«داعش» القلمون في مخاضٍ داخلي لإستبدال المقاتلين بالأكثر تشدّداً

«داعش» القلمون في مخاضٍ داخلي لإستبدال المقاتلين بالأكثر تشدّداً

أخبار سورية

السبت، ٢٨ فبراير ٢٠١٥

قتل كادر جديد من كوادر تنظيم “داعش” في القلمون، جراء إصابته في كمينٍ وإشتباك حصل يوم إغتيال أمير الجماعة “ابو عائشة البانياسي”.

وعلم ان القتيل الجديد يدعى “ابو عمر التونسي” وصنّف على أنه احد الكوادر الاساسيين للتنظيم، متاثراً بجروح اصيب بها خلال اشتباكات بينية بالقرب من معبر ميرا.

وكان قد أعلن قبل أيام عن إغتيال “بانياسي” ثانٍ في القلمون نتيجة الخلافات الداخلية نفسها التي إنفجرت بسبب قرار “ابو وليد المقدسي” وهو أحد أبرز شرعيي “داعش” في القلمون بإغتيال أميره “البانياسي” الأول.

وبعد أيام على حادثة الإغتيال، يتجلى الانقسام الحاد الذي بدأ يُرخي بظلاله على الحالة العسكرية والميدانية للتنظيم في منطقة القلمون، خصوصاً في الجزء الغربي التي تتشارك السيطرة فيه مع “جبهة النصرة” التي يقودها “أبو مالك التلي” الذي يعتبر أحد أبرز أسباب الخلاف الرئيسية التي أفضت لاغتيال “البانياسي”.

وتجلى هذا الانقسام في الانشقاق العامودي الغير معلن داخل صف التنظيم في القلمون، كما تشير مصادر متقاطعة، بين من يؤدي الشرعي “ابو الوليد المقدسي” والفعلة التي إرتكبها عبر إصادره فتوى بقتل أميره، وبين من إعتبر ان “المقدسي” يحاول الاستحواذ على قيادة “الدولة الاسلامية” في القلمون، حيث بات في داخل التنظيم تياران متصارعان يتخذان من اسلوب الاغتيالات عاملاً لتصفية الحسابات.

ويظهر جلياً، ان إغتيال “أبو عائشة” فجّر خلافاتٍ عمقية حول الآلية التي ينوي “داعش” إتخاذها كمبدأ لعمله في القلمون، تتركز هذه الخلافات حول التحالفات، حول العدو والصديق، وايضاً حول طريقة التعاطي مع التنظيمات الاخرى. وترى مصادر متابعة، لـ “الحدث نيوز”، ان “المقدسي” القادم من مدينة الرقة”، يحمل في جعبته التطرف والتشدّد العنيف في التنظيم ويحاول فرضه في منطقة القلمون بما في ذلك إنهاء التحالف مع “جبهة النصرة” وإعتبارها عدو مرتد كما أفتى شرعيو التنظيم في سوريا ككل وتطبيق مبدأ الحرب معها كما هو التوجه العام دون تسويات يعتبرها ذات “مصلحة شخصية”.

وتشير التقديرات، ان تطرّف “المقدسي” ربما ينسف بنية “داعش” الاساسية التي بنيت على إستخواذ البيعات من أفراد الفصائل السابقة في الجيش الحر، وهو يسعى لاستبدال هذه بعناصر متطرفة مؤمنة عقائدياً أكثر بأفكار التنظيم يتم إستجلابها من مدن الشرق السوري إلى القلمون لتشكيل نواة “دولة إسلامية” مشابهة لتلك الموجودة هناك.

وعلى الرغم من تعيين “السوس” الملقب بـ “الجربان” هو قائد كتيبة “الفارووق” المستقبلة في حمص أميراً لـ “داعش” في المنطقة، إلى انه يصنف تحت قائمة “تعيين الضرورة” بسبب حالة الإنقسام في صف الجماعة، كما ان التعيين هذا يُمكن تحليله في سياق “تقطيع الوقت” والتفرغ للعمل على تنقية صفوف الجماعة وتدعيمها بالمتشدّدين وتجهيز الرجل المناسب لاستلام الموقع، يكون نداً مباشراً لـ “التلي” المعروف بقوته القيادية.

ومما لا شك فيه، ان “المقدسي” والقيادة الشرعية لـ “داعش” في القلمون، ترى ان العناصر التي قدمت البيعة من الجيش الحر تفتقر للايمان الراسخ بمباديء “الخلافة” وهي قدمت البيعة حفاظاً على حياتها من جهة، وحمايةً لنفسها من الوقوع بين كماشة “النصرة” و “داعش”، وايضاً من أجل كسب الدعم المالي والعسكري بعد ان أضحت لا تمتلك شيء بعد طردها من مناطق القصير وثم القلمون على يد حزب الله والجيش السوري.

إذاً، يمكن إعتبار من سياق ما تقدم ان “داعش” في القلمون تشهد حالياً مخاض ولادة قيسرية لجيلٍ جديد من المقاتلين ذووي العقيدة المتشددة أكثر الذين يُمكن الاعتماد عليهم عسكرياً في تحقيق أهداف الجماعة في هذا الجزء المحاذي للبنان.

وفي سياق ردود الفعل على إغتيال “البانياسي”، سرّبت أخبار عن إجتماع عقد للمحكمة الشرعية التابعة لـ “داعش” في القلمون لنقاش الرد على إغتيال أمير الجماعة في القلمون، دون ان يتسنى معرفة الخلاصات، لكن مصادر، قلّلت من نتيجة هذا الاجتماع بفعل نفوذ “المقدسي” في المحكمة التي تتبع لادارته بحكم انه الأمير الشرعي ومصدر التشريع.

وسرّبت المصادر ايضاً، ان  “المقدسي”، كان د جرى سجنه في وقتٍ سابق في الرقة مع 20 من أنصاره بسبب الاشتباه بتورطه بعملية التصفية طالت قياديين في التنظيم هناك، ولكي لا يدخل “داعش” في خلافات داخلية مماثلة لما يحصل اليوم في القلمون قرّر إرساله إلى القلمون لتنظيم “داعش” شرعياً.