ما الذي يحدث هذه المرة على جسر زملكا ؟

ما الذي يحدث هذه المرة على جسر زملكا ؟

أخبار سورية

الأحد، ١٩ أبريل ٢٠١٥

اتت هذه الواقعة على تخوم العاصمة، في المنطقة التي احتلت حيزاً مهماً من عمليات الجيش العربي السوري في وقت مضى. عند تقاطع جوبر مع الغوطة الشرقية على محور جسر زملكا كان هدف المسلحين التالي، حين بدأ الهجوم على نقاط تمركز الجيش السوري للسيطرة على محور يعتبر شرياناً أساسياً إذا ما أراد المسلحون الإبقاء على توتر جوبر قائماً. عشرات المهاجمين انطلقوا من بساتين عربين وأطراف زملكا وعين ترما، فيما كانت مراصد الجيش السوري مترقبة للتحركات الليلية بدقة عالية، ريثما يقترب الهدف أكثر، فأتت الاشتباكات قبل الساعة المحددة لها من قبل المسلحين حين قطع الطريق عليهم ولم يصلوا إلى جسر زملكا- جوبر المهم استراتيجاً، والمفيد للسيطرة على مسافة واسعة من المتحلق الجنوبي، وبدأت معها مدفعية الجيش تضرب أطراف التحركات لقطع أي طريق إمداد جديد وفصل المهاجمين عن المحيط، ما أجبر المسلحين على الاحتماء فوراً في أبنية مهجورة على أطراف جوبر قبل بدأ المعركة الحقيقية.

أعداد المسلحين كانت كافية لإطالة أمد المعركة، يتزعمهم 3 قياديين من داخل الغوطة الشرقية وتحديداً من زملكا ودوما، بحيث استمرت الاشتباكات المتقطعة لثلاثة أيام قتل خلالها عشرات المهاجمين وجرح آخرون، فيما لاذ باقون بالفرار إلى عين ترما، وبعبارة مختصرة “فإن المهمة فشلت”، خاصة وأن الأنفاق المستخدمة للهجوم لم تعد تلبي حاجة مهندسيها بعد أن أصبحت بيد الجيش السوري، الذي أتى عليها بفعل عكسي مستفيداً من التشعب لمحاصرة الجسر.

هدف المسلحين الأساسي، كان إعادة فتح الجبهة التي خسروها وطردوا إلى أطرافها، وبإشارة بدء وتمويه كانت شبه معركة الكبّاس قد بدأت لإعادة حصار المتحلق الجنوبي والاقتراب أكثر من العاصمة، لفرض مناطق اشتباك جديدة في الدخانية وجوارها عبر وادي عين ترما، وتشتييت الجيش السوري عبر جبهات صغيرة متباعدة، ولكن وبزمن قياسي أنهيت شارة البدء وبات المسلحون محاصرون ضمن نطاق 5 أبنية، اعتبروا أول الأمر أنهم تقدمو بالسيطرة عليها.

في اليوم الثالث والأخير للعملية، كانت قوات الجيش العربي السوري تتحضر لتفجير أحد أهم الأنفاق، والذي أجبر المسلحين على الخروج من البناء الأكبر والاشتباك مع الجيش العربي السوري الذي تقدم سريعاً إلى عمق المنطقة، وتمكن من القضاء على غالبية المسلحين، بينما حاول آخرين الفرار عائدين إلى زملكا تحت وابل من النيران “الصديقة لهم”، ولكن وبقذيفة مدفعية واحدة فقط، “أُعلن انتهاء المعركة بمقتل قياديين اثنين من المهاجمين الفارين”، فيما أجّل مصرع الثالث إلى معركة لاحقة أو هجوم فاشل آخر، والعبارات الأخيرة كانت لأحد عناصر الجيش السوري المرابطين حالياً على جسر زملكا.
عربي برس