل حركة أمل وانطلاق حزب الله مثّل نقطة تحول فارقة، لم تحسب لها إسرائيل أي حساب».وأوضح أنه «لم يتضح لإسرائيل حجم تصميم إيران على تصدير ثورتها إلى لبنان»، مؤكدا أن «سوريا التي كانت تسيطر على لبنان سمحت لحزب الله بتطوير قدراته العسكرية من دون حدود، في الوقت الذي حرصت فيه على تفكيك بقية التنظيمات». ويستنتج تامير أن «إسرائيل اكتشفت سريعاً بأن الحزام الأمني تحوّل من ذخر إلى عبء كبير».
في 25 ايار 2015 اطل الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، بكلمة متلفزة مباشرة، من المهرجان الذي اقيم في النبطية - ساحة عاشور، بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، تحت شعار « نبض المقاومة انتصار»، استبقها مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب الحاج محمد عفيف، بوصفها على حسابه الشخصي عبر موقع «فايسبوك»بالقول : «سألني بعض الاخوة والاصدقاء عن خطاب سماحة السيد اليوم فقلت خطاب كبير على قدر المخاطر الداهمة والانتصار الموعود».
اطلالة اعطت الاشارة لمجموعة «قـادمون»، لبدء هجمات إلكترونية على مؤسسات اسرائيلية عسكرية ومدنية، حملت توقيع قادة المقاومة «اهداء من المجموعة تخليداً لأرواح القادة الشهداء وجميع الشهداء الذين قدموا دماءهم لنحيا بعزّة وكرامة».