اللاذقية: الجيش يهاجم معاقل المسلحين

اللاذقية: الجيش يهاجم معاقل المسلحين

أخبار سورية

الجمعة، ٦ مارس ٢٠١٥

لم تكد تهدأ الاشتباكات في ريف حلب الشمالي حتى أشعل مسلحون متشددون جبهة مبنى الاستخبارات الجوية في خاصرة حلب الشمالية الغربية، في محاولة لاقتحام المدينة عبر اختراق حصنها الذي تعرض لعشرات الهجمات الفاشلة السابقة، ولكن هذه المرة عبر نفق مفخخ تم تفجيره مساء أمس الأول، في وقت أشعل فيه الجيش السوري ريف اللاذقية الشمالي، عبر اقتحامه مناطق كانت لفترة طويلة معقلاً للفصائل المسلحة.
«جيش المهاجرين والأنصار» الذي أشعل جبهة حلب الغربية «تلقى صفعة قوية من الجيش السوري في ريف اللاذقية الشمالي»، وفق تعبير مصدر عسكري، تحدث إلى «السفير».
وأوضح المصدر أن وحدات من الجيش، تؤازرها قوات الدفاع الوطني وفصائل أخرى، اقتحمت فجر أمس معاقل المسلحين في قرية دورين الواقعة على تخوم بلدة سلمى، المعقل الرئيسي للفصائل المسلحة، حيث تمكن الجيش من السيطرة على تلة دورين الإستراتيجية ( تقع على بعد نحو 45 كيلومترا شمال مدينة اللاذقية)، في وقت اقتحمت فيه وحدات من الجيش القرية، التي تعني السيطرة عليها اختراق الفصائل في معاقلهم القريبة من الحدود التركية.
وقال مصدر ميداني، لـ «السفير»، إن وحدة من الجيش السوري تسللت بعد منتصف ليل أمس الأول إلى تلة دورين، وتمركزت فيها، قبل أن تشن الطائرات الحربية والطوافات سلسلة غارات على مراكز المسلحين في القرى الواقعة في الريف الشمالي، والتي تتقاسم عدة فصائل «جهادية» السيطرة عليها، أبرزها «جبهة النصرة»، و «جيش المهاجرين والأنصار»، و «لواء التوحيد»، و «أحرار الشام»، قبل أن تقوم قوات المشاة بالتقدم نحو التلة الإستراتيجية، لتخترق بعدها دفاعات المسلحين في قرية دورين حيث ما تزال الاشتباكات دائرة.
ومع سيطرة الجيش السوري على تلة دورين، وفي حال سيطرته الكاملة على قرية دورين، فإن ذلك يعني، وفق مصدر ميداني، أن سلمى وجميع القرى المحيطة بها سقطت نارياً، بسبب ارتفاع المنطقة، ما يعني شل حركة المسلحين، واسترجاع بقية القرى بشكل متسلسل في عمليات لاحقة، مضيفاً أن من شأن هذا التقدم أن يحصن اللاذقية وريفها بشكل كبير من القذائف التي تطالها بين حين وآخر.
هجوم حلب
وكان مصدر ميداني قال إن مسلحين تابعين إلى «جيش المهاجرين والأنصار»، الذي يشكل المقاتلون الأجانب من الشيشان والقوقاز عموده الفقري، حفروا نفقاً من منطقة المعامل وصولاً إلى مبنى الاستخبارات الجوية، وقاموا بوضع كميات كبيرة من المتفجرات في النفق وتفجيره، الأمر الذي أدى إلى تدمير بناء تابع إلى دار الأيتام المحاذي للمبنى.
وبعد التفجير حاول المسلحون اقتحام مبنى الاستخبارات الجوية، الذي تعني السيطرة عليه اختراق مدينة حلب، ووقوع عدد كبير من الأحياء تحت مرمى نيران الفصائل المسلحة.
وتزامن التفجير والهجوم مع قصف عنيف طال حي جمعية الزهراء الذي يقع فيه المبنى، ما تسبب بإصابة عدد من المدنيين، إضافة إلى أضرار بالغة في الممتلكات، في وقت رد فيه الجيش السوري بقصف عنيف طال مواقع تمركز المسلحين، كما شارك سلاح الجو بالتصدي للهجوم الذي انخفضت وتيرته مع حلول الظلام، من دون أية تغيرات تذكر في خريطة السيطرة.
واستهدف مسلحون متشددون منازل سكنية في حي صلاح الدين، جنوب غرب حلب، عبر القذائف المتفجرة والهاون، ما أدى إلى مقتل 8 مدنيين وإصابة أكثر من 30.
من جهة ثانية، يتواصل التصعيد الميداني في بيت سحم جنوب دمشق، حيث أعلنت «جبهة النصرة» رفضها الانسحاب من البلدة مهددة من يقترب من مقراتها. وقال ناشطون معارضون أن الجبهة وزعت بياناً تعلن فيه رفضها دعوات تسليم البلدة إلى لجان المصالحة الوطنية، التي اتهمتها بتأجيج الرأي العام عليها.
وفي المقابل، دعت فعاليات أهلية في جنوب العاصمة إلى التظاهر والضغط على «النصرة» للمغادرة، على اعتبار أنها العائق أمام فتح المعابر لإدخال المواد الغذائية. وكانت «النصرة» أعلنت، في وقت سابق، نيتها الانسحاب من البلدة على خلفية تظاهرات ودعوات لتسهيل الأمور الإنسانية، لتعود وتعتبر ما قامت به انسحاباً شكلياً، مقررة البقاء مهما كان الثمن.
علاء حلبي