برلماني فرنسي يؤكد أن الرئيس الأسد شريك أساسي في الحل ورحيله سيثير الفوضى في الشرق الأوسط

برلماني فرنسي يؤكد أن الرئيس الأسد شريك أساسي في الحل ورحيله سيثير الفوضى في الشرق الأوسط

أخبار سورية

الأحد، ١ مارس ٢٠١٥

دعا رئيس الحكومة التشيكية الأسبق ييرجي باروبيك دول الغرب إلى الاعتراف بمسؤوليتها الأخلاقية عن الوضع في سورية والعمل على إجراء تغيير جوهري لسياساتها الخاطئة تجاه سورية، في وقت حذر فيه برلماني فرنسي حكومة بلاده من مواصلة المطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد لأن ذلك سيؤدي إلى أن تعم الفوضى في كل أرجاء الشرق الأوسط.
 
وقال باروبيك في مقال نشره أمس في موقع «دينيك ريفيريندوم» الإلكتروني: «إن الغرب راهن منذ بداية الأزمة في سورية على الحصان السيئ وهو حركة «الإخوان المسلمين» أمام القيادة في سورية التي تم تأكيد شرعيتها من جديد من أغلبية الشعب السوري قبل أقل من عام».
وأكد، أن السياسة التي اتبعها ساسة الغرب تجاه سورية سمحت بنفاذ ومن ثم بوجود تنظيم داعش الإرهابي على جزء من سورية، مبيناً أن القضاء على هذا التنظيم المتطرف لا يمكن أن يتم من دون الجيش العربي السوري.
ونوه باروبيك بزيارة الوفد البرلماني الفرنسي إلى سورية، مؤكداً أن الوقت قد حان لقيام دول الغرب بالاعتراف بمسؤوليتها الأخلاقية عن الوضع السائد في سورية والعمل على إجراء «تغيير جوهري» لسياساتها الخاطئة تجاه سورية.
وأشار إلى أن «الإخوان المسلمين» المفضلين من العثمانيين الجدد قد «خسروا في القتال على حين حصل تنظيم داعش الإرهابي على التدريب على أيدي مدربين أتراك وعلى الأسلحة من الدول الغربية»، ولذلك «سيطر ليس فقط على الجزء الأهم اقتصادياً من العراق وإنما أيضاً على جزء من الأرض السورية».
وفي كانون الأول الماضي شدد باروبيك في مقال نشره في موقع قضيتكم الإلكتروني الإخباري على أن الجيش العربي السوري من أقدر جيوش العالم على القيام بمهمة مواجهة تنظيم داعش برياً لأن الغارات الجوية لـ«التحالف» لن تكفي لتبديد التنظيم الإرهابي.
على خط مواز، أكد البرلماني الفرنسي چاك ميارد، أن محاوريه في سورية أكدوا له أنه إذا واصلت فرنسا المطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد ستعم الفوضى في كل أرجاء الشرق الأوسط. جاء ذلك في بيان الجمعة للنائب الفرنسي المنتمي لأكبر حزب معارض في فرنسا «الاتحاد من أجل حركة شعبية» حول الزيارة التي قام بها إلى سورية خلال الأسبوع الماضي برفقة ثلاثة برلمانيين آخرين.
وقال ميارد: «كل محاورينا أكدوا بوضوح أنه في حال مواصلة فرنسا طلبها برحيل بشار الأسد بحجة أنه لا يمكن التعامل معه، ستنهار سورية لأن الرئيس الأسد الوحيد القادر على الحفاظ على وحدة الجيش وهذا سيؤدي إلى تدمير لبنان وستسود الفوضى في الشرق الأوسط».
وبعد عودته من دمشق إلى باريس ندد ميارد بسياسة باريس قصيرة النظر تجاه سورية على حين أعلن عضو مجلس الشيوخ الفرنسي فرانسوا زوشيتو عن وجود فرصة لاستئناف الحوار والعلاقات الدبلوماسية مع سورية.
