معارك جرود القلمون السورية متواصلة

معارك جرود القلمون السورية متواصلة

أخبار سورية

الجمعة، ١٩ ديسمبر ٢٠١٤

«داعش» ماض في تصفية «الحر» في القلمون وإعدامات بالجملة. فكما يبدو فإن مسلحي «داعش» ماضون في معركتهم في منطقة القلمون السورية لتصفية سائر فلول «فصائل الجيش الحر» التي لم تبايع خليفتهم أبو بكر البغدادي. المعارك التي انطلقت منذ أيام تواصلت طيلة يوم أمس بين مسلحي «داعش» وما تبقى من مجموعات «الجيش الحر»، بدءاً من منطقة معبر الزمراني وصولاً حتى وادي ميرا شرقاً، وباتجاه الأراضي السورية في الجراجير وقسم من جرود قارة السورية. مسلحو «داعش» وبعد سيطرتهم على المنطقة التي كانت تخضع لسيطرة «لواء مغاوير القصير»، وإعدامهم قائده عرابة إدريس، تابعوا تقدمهم في منطقة وادي ميرا، وأقدموا على إعدام عدد من مسلحي «الحر» أمس، وهددوا بمواصلة هجومهم وإعدام سائر قياديي «الجيش الحر» ما لم يبايعوا التنظيم. ما وصل من معلومات إلى بلدة عرسال عن معارك جرود القلمون الشرقي والغربي يكشف عن مقتل عشرات المسلحين، غالبيتهم من مقاتلي «الجيش الحر».

مصادر عرسالية أوضحت لـ»الأخبار» أن مسلحي «داعش» حسموا خياراتهم لجهة «نيّتهم» السيطرة على منطقة القلمون، خصوصاً أن الشتاء بدأ حصاره الفعلي عليهم، وفي ظل حاجتهم «للمؤونة والغذاء وحتى التمويل». ولم تستبعد المصادر إمكانية أن تتطور المعركة في الجرود، في الأيام القليلة المقبلة، الى صدام بين مجموعات «داعش» ومسلحي «جبهة النصرة». فعلى رغم أن الطرفين لم يتواجها حتى اليوم في القلمون، من غير المستبعد أن يحصل ذلك بعد «نشوة الانتصار» التي حققها مسلحو «داعش»، وقدرته أخيراً على استقدام عناصر مقاتلة تابعة له من محافظة حمص عبر جبال حسيا السورية والنعمات ورأس بعلبك وصولاً حتى جرود عرسال في الزمراني، «في الوقت الذي كان من المفترض فيه على الجيش السوري أن يقمع عمليات التسلل تلك».
ليس هذا وحسب، فملف العسكريين المخطوفين، وبحسب المصادر العرسالية، ثبت أنه من «الملفات المؤثرة على الساحة اللبنانية»، ومن الممكن أن يحاول «داعش»، ومن ضمن خطته لدمج سائر ألوية المعارضة السورية تحت لوائه، أن يسعى للصدام مع «جبهة النصرة» في القلمون، والاستيلاء على العسكريين المخطوفين والحصول على وحدة القرار في التفاوض بشأنهم»، بحسب ما تقول المصادر العرسالية.

إزاء كل ذلك تعيش عرسال حالة من القلق والترقب لمعارك الجرود، وسط تأكيدات «بالوقوف خلف الجيش اللبناني، لمواجهة ذلك المد القادم من الجهة الشرقية». الجيش اللبناني شدد من إجراءاته في النقاط التابعة له عند أطراف بلدة عرسال، وقد شهدت جرود عرسال في محلة وادي عطا وعقبة الجرد حماوة لافتة يوم أمس، بعدما استهدف الجيش بمدفعية الهاون والأسلحة الثقيلة تحركات وظهوراً واضحاً لمسلحين في جرود عقبة الجرد. مصادر أمنية أوضحت لـ»الأخبار» أن اشتباكات محدودة حصلت بين نقاط تابعة للجيش في وادي عطا وعقبة الجرد وبين مجموعة من المسلحين، أدت الى سقوط عدد من القتلى في صفوف المسلحين.