أنظار الجيش السوري تتجه إلى القلمون الشرقي

أنظار الجيش السوري تتجه إلى القلمون الشرقي

أخبار سورية

الجمعة، ١٢ ديسمبر ٢٠١٤

خلال سلسلة عمليات عسكرية في القلمون الغربي، أغلق الجيش السوري معابرَ الإمداد الرئيسية للمجموعات المسلحة في ريفَي دمشق وحمص المتصلة مع الأراضي اللبنانية، ضمن عملية أطلق عليها معركة «القلمون الكبرى» التي بدأت في شتاء العام الماضي وانتهت مع نهاية فصل الربيع.
لكن منطقة القلمون الغربي ما زالت تحت الأضواء، حيث تحاول المجموعات المسلحة، المنتشرة بين جرود عرسال وبريتال في الأراضي اللبنانية وجرود الجبة وحوش عرب وعسال الورد في الأراضي السورية، العودة إلى معاقلها الرئيسية في القلمون، وإعادة التموضع فيها.
لكن مع بداية الشتاء، بدأت الأنظار تتجه نحو القلمون الشرقي، حيث تتحدث المصادر عن أنها أصبحت نقطة استقطاب للمجموعات المسلحة التائهة في البادية السورية، لتتحول المنطقة إلى نقطة تجمع بعد أن كانت، بالدرجة الأولى، نقطة عبور رئيسية للمسلحين، لتشكل هذه الرقعة الجغرافية منطقة تحصن للمقاتلين، حيث المساحات الواسعة والتضاريس الصعبة والمفتوحة على ريف حمص من الشمال وعلى البادية من الشرق والطرق المؤدية إلى الأراضي العراقية في استكمال الوجهة شرقاً وإلى الأردن في الجنوب.
وقالت مصادر عسكرية، لـ«السفير»، إنه يتم التحضير لعمل عسكري ضخم في هذه المنطقة، بدأت بوادره في 14 تشرين الثاني الماضي بسيطرة الجيش السوري على تلة أم الرمان شمال شرق الضمير المشرفة على طريق دمشق ــ بغداد.
وأكد قائد ميداني، لـ«السفير»، أن سيطرة الجيش السوري على مزارع السقي، القريبة من النبك، وجهت أنظار الجيش إلى منطقة القلمون الشرقي، موضحا أن «هذه المزارع كانت عبارة عن قاعدة تنظيمية لتوزيع قوافل الدعم المادي والبشري للمجموعات المسلحة في ريفَي حمص ودمشق». وقال: «لذلك بدأنا منذ حوالي الشهر بالتقدم من اتجاهات عدة، وبعد معارك عنيفة جداً تمت السيطرة على عدد من التلال الإستراتيجية منها أم الرمان»، موضحا أن «هذه التلال أصبحت نقاط تمركز وإمداد للتشكيلات العسكرية المتخصصة بمعارك الصحراء والبادية».
ويتواجد في القلمون الشرقي مجموعة متنوعة من التنظيمات المسلحة، من الفارين من الجيش السوري من مناطق القريتين ومهين وصدد وجبل الشاعر في ريف حمص الشرقي، بالإضافة إلى المسلحين الفارين من عدرا ومناطق الغوطة في ريف دمشق.
وتقول مصادر إن المنطقة تضم مجموعات من «الجيش الحر» و«جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ــ «داعش»، الذي يسعى إلى استقطاب المسلحين غير المنضوين تحت أي تنظيم، لتعزيز وجوده في المنطقة، خصوصاً في سلسلة الجبال التدمرية. كما أن هناك مجموعات تابعة لـ«النصرة» في الجبال الشرقية لبلدة الناصرية وفي جبال جيرود والرحيبة.
لكن القاعدة الأهم للمجموعات المسلحة في المنطقة هي البترا، التي تشكل قاعدة مثلث جيرود ــ الناصرية ــ الرحيبة. وتحمي تضاريس هذه المنطقة الصحراوية المحصنة طبيعياً، وقساوة صخورها، المتحصنين فيها من الضربات النارية، مهما كانت قوتها، ما جعلها أهم معاقل المجموعات المسلحة خصوصاً «جيش الإسلام»، حيث تؤكد بعض المصادر وجود أهم قيادات هذا التنظيم، فيما تتحدث مصادر عن وجود قائد «جيش الإسلام» زهران علوش في المنطقة.
ويقول القائد الميداني، لـ«السفير»، إنه وفي ظل عدم القدرة على نشر القوات في هذه المنطقة الواسعة، فقد أصبح الهدف الرئيسي في الوقت الحاضر هو ما يعرف عسكرياً بالقبض على التلال الحاكمة، وهي التي ستمكن الجيش من توزيع النيران باتجاه تحصينات المسلحين ضمن المغاور والجبال، وستمكنه أيضا من استهداف المجموعات المسلحة التي تتحرك في المنطقة، بالإضافة إلى أنها ستكون جاهزة لدعم وحدات الانتشار العسكري في حال قررت القيادة العسكرية البدء بذلك.
ولن تكون المعارك أقل ضراوة من معارك القلمون الغربي في حال بدأت العملية، فهذه الجروف الصخرية والممرات الجبلية والمغارات بحاجة لتمشيط كامل وتطهير وهي مهمة صعبة للغاية على أي جيش في العالم.
ويرى مراقبون أن توسيع مناطق سيطرة الجيش في هذه الرقعة الجغرافية الواسعة ستنعكس على الواقع الميداني في ريف حمص الشرقي (الذي كان منذ فترة المتصدر لواجهة الأحداث الميدانية)، والأهم الإغلاق الكامل لاتصال القلمون الشرقي بدوما وباقي مناطق الغوطة الشرقية.