سورية لن تسقط ولو اضطر المحور إرسال ملايين الجنود وكلّ العتاد

سورية لن تسقط ولو اضطر المحور إرسال ملايين الجنود وكلّ العتاد

أخبار سورية

الجمعة، ٢٧ فبراير ٢٠١٥

شهد الوضع السوري تطورا هو الاخطر منذ بدء الازمة في 15 آذار 2011 تمثل بالتدخل التركي الذي حصل فجر الاحد الماضي في الاراضي السورية، وهو التدخل الاول بهذا الحجم في الداخل السوري وما كاد ليحصل لولا الغطاء الاميركي الفاضح والعلني واستتبع بموافقة عربية واوروبية. وهذا التدخل حسب مصادر متابعة جاء ليعطي المبرر لقوى اخرى بالتدخل في سوريا وبالطريقة ذاتها التي اتبعتها «الدولة العثمانية» عبر توغلها لمسافة 30 كلم داخل الاراضي السورية حيث تم التدخل في مناطق «داعش» وهذا ما يشير الى التنسيق القائم بين الدولة التركية وهذا التنظيم الارهابي الذي يدق ابواب اوروبا والعالم بجرائمه، خصوصا ان الجميع يعرفون ويدركون ان هذا التنظيم ما كاد ليستمر ويتوسع لولا الدعم العثماني والغطاء الذي يؤمنه له، وحتى ان رجال اعمال اتراك يقومون باستيراد التقنيات والاجهزة المتطورة من واشنطن واوروبا لصالح تنظيم «داعش» والقوى المتطرفة في سوريا، حتى ان المسؤولين الاتراك سلموا الاسلحة التي تركها «تنظيم حزم» في عدد من قرى شمال سوريا الى «داعش» و«النصرة» وهذه الاسلحة اميركية الصنع كانت ارسلتها واشنطن الى الجماعات التي تعتبرها معتدلة وتم القضاء عليها من قبل «داعش» وبغض نظر تركي وبالتالي كيف تدعي تركيا مع واشنطن انهما سيدربان العناصر المعتدلة، التي كانت «حزم» احد رموزها وتم القضاء عليها في حلب وبغطاء تركي.
وتابعت المصادر بالقول ان المنطق الذي استخدمته الحكومة التركية لتبرير تدخلها في الاراضي السورية هو «حق الدفاع عن المقدسات والرموز التاريخية» واذا كان ذلك صحيحا حسب المصادر فلماذا الاعتراض على من يبرز وجوده في سوريا بمبررات اكثر وجاهة واقتناعا.... وبالتالي فان التدخل التركي هو خيار للدولة واردوغان بالسيطرة على سوريا والمنطقة باكملها وهو حلم انكشاري قديم جديد، يتباهى به اردوغان.
ورغم خطورة هذا التدخل في سوريا فللاسف، وحسب المصادر فانه لم يخرج اي صوت من اي دولة عربية يندد بهذا التدخل ليس ضد سوريا فقط بل ضد العروبة كتاريخ وكحضارة وتراث ضد التدخل التركي والمطلوب تحرك رسمي وشعبي عربي ليس دفاعا عن احد بل عن ارض سوريا وعدم تقسيمها والحفاظ على وحدتها.
وحسب المصادر ان تركيا حاولت من خلال الهجوم المحدود مراقبة الرد العربي والدولي الذي كان خجولا للاسف وهذا ما سيفتح شهية الاتراك لهجوم اوسع نطاقاً في المستقبل، واقامة المنطقة العازلة، التي تنطلق منها للتدخل البري الدائم والتمدد نحو كل سوريا واقامة منطقة حظر طيران جوي في الشمال.
وتضيف المصادر، ان التدخل التركي المباشر هو رسالة تعبر عن القلق التركي الكبير من الانجازات التي حققها الجيش السوري في الشمال وفي الجنوب على حد سواء. وهذا التدخل ايضا يعبر عن القلق الاميركي ايضا من التطورات العسكرية على الارض، وبالتالي فان التدخل التركي جاء بغطاء اميركي ليؤكد ان كل ما نشر عن تباين اميركي - تركي بشأن سوريا ليس صحيحا، وحتى ان واشنطن تسعى لترطيب العلاقات السعودية - التركية - القطرية «والاخوان المسلمين» والتبرير بان هؤلاء الاخوان هم من الاخوان المعتدل الذي يعمل ضد «داعش». حسب واشنطن، وهذه رسالة الى مصر ايضا واعلنتها واشنطن عبر الانتقادات للاعتقالات التي طالت رموز الاخوان مؤخرا.
وحسب المصادر فان التدخل التركي في سوريا يؤشر الى انطلاق حرب محاور كبرى في المنطقة وتحديدا بين المحور التركي القطري - السعودي - الاخواني في وجه محور المقاومة واحد وجوهه ما حصل في حلب مؤخرا وهذا يعني ان المنطقة سائرة باتجاه المزيد من التصعيد في الوقت الذي يتم التفتيش عن حلول سواء في جنيف او في موسكو من اجل تجنب المنطقة حربا لا هوادة، فيها، وهذا ما يعمل عليه محور المقاومة، فيما المحور الاخر وبتدخله المكشوف في سوريا يعمل على فتح الامور باتجاه مواجهة شاملة. فالتدخل التركي في سوريا جاء ردا على انجازات الجيش السوري وحلفائه اللبنانيين بقيادة حزب الله والخاسر الاكبر ستكون تركيا، والرابح الاكبر سيكون محور المقاومة ومصر الذي يسعى محور تركيا - قطر الى تطويقها، وظهر ذلك في بيان مجلس التعاون الخليجي الذي انتقد مصر وتم التراجع عنه شكليا حيث استتبع بانتقادات قطرية والتحضير لزيارة اردوغان الى السعودية.
المنطقة على فوهة بركان والنصر صبر ساعة، وسوريا لن تسقط مهما حصل ولو تحالف العالم كله، ولو اضطرت ايران مع حلفائها الى ارسال ملايين الجنود وكلام السيد حسن نصر الله واضح، ولو اضطررت انا شخصيا للذهاب الى سوريا والقتال هناك ساذهب ولكن سوريا لن تسقط.