هجوم الزبداني تمهيد لمعركة القلمون

هجوم الزبداني تمهيد لمعركة القلمون

أخبار سورية

الجمعة، ٢٧ مارس ٢٠١٥

لم تنطلق معركة القلمون بعد، إلا أن تقدّم الجيش السوري وحلفائه في جرود قرى القلمون (ريف دمشق الشمالي الغربي) قبل يومين، ومحيط مدينة الزبداني (ريف دمشق الغربي) أمس، يُعدّ بمثابة تمهيد لهذه المعركة المرتقبة على الحدود اللبنانية ــ السورية. ويأتي هذان الهجومان في سياق تطويق المسلّحين المتحصّنين في الجرود للحدّ من إمكانية تحركهم في حال بدأت معركة الجيش وحلفائه في جرود القلمون.

أما الاستعدادات للمواجهة المرتقبة فجارية على قدمٍ وساق، إلا أن ما يجري التداول به أن «لا حرب مفتوحة» على هذه الجبهة، على الأقل حتى الآن، لكن يُعدّ لمعركة محدودة سيكون هدفها وقف الاستنزاف الذي يُشكّله المسلّحون المتحصنون في الجرود في اتجاه لبنان. هذا في المرحلة الأولى. لكن إذا كشفت معطيات الميدان أن القضاء على المسلّحين ضروري، فسيتم المضي في المعركة، لا سيما أن استمرار وجود المسلّحين في هذه البقعة الجغرافية، بحسب المصادر الميدانية، يُشكّل خطراً قائماً في كل لحظة على الجانب اللبناني في حال فُتحت ثغرة ما.
في الزبداني، سيطر الجيش أمس على منطقة ضهر البيدر، غرب المدينة، بعد اشتباكات عنيفة مع المسلحين في المنطقة. كذلك سيطرت قوات الجيش على تلتي شير الطاقة وشير الجوبة، الواقعتين شمال قرية كفير يابوس، واللتين تبعدان عن الحدود اللبنانية مسافة 11 كلم شرقاً. الاشتباكات أدت إلى مقتل عدد من المسلحين، بينهم محمد يوسف المغربي، قائد العمليات في جبال الزبداني، إضافة إلى جرح مسلحين آخرين. ويأتي التقدم في محيط بلدة الزبداني بعد شهر واحد من سيطرة الجيش على مناطق ظهرة المرجيات وظهرة الوردة وبلدة معدر الواقعة إلى الشمال من كفير يابوس.
وفي القلمون، الاشتباكات التي وقعت في الأيام الماضية على مشارف فليطا، بحسب مصادر ميدانية، تقع في خانة «المناوشات المحدودة»، لا سيما أن لا تقدّم ميدانياً يُذكر أسفرت عنه هذه الهجمات التي بدأتها «جبهة النصرة»، بل «انتصار افتراضي» حاولت «النصرة» استثماره إعلامياً مع محاولتها الترويج لمعركتها على شبكات التواصل الاجتماعي مستعينة بمقاطع فيديو مصوّرة قديماً، قبل أن يتمكن الجيش السوري وحزب الله من السيطرة على ثلاث نقاط استراتيجية حاولت «الجبهة» التقدم نحوها في تلك الجبهة. وفي هذا السياق، تفيد المعطيات المتوافرة بأن «النصرة» كانت تُعدّ لهجوم على النقاط التابعة للجيش والحزب في قرى القلمون في محاولة لاستعادة بعضها، إضافة إلى توافر معلومات عن إعداد مسلحي الجرود لاستهداف بعض النقاط التي تقع في المنطقة الحدودية الواقعة في الجانب اللبناني.
هكذا، لم يعد الهجوم المفترض استباقياً مع استنفار كلا المعسكرين. «النصرة» بدأت معركة الربيع لـ«تحرير قرى القلمون»، بحسب ما سمّتها، أما معسكر المقاومة فبادر إلى السيطرة على تلال استراتيجية، يراها فائقة الاهمية في أي معركة مقبلة.