مهمة تركل نحو جهة واحدة.. الحد من ارتفاع الأسعار أولوية تفشل دائماً... وخفضها مهمة مؤجلة!

مهمة تركل نحو جهة واحدة.. الحد من ارتفاع الأسعار أولوية تفشل دائماً... وخفضها مهمة مؤجلة!

أخبار سورية

الخميس، ١٤ مايو ٢٠١٥

يتركز مضمون جميع التصريحات الحكومية اليوم حول ضرورة الحد من ارتفاع الأسعار في الأسواق المحلية ومواجهة جشع بعض "التجار"، وهذا يمكن متابعته بوضوح خلال هذه الأيام لدى ظهور أي مسؤول حكومي على وسائل الإعلام أو في أعقاب أي اجتماع حكومي.

والسؤال...وماذا عن مهمة خفض أسعار السلع والمواد لاسيما بعد تراجع سعر صرف الدولار؟ هل خطة عمل الحكومة تعتمد على مرحلتين الأولى تتمثل في الحد من ارتفاع الأسعار والثانية المباشرة بخفضها؟ أم أن المتاح حالياً هو فقط الحد من ارتفاعات جديدة في الأسعار؟!.

على مدى السنوات الثلاث الأخيرة، وتحديداً منذ أن بدأ الغلاء يجد طريقها بوضوح إلى الأسواق المحلية، فإن الحكومة لم تنجح في خفض سعر سلعة واحدة سواء حافظ سعر الصرف على وضعه أو شهد تقلبات وتذبذبات مختلفة، وهذا الواقع مرده إلى غياب الرؤية والقدرة الحكومية على وضع استراتيجية اقتصادية متكاملة تقود بشكل تلقائي إلى خفض ملموس في الأسعار، فالسائد حالياً أن الحكومة ليس بيدها سوى محاولة الحد من ارتفاع أسعار بعض السلع، لكن للأسف حتى في هذه لم يحالفها النجاح بدليل الغلاء الذي يجتاح السلع والاحتياجات الغذائية وغير الغذائية على حد سواء.

 يجب الاعتراف في النهاية أن مواجهة الغلاء في السوق المحلية ليس مسؤولية وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك فقط، فهناك وزارات أخرى تتحمل معها المسؤولية ويتوجب عليها اتخاذ إجراءات قد تكون مؤثرة أكثر من إجراءات وزارة التجارة الداخلية، ونحن هنا لا ندافع عن التجارة الداخلية بقدر ما ننوه إلى أهمية أن تتولى الحكومة مجتمعة هدف خفض الأسعار كمهمة استراتيجية ووطنية استثنائية في هذه المرحلة، فهناك مسؤولية تتحملها وزارات الاقتصاد، المالية، الصناعة، السياحة، النقل ، الزراعة...الخ فضلاً عن مسؤولية الفعاليات الاقتصادية المختلفة.

 ولذلك فإن الحكومة معنية مجتمعة بتحقيق خفض ملحوظ في الأسعار، وهو ما يتطلب منها عقد اجتماعات نوعية وصريحة وشفافة لتحديد الأسباب والإجراءات وتحديد مهام كل وزارة ومحاسبتها على التنفيذ، وإلا فإن رمي الكرة وتقاذفها لن يفضي إلا إلى مزيد من معاناة المواطن وصعوبة معيشته ومدى ثقته بقدرة مؤسسات الدولة على تلبية احتياجاته وتنفيذ طموحاته وتطلعاته.
سيريا ستبس