عدرا العمالية .. عام على ذكرى "المجزرة"

عدرا العمالية .. عام على ذكرى "المجزرة"

أخبار سورية

الجمعة، ١٩ ديسمبر ٢٠١٤

 قبل عام من الآن اختار الموت المقنع باللحى مدينة هادئة وادعة مسرحاً له، ليخترق بيوت الآمنين ويسرق أرواح أشخاص كان خطأهم الوحيد انهم "موجودون هنا"، وأنهم " ينتمون لأقليات"، فكانت المجزرة.

في صباح 11/12/2013 دخل "جيش الإسلام" ومسلحو تنظيم "جبهة النصرة" و"أجناد الشام" إلى مدينة عدرا العمالية التي كانت إلى تاريخه مدينة آمنة تماما وملجئاً للعديد من النازحين من المناطق الساخنة مثل دوما وجوبر وعربين وغيرها من قرى الغوطة القريبة .

على وقع أصوات شحذ السكاكين و "التكبير" الذي حوله مجرمون يرتدون عمامة الدين إلى "كفر" بدأت ترتسم لوحة الدم في المدينة، هاجموا مخفر المدينة وقتلوا كل من فيه وهاجموا فرن المدينة وكنيستها ونهبوا أكياس الطحين ومستودعات الأغذية ومستودعات الهلال الأحمر وبدأوا بنهب المحال التجارية ومستودعات الوقود التي تقع على كتف المدينة، نهبوا كل شيء وحيثما وطئوا استحالت الأرض إلى دم وحريق.

بعض الروايات ذكرت أن المسلحين عندما هاجموا الفرن استمات العمال للدفاع عنه، قتلوهم جميعا وألقوا بجثثهم في الفرن لتلتهمها النيران.

بدأوا بمهاجمة البيوت الآمنة والناس النائمة المطمئنة في بيوتها وقتلوا الكثيرين، نحرت رقابهم تحت سكين شحذه الحقد "الطائفي"، ودفعت تكاليفه أموال نفط الخليجي، ومن يشد على يدها من دول "الإسلام السياسي".

يقول من شهد المجزرة "هوجمت البيوت وكسرت الأبواب واقتيدت النساء والأطفال والشباب والشيوخ إلى الأسر تم تجميعهم في البداية في أقبية البيوت لينقلوا لاحقا إلى أمكنة مجهولة في المدينة، بدون أي وازع ديني أو أخلاقي أو إنساني جر إلى الأسر كل من ينتمي إلى أقلية دينية أو حتى الموظفين في الحكومة"، المغلوبين على أمرهم، المعدمين الفقراء اللذين لولا فقرهم لما بقوا في هذه المساكن الشعبية الرخيصة التي تبعد عن العاصمة حوالي 23كم.

عائلات بأكملها اختطفت، الأب والأم والأبناء والبنات، الأخ والزوج والصديق والجار وابن الأخ وابن الأخت، "لم يرحموا أحدا ولم يميزوا بين امرأة ورجل بين رضيع ومسن، والحجة الجاهزة هي الموالاة للنظام"، وفق شهادات من نجا .

"يقول أحد أبناء المدينة التي استعادها الجيش في وقت لاحق بعملية عسكرية " استشهد الكثيرون في المجزرة، في حين خطف كثيرون، الذين لانعلم عنهم شيئا، سيكملون السنة وهم في الخطف وفي الحجز القسري بعيدا عن أسرهم".

ويبلع عدد المخطوفين في الوقت الحالي 129 مخطوفاً من النساء والأطفال والرجال، وذلك بعد ان تم الافراج عن بعض المخطوفين على دفعات في أوقات سابقة، في حين توفي 4 مخطوفين نتيجة قلة التغذية (طفل وامرأة ورجلين)، ليبقى الآخرون ينتظرون مصيراً مجهورلاً.

هي الذكرى السنوية الأولى على اليوم الأسود، الحقد الأسود، الدم الممتزج برائحة البارود، والمال و "الدين الزائف"، والشبق للقتل والدمار.