هذا ما حققته ماتسمى الثورة السورية !

هذا ما حققته ماتسمى الثورة السورية !

أخبار سورية

السبت، ٣١ يناير ٢٠١٥

بعد مضي نحو أربعة أعوام على بدء الأزمة السورية، ما الذي وصلت إليه الأمور، وماذا حققت "الثورة"، وماهي آخر التطورات الميدانية؟

منذ إندلاع الأزمة في الجارة الأقرب راهنت كل الدول والجهات الداعمة للمجموعات المسلحة على سقوط الحكم في دمشق في غضون أشهر، واستخدموا الوسائل المتاحة لديهم كافةً لتحقيق هذه الغاية، من تحريض مذهبي وشغب، ثم اللجوء الى الأعمال الارهابية، وفي سياقها استهداف الأمكان الآمنة بالسيارات المفخخة والانتحاريين، وصولاً الى المطالبة بإقامة مناطق عازلة، وأخيراً محاولة تطويق العاصمة وعزلها، وتشديد الطوق من جهة "القنيطرة - درعا"، كخطوةٍ أولى على طريق تقسيم البلاد، وأيضاً لحماية ظهر "إسرائيل" وإبعاد الخطر عنها، من خلال إقامة حزام ٍ أمنيٍ بين دمشق والأراضي المحتلة، يمتد من المنطقتين المذكورتين الى "الغوطة الشرقية" بإدارة المسلحين التكفيريين، غير أن كل أشكال الحرب على سورية لم تحقق مبتغاها حتى الساعة، لاسبابٍ عدة، هذه هي أبرزها بإيجاز:

أولاً- لم ينزلق الشعب السوري الى فخ الصراع المذهبي، الذي حاولت الجهات الشريكة في "الحرب" إيقاع السوريين فيه، ثم تهجير الاقليات، في محاولة لتكريس واقعٍ ديموغرافيٍ جديدٍ، يشكل منطلقاً لاقامة فدراليات مذهبية، إضافة الى دعوة العسكريين الى الإنشقاق عن قيادتهم، غير أن النتائج جاءت معاكسة، فعلى سبيل المثال: نزح الجزء الأكبر من المواطنين في المناطق الساخنة في محافظتي "أدلب وحلب" في اتجاه الساحل السوري، حيث احتضنتهم الدولة والمنظمات الانسانية والاهالي.
أما في شأن الدعوات الى الانشقاق عن الجيش، فكان الرد بان تشكلت في الأونة الاخيرة فصائل لدعم الجيش من العشائر، مثل :"فوج مغاوير دير الزور" ذات الغالبية السنية.
ثانيا- فشل المسلحين في تطويق العاصمة وعزل المناطق عن بعضها: حاولت المجموعات المسلحة تقطيع أوصال البلاد، وحصر نفوذ الحكومة في الساحل، إضافة الى إقامة حزام أمني بإدارة التكفيريين، لحماية الكيان الاسرائيلي يمتد من الغوطة الشرقية الى "درعا" - القنيطرة، وبذلك تبعد "اسرائيل" الخطر عن حدودها، فيما لو تمكن المسلحون من إنشاء هذا "الحزام"، لكن انقلب السحر على الساحر، فعزز الجيش السوري حضوره في "القنيطرة"، للتعامل مع اي تطور عسكري، وتجلى ذلك من خلال زيارة وزير الدفاع السوري العماد فهد جاسم الفريج الى الحدود مع المناطق المحتلة، في رسالة واضحة،مفادها: عزم القوات المسلحة على الرد على أي عدوانٍ محتمل بالتنسيق مع مكونات محور المقامة، لاسيما حزب الله .
ثالثا- تآكل المجموعات المسلحة: وفي هذا الصدد يسجل نجاحاً أمنياً نوعياً للجيش السوري الذي تمكن من تطويق المسلحين في بقع جغرافية واسعة، ومنعها من التمدد في اتجاه المناطق الآمنة، وهي الآن تأكل بعضها على خلفية "فرض النفوذ" داخل هذه البقع.
رابعاً- تأقلم السوريين مع الوضعين الاقتصادي والمعيشي الراهن: لاريب ان للحرب الكونية على سورية، لاسيما في شقها الاقتصادي أثر سلبي كبير على حياة السوريين، ولكنها ليست المرة التي يشن فيها عدوان اقتصادي على بلدهم، فبعد مضي أربعة أعوام على بدء الازمة، اعتاد السوريين التعايش مع "الاقتصاد الحربي".
خامساً- "لقاء موسكو": بعدما استنفدت كل الوسائل الآيلة الى إسقاط الدولة، اقتنع بعض معارضي الخارج بمن فيهم عدد من أعضاء "الإئتلاف" آلا مفر من الجلوس الى طاولة مشتركة، وبالتالي تغليب منطق الحوار على "لغة الحديد والنار"، وبالتالي محاولة الحد من موجة العنف التي تضرب البلاد، ولهذه الغاية التقى ممثلون عن السلطة والمعارضة في العاصمة الروسية، وبالتأكيد ان هذا اللقاء سيؤسس للقاءات أخرى، وقد يتبلور عنه جبهة معارضة وطنية، تتحاور مع السلطة، كذلك شكل اختراقاً "للإئتلاف" من خلال حضور بعض أعضائه.
ورداً على انعقاد "لقاء موسكو" استهدف مسلحو "جبهة النصرة" المنتشرين في منطقة "سلمى" المناطق الآمنة في مدينة اللاذقية بالصواريخ، تأكيداً على رفض "الإئتلاف" المرتبط بتركية للمسعى الروسي، بحسب مصدر معارض.
وفي السياق عينه، حذا زهران علوش متزعم "جيش الاسلام" حذو "النصرة"، فقصف بعض الاماكن السكنية في "دمشق" بالصواريخ من مواقع مسلحيه في "جوبر"، للفت نظر راعيه السعودي، ولاثبات وجود "المملكة " عسكريا بعد انحسار سطوة مسلحيها في عدد من مناطق "الغوطة" ليس إلا، وكذلك لتوجيهها رسالة رفض للقاء، يختم المصدر بالقول.