«إتفاق أضداد» لإجتياح جنوب دمشق ونسف المصالحات!

«إتفاق أضداد» لإجتياح جنوب دمشق ونسف المصالحات!

أخبار سورية

السبت، ٢٧ ديسمبر ٢٠١٤

يبدو انّ مشاريع المسلحين الهادفة إلى إعادة توتير المنطقة المحيطة بالعاصمة دمشق لا تزال صالحة للاستخدام حيث تتقاطع المصالحة فيما خصّ هذا الأمر بين الجماعات المسلحة على الرغم من حالة الاقتتال الموجودة بينها.
منطقة جنوب دمشق التي كانت مسرحاً لإقتتالٍ عنيف بين جيش الإسلام الذي يقوده زهران علّوش من جهة، وبين تنظيم “داعش” مع دعمٍ خفي من قبل “جبهة النصرة” من جهةٍ أخرى، تعود إلى الواجهة من بوابة شبه حلف غير مُعلن يُعمل على تحقيقه بهدف إعادة الغليان لهذه المنطقة ونسف جهود المصالحة التي تعمل عليها اللجان مع الجيش.
“داعش” التي اسّست إمارة إسلامية غير معلنة في جنوب العاصمة ووضعت على رأسها أميراً كان يعمل في الخردة يُدعى “أبو صيّاح فرّامة”، لم تأخذ منحى قتالياً بوجه التنظيمات الأخرى في المنطقة، حيث ترى تقاطع مصالح بيها وبينهم. تكتّل المتضرّرين من المصالحة المشكلة فضلاً عن “داعش” من جبهة النصرة وبعضاً من كتائب “الجيش الحر” التي لم تعد تجد مكاناً لها في التطوّر الحاصل رأت مصلحة في تحالف الأضداد هذا، لفّت على بعضها محاولةً تغيير الواقع الموجود في العديد من مناطق جنوبي العاصمة.
هؤلاء، ووفق معلومات، عقدوا إجتماعاً في بلدة “الحجر الأسود” يوم السبت في 06 كانون الأول الجاري ضمّ ممثلين عن “داعش، جبهة النصرة، وكتائب من الجيش الحر” يهدف الإجتماع إلى بحث سبل إستعادة المبادرة في هذه المنطقة عسكرياً، لكن أهم ما بُحث، هو خِطط لنسف مشاريع المصالحات في بلدات الجنوب كـ “ببيلا، القدم، العسالي وجورة الشريباتي” والإجهاز عليها وإعادة توتير الوضع مع الجيش.
لا شكّ بأن هؤلاء متضرّرين من مفاعيل المصالحة المنشودة كونها أخرجت مناطق واسعة من تحت قبضة المسلحين ونشاطهم العسكري، وتتحوّل تدريجياً بإرادة شعبية إلى حالة الإستقرار تحت رعاية الدولة السورية، وتحوّل فيها كثر من المسلحين إلى مقاتلين في “قوات الدفاع الوطني” يستلمون مهام تأمين الأمن في الحي.
ووفق مصادر “الحدث نيوز”، فإن هذا الإجتماع كان مقدمة لإجتماعات أخرى تعقد في المنطقة يُبحث فيها أفكار حول كيفية تأسيس نواة لإجتياح بلدات جنوب دمشق التي وقّعت المصالحة وإخضاعها مُجدّداً لسيطرة المسلحين على الرغم من قرار الأهالي رفض حالات الاقتتال فيها. وبحسب معلومات موقعنا، فإن نواة هذه الحالة هو تنظيم “داعش” الذي يُحاول لملمت الصفوف وتوسعتها في المنطقة الجنوبية، ومحاولة الإستفادة من الحالات العسكرية الموجودة مثلاً في مخيم اليرموك لتكون خطاً خلفياً للمؤازرة في حال حصول تطوّر عسكري ما، فضلاً عن المناطق الخاضعة حالياً لسيطرة المسلحين أبرزها “الحجر الأسود”.
لكن هناك عائقاً في هذا المشروع، وهو “جيش الإسلام” الذي يرفض الإنخراط فيه بحجة “العداء مع داعش” كما يرفض ان تكون المناطق في جنوب العاصمة التي يحظى بوجودٍ فيها كـ “يلدا”، ان تكون قاعدة أو ممراً لأي هجوم يمكن ان يحصل، ليس حباً بالمناطق أو بالمصالحة بل نكايه بتنظيم “الدولة الإسلامية” الذي يرفض إعطاؤه علامة على حسابه.
وترى المصادر انّه وفي حال وجود نوايا للمسلحين لتطبيق هذه الأفكار، فإن ذلك سيصتدم بعدة عوامل يمكن ان تكون أسباباً اساسية لافشاله، هي:
- عدم وجود الرغبة لدى أهالي الجنوب في الإشتراك بأي عمل عسكري في المنطقة وتفضيلهم الحالة الموجودة حالياً وهي المصالحة والهدنة.
- عدم وجود نوايا قتال لدى المسلحين في مناطق المصالحات في جنوب دمشق، وهؤلاء يعتبرون الحلقة الاضعف.
- وجود قرار سوري من أعلى هرم القيادة بعدم السماح بإفشال أو العمل على إفشال مصالحات جنوب العاصمة ومواجهة أي إحتمال لذلك.
- المشاكل الجغرافية التي ستواجهها المجموعات المهاجمة وعدم ترابط المناطق، فضلا ًعن قرار “جيش الإسلام” الذي يعتبر تنظيم أساسي في المنطقة، وهو سيعمل على إفشال أي تحرك مماثل.
مصادر “دمشق الآن” جنوب العاصمة قالت بأنه وقع اتفاق سري أمس السبت 06-12-2014 بين تنظيم “داعش” و “جبهة النصرة” وعدة فصائل أخرى تنتمي إلى “الجيش الحر” هدفها بسط سيطرتها على المنطقة والهجوم على مناطق تعتقد بأنها ليست منيعة بما فيه الكفاية والإجهاز على ملف مصالحة الجنوب واحتلال بلدات المصالحة التي يبدوا أن مسلحيها المصالحون لن يكونوا قادرين على التصدي لأنهم الحلقة الأضعف في هذه المعركة