في رسائل موسكو2.. الظروف ناضجة للحل!!

في رسائل موسكو2.. الظروف ناضجة للحل!!

أخبار سورية

الأحد، ٢٦ أبريل ٢٠١٥

كان لافتاً من خلال الدعوات التي عقدت نيتها روسيا، وجود مساعي واضحة لخلق الأمل في إمكانيّة التوصّل إلى انطلاق آليّة حلّ سياسيّ للأزمة السورية، وبحسب ما تم تناقله في العديد من وسائل الإعلام، فإن موسكو نجحت هذه المرّة، على عكس المرّة السابقة، في تأمين حضور شخصيّات سياسيّة من الصفّ الأوّل، وكذلك شخصيّات فاعلة في المجتمع المدنيّ، وبالتالي، شكّل لقاء موسكو 2 محطّة مميّزة في ما يخصّ إمكانيّة تحقيق حلّ سياسيّ للأزمة في سوريا، ومفترق طرق لا بدّ من استخلاص عبره، بل، ويمكن القول أيضاً، إنّه شكّل بداية تفاوض على نصوص، خلافاً لموسكو 1 الذي رُميَت في نهايته وثيقة ما تسمّى "مبادئ موسكو" أمام الإعلام، من دون أن يتمّ نقاش مضمونها.

في هذا الوقت، بدا  من خلال النقاشات التي تمت في موسكو 2، أن هناك رسائل مهمة تم توجيهها، وهي الأولى، هي أن الأطراف التي كانت مجتمعة في أبدت استعدادها لحمل هموم كلّ الطيف السوريّ، والرسالة الثانية، تكمن في إمكانية عقد لقاءات أخرى أكثر جدية وأهمية من اللقاءات التي تمت من أجل حل الأزمة السورية، بالطرق السلمية، من الممكن أن تتمثل في جنيف 3، خاصّة وأن مسار الحل السياسي للأزمة السورية عبر جنيف كان معطّلاً تماماً، وأنّه لا يُمكن تحقيق أي حل سياسي تفاوضي إذا مانعته روسيا، ويعكس أيضاً التعامل بإيجابيّة مع دعوة روسيا، وفرض إرادتها في العالم كله.

 إنجاز لا يستهان به نتج عن موسكو 2، وعلى الرغم من كل السلبيات التي تم تناقلها في وسائل الإعلام،  هذه التجربة لها إيجابيات مهمة إذا ما تمّ استخلاص عبرها، إذ أنها تطرح بشكل أكثر إيضاحاً من ذي قبل مدى جديّة الأطراف كافّة للعمل في سبيل حلّ سياسيّ للأزمة السورية، ولكن في الوقت نفسه، لا بد من اجتماع الأطراف الباقية على الحل، المقصود عنا الدول المعنية بالأزمة السورية،بالإضافة إلى وجود روسيا لا بد من التوافق مع والولايات المتّحدة، من أجل التوصل للحل السياسي للأزمة السورية، هذا الحل المتمثل بجنيف 3، والذي يجب أن يعقد اليوم قبل الغد، فاليوم تبدو الظروف انضج للحل من ذي قبل.