وشدد ميارد في تصريحات نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية على ضرورة أن تحافظ فرنسا على مصالحها الاقتصادية في سورية. ‏
ورداً على انتقاد ساسة النظام الفرنسي لزيارة الوفد البرلماني الفرنسي إلى سورية وصف ميارد لراديو سود تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس بهذا الصدد بأنها قصور أخلاقي. وقال: هي انتقادات من الناس الذين هم في صالونات باريس وإن العمى السياسي والتوحد يذهب بأصحابه إلى الحائط وإن ذلك غير مقبول. ‏
ودعا النائب الفرنسي منتقديه وفق ما نقلت عنه صحيفة لوموند الفرنسية للنظر والاستماع بتدقيق، وقال: أنا راض عن زيارة الوفد إلى سورية، مبيناً أن ما يعتقده العديد من البرلمانيين الفرنسيين هو عدم الاتفاق مع سياستنا في الشرق الأوسط. ‏
وتابع ميارد: إذا أردنا إنهاء الحرب في سورية يجب أن نتحدث مع الناس والدعوة إلى الانتعاش شيئاً فشيئاً في الحوار مع القيادة السورية مع أن لدينا الكثير مما يدعونا لسرعة التواصل مع تلك القيادة. ‏
وأكد النائب الفرنسي أن لا حل عسكرياً في سورية وأن الحل سيكون من خلال عملية سياسية وقال: إن الرئيس بشار الأسد شريك أساسي فيها. ‏
بدوره قال زوشيتو: ذهبنا إلى سورية لجمع المعلومات لافتاً إلى وجود فرصة لاستئناف الحوار والعلاقات الدبلوماسية مع سورية، داعياً إلى الإسراع للاتفاق مع القيادة السورية من أجل محاربة الإرهاب والتطرف في المنطقة والعالم. ‏
وبحسب لوموند فإن زوشيتو أضاف: «يجب علينا أن نأخذ بالحسبان تطور الإرهاب في سورية والعراق وتهديد إرهاب داعش للاستقرار في لبنان وفي بلادنا لا يمكننا الصمت على الوضع الراهن لتنظيم داعش الإرهابي الذي لديه قدرات كبيرة». ‏
من جانبه أكد النائب جيرار بابت من الأغلبية الاشتراكية وشارك في الزيارة إلى سورية أنه أبلغ الرئاسة الفرنسية ووزارة الخارجية بالزيارة رغم إشارته إلى أن الوفد لم يحمل أي رسالة رسمية من الحكومة الفرنسية. ‏ وقال بابت في تصريحات نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية من الصعب القول: إننا نريد أن نحارب الإرهاب في فرنسا وأن نتجاهل ما يحدث في سورية، موضحاً أنه لم يعد هناك معارضة معتدلة فيها. ‏
وفي تأكيد وجود خلاف داخل الطبقة السياسية الفرنسية والنظام الفرنسي إزاء السياسة تجاه سورية أعلن رئيس الحكومة الفرنسية الأسبق فرانسوا فيون منذ يومين أنه لو أتيحت له فرصة التوجه إلى سورية لكان ذهب بالتأكيد. ‏
وقال فيون: إنهم محقون بالتوجه إلى هناك علينا الاستماع إلى كل الأطراف، على حين قال رئيس الاستخبارات الداخلية السابق بيرنار سكارسيني في تصريح لتلفزيون بي إف إم تي في: «لا يمكننا العمل على ضرب داعش من دون المرور بسورية أي إن استئناف الحوار الزامي». ‏
وأكد استفتاء أجراه موقع قناة الأخبار الأولي في فرنسا عن تأييد 88 بالمئة من المواطنين الفرنسيين لزيارة البرلمانيين الفرنسيين إلى سورية في تأكيد جديد انفصال نظام الحكم الفرنسي القائم حالياً عن موقف شعبه بسبب سياساته الخاطئة تجاه سورية واستمرار تبعيته للولايات المتحدة الأميركية. ‏