استُشهد ستة أشخاص على الأقل، وجرح ما لا يقل عن 18 آخرين، في هجوم إرهابي استهدف حافلة تقل زواراً لبنانيين في منطقة الكلاسة القريبة من سوق الحميدية في وسط العاصمة السورية دمشق.
وتضاربت الأنباء حول كيفية تنفيذ الهجوم، وما إذا كان تم بتفجير عبوة أم نفذه انتحاري.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" نقلاً عن مصدر في الشرطة أن "إرهابيين فجروا عبوة ناسفة يقدر وزنها بخمسة كيلوغرامات من المتفجرات وضعوها في مقدمة الحافلة، ما أدى إلى استشهاد ستة أشخاص وإصابة 19 آخرين، بينهم طفل في الثالثة من عمره".
وأضافت "سانا" أن عناصر الهندسة في الشرطة "أبطلوا مفعول عبوة ناسفة ثانية يبلغ وزنها خمسة كيلوغرامات من المتفجرات كانت موضوعة داخل حقيبة في منتصف الحافلة قبل تفجيرها".
في المقابل، تبنت "جبهة النصرة" التفجير، ونُشرت صورة على موقع "تويتر" لـ"شاب سعودي يُدعى أبو العز نفّذ العملية الانتحارية داخل الحافلة اللبنانية في دمشق".
وأفاد شهود عيان لمراسل "السفير" بأن القوى الأمنية السورية  ضربت طوقاً حول المكان، فيما تواصلت عمليات إخلاء الجرحى والقتلى.
وتُعد المنطقة المستهدفة البوابة الثانية للمدينة القديمة إلى جانب سوق الحميدية وتتفرّع منها طرق إلى المسجد الأموي ومقام السيدة رقية وباقي المواقع في دمشق، وتعد شديدة الازدحام في ساعات الظهيرة .
وتعود الحافلة المستهدفة إلى "حملة عشاق الحسين لزيارة العتبات المقدسة"، ومقرها منطقة المشرفية في ضاحية بيروت الجنوبية.
وقال المسؤول في إدارة الحملة فادي خير الدين إن "جميع ركاب الحافلة كانوا من اللبنانيين"، مشيراً إلى أنها "كانت تقل 52 زائراً، بالإضافة إلى شخصين من الحملة، هما السائق ومدير الحملة علي ماضي"، الذي أصيب في الانفجار، رافضاً الإسماع عن أسماء الشهداء أو الجرحى.
وانطلقت الرحلة من بيروت في الساعة الخامسة والنصف فجر اليوم، وتوجهت إلى مقام السيدة رقية، و"كانت تستعد للانطلاق إلى مقام السيدة زينب" عندما وقع الانفجار، بحسب خير الدين.
وأكد خير الدين أن الحملة لم توقف رحلات الزيارة إلى دمشق، على الرغم من الوضع الأمني في سوريا، وهي تنظم هذه الرحلة أسبوعياً إلى مقامي السيدة رقية والسيدة زينب "كل أحد، ونسلك الطريق ذاتها، ونقوم بالبرنامج ذاته، ونعود في النهار ذاته إلى لبنان".
ولاحقاً، أفاد خير الدين أن جرحى التفجير انطلقوا من دمشق إلى مستشفيي الرسول الأعظم  وبهمن في بيروت، مشيراً على أن المعلومات عن ارتفاع عدد الجرحى إلى 22 غير دقيق، ومؤكداً ان عددهم يتراوح بين الـ 12 و19 جريحاً".
وكانت قناة "الإخبارية" السورية بثت مشاهد لعدد من الجرحى الذين نقلوا إلى المستشفيات وبينهم امرأتان على الأقل، وبدت آثار الدماء في أماكن مختلفة من أجسادهم.
كما بثت صوراً من مكان الانفجار الذي منعت القوى الأمنية السورية الصحافيين من الاقتراب منه، فيما بدى الحافلة الزرقاء والصفراء مدمرة تماماً.