أبعاد المرحلة الثانية لعمليات الجيش السوري في الجبهة الجنوبية

أبعاد المرحلة الثانية لعمليات الجيش السوري في الجبهة الجنوبية

أخبار سورية

الأحد، ١ مارس ٢٠١٥

يبدو أن إسرائيل على موعد مع قلق جديد فهي لم تستفق بعد من صدمة المرحلة الأولى للجيش السوري وحلفائه في الجبهة الجنوبية السورية حتى بدأت المرحلة الثانية.
 الأولى حققت إختراقات هامة وكبيرة لم تقلق إسرائيل فقط، وإنما أربكت أيضاً خطط الجماعات المسلحة ومن وراءها في المنطقة وهذا بدا واضحاً في الإعلام الإسرائيلي الذي عكس جواً عنوانه: "لن نقف مكتوفي الأيدي".
المفارقة أن الجبهة الجنوبية بمراحلها المتلاحقة تقلق إسرائيل التي لم تزعجها سيطرة جبهة النصرة على النقاط الحدودية  بين سوريا وفلسطين المحتلة.
وفي تفاصيل العملية ميدانياً، شنّ الجيش السوري وحلفاؤه ليل الجمعة  - السبت هجوماً صاعقاً على محوري الهبارية وتل قرين، إرتبكت الفصائل المسلحة وفرت أعداد منها نحو الحارة.
وتابع الجيش هجومه نحو أيوبا حمريت التي سيطر عليها بالتوازي مع دخوله تل السرجة وخربة سلطانة جنوباً.
 العملية تمت وفق تكتيك من نقاط محددة هي: الهجوم على محاور عدة لتشتيت جهد المسلحين،  القتال الليلي المتميز الذي فاجأ المسلحين، غزارة النيران والقصف المدفعي والصاروخي المركز وإسترجاع منطقة مساحتها نحو 40 كلم2. 
التعتيم الإعلامي من قبل "جبهة النصرة" والجماعات المسلحة رافق العملية، يرجّح محللون أن السبب هو خسائر هذه الجماعات المتلاحقة الجدية والإستراتيجية والتي قد تؤدي إلى إنهيار مشروع الإمارة في تلك المنطقة.
أكثر من ذلك فإن ما يعرف بغرفة العمليات المشتركة التي تشرف على التخطيط المركزي عسكرياً وإستراتيجياً لعمليات المسلحين تتعرض لإهتزاز شديد قد يؤدي إلى إنهيار الهدف المركزي هدف يتمثل بتأمين الحدود كاملة مع الكيان الإسرائيلي وتهديد دمشق بشكل دائم معلوم أن مركز غرفة العمليات هي العاصمة الأردنية وتضم قيادات عسكرية وإستخبارية من أميركا والسعودية وقطر وتركيا بالتعاون مع إسرائيل.
  إسرائيل قلقة ولكن أيضاً متفاجئة، الإعلام الإسرائيلي تحدّث عن إخفاق الجيش السوري و"حزب الله" في السيطرة على الجولان كاملاً فجاءت المرحلة الثانية لتثبت العكس ولتفاجىء للجميع في سوريا وخارجها.
"تصميم إستراتيجي حاسم" لدى الجيش السوري وحلفاؤه بهدف إستعادة الجبهة الجنوبية وإحكام السيطرة عليها، هذا التصميم من شأنه أن يحبط خطط غرفة العمليات المشتركة في عمان لتهديد دمشق وتأمين الحدود مع إسرائيل عبر منح "جبهة النصرة" والجماعات المسلحة السيطرة على الجولان وريف درعا والنقاط العسكرية الحدودية مع إسرائيل كل هذا المشهد يقول إن المرحلة المقبلة في هذه المنطقة مرشحة لمعارك عنيفة وقاسية.