القطريون ينسحبون من غزة... وخلاف «حماس» والسلفيين يشتد

القطريون ينسحبون من غزة... وخلاف «حماس» والسلفيين يشتد

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٢١ أغسطس ٢٠١٧

تحوّلت غزة إلى ساحة مبارزة غير معلنة بين الإمارات وقطر، وهو ما انعكست آثاره بانسحاب تدريجي للدور القطري وعودة مرتقبة للأموال الإماراتية ضمن التفاهمات التي يتحدث عنها فريق محمد دحلان، في وقت تستمر فيه تداعيات التفجير الانتحاري الأخير في رفح

 
 

لم ينقطع طوال السنوات الماضية الدور القطري في قطاع غزة، ممثلاً بجهات مثل «الهلال الأحمر القطري» وعدد من المشاريع، لكن النجم القطري بقي عالياً في ظل جملة مشاريع إعمار وبنية تحتية وتشغيل كبيرة.

وحالياً انقلبت الصورة، إذ يتعزز الدور الإماراتي من بوابة «لجنة التكافل الوطنية» التي تشارك فيها غالبية الفصائل الفلسطينية باستثناء حركة «فتح» و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، ويترأسها ماجد أبو شمالة المقرب من القيادي المفصول من حركة «فتح» محمد دحلان.
التراجع القطري تمثّل أوّلاً في إغلاق مؤسسات، أُدرجت على قوائم الإرهاب لـ«دول المقاطعة»، أفرعَها في غزة، بفعل إغلاقها من الدوحة، وتتمثل في مؤسستي «عيد آل ثاني الخيرية» و«ثاني بن عبد الله للخدمات الإنسانية». ووفق مصادر قطرية عاملة في غزة، أغلقت الإمارة «مؤسسة الشيخ عيد» مع إيقاف أفرعها كافة التي يعمل فيها نحو ستة آلاف شخص، وكانت تقدم مساعدات مالية ونقدية وترعى بعض المشاريع في القطاع كما فعلت المؤسسة الثانية («الشيخ عيد»).
وتنشط في غزة، بجانب «اللجنة القطرية» التي تشرف على المشاريع الرسمية برئاسة السفير محمد العمادي، كل من مؤسستي «قطر الخيرية» و«الهلال الأحمر القطري». وبالتزامن مع إغلاق تلك المؤسستين، سجلت «قطر الخيرية» تراجعاً في خدماتها بفعل تقشفات الدوحة. واللجنة التي يترأسها العمادي على خلاف مع «اتحاد المقاولين» منذ شهور، وكانت مدينة لهم بملايين الدولارات قبل مدة (سُدّد بعضها) كذلك فإنها لم تطرح أي مشروعات منذ مدة.
مع ذلك، تُقر تلك المصادر بأن «اللجنة القطرية» نفذت 110 مشروعات بقيمة نصف مليار دولار أخيراً، وهي بذلك «أنجزت 90% من قيمة المنحة التي تقدم بها الأمير الوالد حمد بن تميم، وكان قد أعلن أنها بقيمة 407 ملايين دولار». أما منحة المليار الأخيرة، فلا يزال يشوبها الغموض حول قيمة المبالغ التي صرفت منها، ولكن وفق المصادر نفسها فقد احتسب منها «منح وقود الكهرباء ودفعات رواتب موظفي غزة وبناء ألف وحدة سكنية منها... مع غياب أي وعد بمشاريع لاحقة»، علماً بأن آخر مشروع قد أعلنه العمادي قبل عدة أشهر كان ترميم منازل لفقراء.


في المقابل، تعمل «لجنة التكافل» الممولة من «مؤسسة خليفة بن زايد» الإماراتية على طرح مشاريع في المجالين الطبي والتعليمي، وتقول إنها ستشرف على زيادة كميات الكهرباء الواردة من مصر إلى غزة. لكن جلّ ما فعلته تلك اللجنة هو رصد وصرف مبالغ مالية لشراء كميات من الأدوية وتخليص شهادات متخرجين في الجامعات كانوا ممنوعين من الحصول على شهاداتهم بسبب عجزهم عن تسديد رسومهم.
على صعيد ثانٍ، لا تزال تداعيات التفجير الانتحاري الذي استهدف عناصر من «الضبط الميداني»، التابع لحركة «حماس»، في رفح الأسبوع الماضي، وأدى إلى استشهاد كادر في «كتائب القسام»، الجناح العسكري للحركة، يلقي بظلاله على غزة. إذ سيطرت «القسام»، أول من أمس، على موقعين يتبعان لـ«جيش الإسلام» و«لواء التوحيد» المتشددين غرب محافظة رفح، جنوب القطاع، ودعت الكتائب إلى «إخلاء المواقع من الموجودين فيها». وقالت مصادر فلسطينية إن «المقاومة لم تتعامل معهم بالنار، لأن التوحيد من الفصائل التي شنت عمليات ضد العدو الإسرائيلي وشاركت في الحرب الأخيرة ضد الاحتلال». في المقابل، أصدر «لواء التوحيد» بياناً نفى فيه علاقته بالتفجير الانتحاري في رفح، داعياً إلى حل الأزمة، في وقت تبنى فيه «اللواء» عمليتين وقعتا العام الماضي: الأولى التي نفذها الشهيد فادي أبو قنبر في القدس، والثانية التي نفذها الشهيد نشأت ملحم في تل أبيب.
في سياق آخر، التقت رئيسة حزب «ميرتس» اليساري الإسرائيلي زهافا غلؤون، أمس، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في مكتب الأخير في رام الله. وقالت غلؤون إن «خيار معاقبة الغزيين كلهم بقطع الكهرباء خطوة غير صحيحة وغير شرعية في الوقت الحالي». في المقابل، نقلت صحيفة «هآرتس» أن عباس أبدى امتعاضه من أداء الإدارة الأميركية تجاه القضية الفلسطينية، وقال للحاضرين: «التقيت مبعوث الرئيس الأميركي ٢٠ مرة ولم أفهم حتى الآن نظرتهم إلى عملية السلام». وأضافت الصحيفة نقلاً عن عباس: «في كل مرة التقينا فيها أكدوا لي مراراً وتكراراً أنهم ملتزمون حل الدولتين ووقف البناء في المستوطنات... دعوتهم إلى أن يقولوا الشيء نفسه لنتنياهو، لكنهم امتنعوا عن ذلك». ويشار إلى أنّ من المتوقع أن يزور مستشار الرئيس الأميركي، جيراد كوشنير، الأراضي الفلسطينية الشهر المقبل للقاء عباس ورئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو.
إلى ذلك، أرسلت السلطة شحنة مساعدات تحتوي على أدوية إلى فنزويلا في «هدية» قال وزير الخارجية الفلسطينية، رياض المالكي، إنها تأتي «تقديراً وعرفاناً لجمهورية فنزويلا البوليفارية».