إدلب.. إستراتيجية جديدة تجبر الجيش السوري على تغيير تكتيكاته!

إدلب.. إستراتيجية جديدة تجبر الجيش السوري على تغيير تكتيكاته!

أخبار سورية

الأحد، ٢٦ أبريل ٢٠١٥

بعد عدة اسابيع من السيطرة على مدينة ادلب عاودت الجماعات المسلحة فتح جبهات جديدة في هجوم يعد الاعنف منذ بداية الازمة السورية، الهجوم العنيف الذي استهدف المحافظة التي تقع شمال غرب سورية كان له اهداف استراتيجية كبيرة اهمها ضمان الدعم عبر الحدود التركية، وتشكيل خطر اكبر على الساحل السوري وتوسيع نطاق حماية المناطق الخلفية للمسلحين في ريف حلب وريف حماة بشكل يوفر المزيد من حرية الحركة لهم، اضافة الى الحصول على هامش ضغط اكبر في جنيف مطلع ايار المقبل، التنظيمات المتطرفة بقيادة السعودي المحيسني والشيشاني والفلسطيني تخلت عن النمط القديم في الهجوم والذي كان غالبا مايفشل لتنتقل لنمط مقارب لطبيعة معارك الجيوش النظامية وزاد قوتها الهجوم باعداد كبيرة والعمليات الانتحارية التي تشكل دوما ثغرة في حائط دفاعات الجيش وحلفاءه.

باتت حركة التنظيمات المتطرفة تأخذ منحى جديد فالمساحات المسيطرة عليها ذات طبيعة صعبة تجعل استردادها من قبل الجيش يحتاج لوقت اطول، والتكتيك المستخدم يعتمد على تشتيت انتباه الجيش بشكل دائم بحيث يعمد الى فتح عدة جبهات في نفس الوقت والتقدم في جبهة واحدة بحيث يكون رأس الحربة قادرا على اختيار الجبهة الاضعف والتحرك نحوها، يستطيع الجيش السوري ان يتأقلم مع تكتيك المسلحين هذا بمجابهتها بتكتيك مماثل، إن اعتماد الجيش على رؤوس حربة متنقلة قادرة على التحرك ضمن مناطق المحافظة الواحدة بسرعة كفيل بتغيير موازين المعارك، والعقيد سهيل الحسن مثال حي على ذلك.

يعمد المقاتلون المحليون والاكراد شمال شرق سورية الى تحصين مواقعهم بطرق بدائية اثبتت نجاعتها فحفر الخنادق العميقة وتحصين النقاط المتقدمة شل قدرة النصرة وداعش امام موقع صغير مثلا بالقرب من الحدود السورية العراقية عامين كاملين مع انه كان يتعرض بشكل يومي الى هجمات عنيفة تستخدم فيها السيارات المفخخة احيانا.

ان محاربة التنظيمات العصاباتية يحتاج لعقلية حرب مشابهة او تقنية عالية ولا خيار آخر فالحرب على الارض السورية حرب مدن بغالبها وتحتاج خبراء حرب مدن والخبرة باتت متوافرة الآن لدى الجيش.

إذاً، التشتيت والهجوم بعدد كبير حتى مع احتمالية حصول خسائر ضخمة بالارواح سمة ثابتة للتنظيمات المتطرفة ولجوء الجيش الى الانسحاب كما حصل مؤخرا في ادلب لتحجيم الخسائر بالارواح سواءا المدنيين او العسكريين، إن ما سلف ذكره في لايعدو عن كونه تحليلا للواقع فالمقاتل على الارض له ظروفه الخاصة التي قد لانقدرها حق قدرها ونحن في منازلنا.