روسيا تؤكد تصوير مسرحية «الكيميائي» في جسر الشغور .. وتحذر أميركا وحلفاءها من «خطوات خطيرة»

روسيا تؤكد تصوير مسرحية «الكيميائي» في جسر الشغور .. وتحذر أميركا وحلفاءها من «خطوات خطيرة»

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ١٢ سبتمبر ٢٠١٨

أكدت روسيا بدء الإرهابيين تصوير مشاهد لهجوم كيميائي مفبرك في مدينة جسر الشغور بريف إدلب لاتهام الجيش العربي السوري بارتكابه، وشدد على استحالة التسامح مع بقاء بؤرة للإرهابيين في إدلب.
وحذرت روسيا أميركا وحلفاءها، من «الخطوات الخطيرة الجديدة» في سورية، على خلفية تهديدات غربية باستهداف سورية، وسط ترجيحات بأن تقدم موسكو دعما لسورية، في حال قرر الغرب شن هجمات ضدها بذريعة «هجوم كيميائي» مفبرك.
وقال الموقع الالكترونية لقناة «روسيا اليوم»: حذرت موسكو الولايات المتحدة وحلفاءها، اليوم الثلاثاء (أمس)، من «الخطوات الخطيرة الجديدة» في سورية، على خلفية تهديدات غربية بالرد على استخدام دمشق للأسلحة الكيميائية في سورية.
ونقل الموقع عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إشارتها في بيان، إلى أن الحكومة السورية تواجه في الأزمنة الأخيرة وابلاً من التهديدات بزعم خطط دمشق لاستخدام السلاح الكيميائي في محافظة إدلب، وذلك رغم تأكيد الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، على إتلاف الترسانة الكيميائية السورية تحت إشراف دولي.
من جانبه، قال السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، وفق الموقع: «نحن لا ننظر بجدية لتصريحات وسائل الإعلام، وذلك لأنها فقدت مصداقيتها ونركز على البيانات الرسمية»، وذلك بعد نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية عن مسؤولين أميركيين: أن رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب ينظر في ما إذا كانت القوات الأميركية ستضرب القوات الروسية والإيرانية في سورية، في حال شن الهجوم على القوات الحكومية السورية.
من جهته، قال عضو مجلس الاتحاد الروسي، أوليغ موروزوف، وفق الموقع ذاته: «حتى لو بدأ التحالف الغربي بمهاجمة سورية، لن يصدق الهجمات الكيميائية إلا من يقومون بفبركتها».
وأضاف: «الرد السوري سيكون في المقام الأول ضد المسلحين، ولا أستبعد أن يدعمه سلاح الجو الروسي، لكن فقط في حال بدأ التحالف الغربي بالهجوم».
وفي وقت سابق من يوم أمس، قال المركز الروسي للمصالحة التابع لوزارة الدفاع الروسية في بيان صحفي، بحسب «روسيا اليوم»: حسب معطيات وردت من سكان محافظة إدلب، يجري في مدينة جسر الشغور الآن تصوير مشاهد استفزاز مفبرك يحاكي استخدام الجيش السوري لـ«السلاح الكيميائي» ضد المدنيين.
وأضاف: «لتصوير هذه المشاهد، وصلت إلى جسر الشغور صباح اليوم (أمس) فرق إعلامية لبعض القنوات الشرق أوسطية وكذلك لفرع إقليمي لقناة إخبارية أميركية كبيرة، ويقضي سيناريو الاستفزاز بتصوير مشاهد تقديم نشطاء من قوات الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) «المساعدة» إلى المواطنين، بعد الإلقاء المزعوم من قبل الجيش السوري لبراميل متفجرة تحوي مواد سامة».
وذكر البيان أنه «من أجل إعطاء المشاهد صبغة واقعية وجمع «الخوذ البيضاء» عينات التربة بشكل سريع، نقل المسلحون من بلدة خربة الجوز إلى جسر الشغور صباح اليوم (أمس) برميلين يحتويان على مادة كيميائية منتجة على أساس الكلور».
وأشار إلى أنه من المقرر أن تسلم جميع مشاهد الاستفزاز الكيميائي في جسر الشغور إلى وسائل الإعلام حتى نهاية أمس لبثها، بعد تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي.
في الغضون، نقل موقع «روسيا اليوم» عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله خلال أول مؤتمر أممي بشأن قانون وسياسة الفضاء»: إنه «لا يمكن لنا التسامح مع بقاء بؤرة الإرهابيين في إدلب وهذه هي سياسة دمشق وهي صحيحة تماما»، وأعلن أن «العسكريين الروس يعملون على حل هذه القضية بشكل دقيق وفعال مع تقليص الخطر على المدنيين قدر الإمكان ومنع الإرهابيين من فرصة الفرار وإعادة تنظيم قوتهم».
وحذر ريابكوف من أن «البعض في الغرب لم يتراجع بعد عن سيناريو استفزاز عسكري جديد في سورية»، مشيراً إلى أن موسكو ستواصل العمل من أجل منع ذلك الاستفزاز.
وأوضح، أن مستجدات الوضع في سورية ومضي حكومتها قدما في تحرير آخر بؤر الإرهابيين يستدعي كما يبدو معارضة وقلق ممن لا يهتم بأن تكون سورية دولة موحدة وذات سيادة وباستعادة الحياة الطبيعية فيها وعودة المهجرين إليها، مشدداً على أنه من غير المقبول لأولئك الذين يرون بالوضع الحالي فرصة لنسف عملية التسوية من جديد.
وانتقد تجاهل دول الغرب للحقائق التي تقدمها روسيا بشأن التحضيرات الجارية للقيام باستفزاز كيميائي جديد في إدلب، مشيراً في الوقت نفسه إلى استمرار الحوار بين موسكو وواشنطن بخصوص سورية بغية تطبيع الأوضاع فيها.
كما انتقد ريابكوف بشدة التهديدات الأميركية الجديدة التي أطلقها مستشار الأمن القومي في البيت البيض جون بولتون بشن عدوان جديد على سورية وأقوى من الذي سبقه، مؤكداً أن مثل هذه التهديدات تشكل بوضوح «سياسة ابتزاز وتهديد».
ونبه إلى أن النهج الأميركي غير البناء في سورية يصب في مصلحة الإرهابيين ويهدد الأمن الإقليمي، واعتبر أن تهديدات بولتون ليست الأولى من نوعها وهي بمثابة إظهار عضلات وتلاعب وقح بالحقائق وتهدف لابتزاز الدول الضامنة لتسوية الأزمة في سورية وخاصة روسيا وإيران، موضحاً أن موسكو سبق أن اتخذت جميع الإجراءات الاحترازية استعدادا لأي خطوات من قبل الولايات المتحدة.