الصراعات تحتدم.. إدلب على شفير الإنفجار!

الصراعات تحتدم.. إدلب على شفير الإنفجار!

أخبار سورية

الأربعاء، ١ أبريل ٢٠١٥

تشهد مدينة إدلب، نقاشاً حاداً بين قياديين من “جبهة النصرة” وآخرين منضوين تحت تحالف “جيش الفتح” غداة سيطرتهم على المدينة الواقعة شمال غرب سوريا.

وعلمت «الأخبار» أنّ «نقاشاً» حادّاً جرى أمس بين قياديين اثنين بارزَين، أحدهما من قيادات «تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة»، والثاني من قيادات إحدى المجموعات المنضوية تحت لواء «جيش الفتح» انتقَد «تصرّفات عناصر النصرة الساعية إلى مصادرة التحرير والاستئثار به».

المعلومات التي وصلت إلى «الأخبار» عبر مصدر من داخل إحدى مجموعات «الفتح» أكدت أنّ شركاء «النصرة» فوجئوا بـ«رفع راية القاعدة فوق مقر المحافظة». ورفض المصدر الكشف عن تبعيّة القيادي الذي اصطدم بأحد قياديي «النصرة»، مؤكداً في الوقت نفسه أنّ «تدخل بعض العقلاء حال دون تطوّر الأمر إلى ما لا تُحمد عُقباه». المصدر قال إنّ «الجهود توشك أن تُثمر توافقاً على آلية لإدارة المدينة بما يضمن عدم انفراد فصيل دون سواه»، لكنّه أكّد أنّ «هناك شبه إجماعٍ على رفض أي دور للائتلاف أو الحكومة المؤقتة».

وعلى صعيد متصل، قالت مصادر إعلامية معارضة إنّ بعض المجموعات التي شاركت في اقتحام المدينة (من خارج جيش الفتح) قد «سارعت إلى مغادرة المدينة بمجرّد تحريرها». المصادر أشارت على وجه الخصوص إلى «لواء شهداء إدلب» الذي «ضحّى برجاله وساندَ في عمليات التحرير، لكنّه عاد إلى التمركز فوراً في مزارع بروما، ولم يتورّط بأي عمليات نهب حصلت وما زالت تحصل». ورغم أنّ «غرفة جيش الفتح» روّجت أنباءً عبر مواقع التواصل عن أنّ «الفتح جيش، وليس مجرّد غرفة عمليات»، لكنّ الثابت أنّ ما يُفرّق مكوّنات «الفتح» أكثر مما يجمعها. فعلى الرغم من طغيان الصبغة «الجهادية»، وتلاقي مصالح المكونات في بسط السيطرة على إدلب، لكنّ أسلوب عمل «حركة أحرار الشام الإسلامية» على سبيل المثال مختلف عن «النصرة».

هذا وبدأت مشكلات بالظهور بشكلٍ يومي وصلت حد التناحر والاقتتال خصوصاً بعد عمليات النهب الواسعة التي حصلت للمنازل وإعتبرت “مغانم حرب”.

التوترات التي حصلت خلال اليومين الماضين في مدينة إدلب كانت بارزة بين المسلحين على كافة الأصعدة والأبرز منها هو الاختلاف في رفع الرايات أثناء الاشتباكات والاحتدام بات واضحاً عند المناصرين لتنظيم جبهة النصرة الفصيل الأبرز بين المجموعات المسلحة المهاجمة.

الأمر الذي لم تقبله باقي الفصائل المتكتلة ضمن مايسمى “جيش الفتح” ما دعاهم لإطلاق تغريدات لرفع الرايات مع إصرار النصرة على رفع رايتها السوداء خلال المعارك الدائرة في إدلب.

كما ظهرت مشكلة أخرى في سياق بث الأخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتراشقات فيما بينهم ضمن نسب كل طرف أنباء الهجوم إلى نفسه مع تهميش الأطراف المسلحة الأخرى ما اعتبرته الفصائل الأخرى أنه تقليل لحجمها وكان الأمر واضحاً بالنسبة لتنظيم النصرة الذي كان يركز في بث الصور على مقاتليه وإظهار راياته في مقاطع الفيديو المنشورة على المواقع التابعة له.

في السياق نفسه ظهرت أطماع بين بعض القيادات لزعامة الفصيل الجديد ميليشيا “جيش الفتح” الناتج عن تجمع بعض الفصائل المسلحة مع بعضها في ريف إدلب بعد أن فتحت تركيا حدودها لتكون مقر لعمليات الهجوم على شمال مدينة إدلب وهذا ما قام به أحد الوجوه البارزة في منطقة ريف إدلب وهو قيادي سعودي “نصراوي” الهوى متشتت التنظيم حيث أنه يحرص على أن لا يكون مع طرف لاستقطاب تأييد من جميع الميليشيات إلا أنه اليوم بانت عليه نوايا التزعم لميليشيا “الفتح” بعد انضمام أعداد كبيرة من المسلحين له وكسب وامتلاكهم أسلحة متنوعة مما زودتهم به تركيا وأمريكا والسعودية وقطر.