«جيش الإسلام» يتحوّل إلى جيشٍ نظامي!

«جيش الإسلام» يتحوّل إلى جيشٍ نظامي!

أخبار سورية

الجمعة، ٢٨ نوفمبر ٢٠١٤

للمرة الأولى منذ بدء الحرب في سوريا، يتحوّل فصيلٌ مسلحٌ من زمرةٍ عسكريةٍ مؤلفةٍ من عدّة كتائب، إلى ما يشبه الجيش النظامي، أراده القائمون عليه ان يكون “بديلاً نظامياً لاستلام الأمور في حال سقوط النظام”!.
أوهام “جيش الإسلام” لا تتعدى حدوداً، فالجماعة المسلحة التي تتخذ من الغوطة الشرقية ومناطق شمال حلب مسرحاً لها، باتت تتجه رويداً نحو التحوّل من عصابةٍ مسلحةٍ إلى جيشٍ نظاميٍ بعد التعديل الذي طرأ عليها وتمثل أولاً بإنصهار جماعة “صقور الشام” الذي يقودها “الشيخ عيسى” صديق “زهران علّوش”، ضمن جسد “جيش الإسلام”، وبالتالي في ما تسمى “الجبهة الإسلامية” المكوّنة من فصائل سورية “جهادية” متعددة.
مرحلة التطوّر لـ “جيش الإسلام” بدأت اولاً عندما كان لواءً نشط في الغوطةِ الشرقيةِ وبعض مناطق القلمون، أسّسه “زهران علّوش”. بعد مدةٍ من الزمن تطوّر فعل “اللواء” الذي تمكّن من ضم تشكيلاتٍ مسلحةٍ أخرى تحت جناحيه ليتحوّل بعدها إلى “جيش الإسلام”. المال السعودي كما الدور المخابراتي “البندري” كان واضحاً في إطار عمل وتطوّر “التنظيم”، فالعديد من الصحف الدولية سرّبت ان “زهران علوش بات يمثل يد السعودية في سوريا”، كاشفةً عن العلاقة بينه وبين المخابرات السعودية. مع تطوّر “جيش الإسلام” توسّع الدور، فبعد إندماج الكتائب الذي حصل في جسده، حاول “جيش الإسلام” تعميم التجربة ولكن على إطارٍ أوسع مع الفصائل التي رفضت الاندماج الأول في صفوفه في مسمى واحد دون إستقلالية والتخلي عن كتائبها، حيث نجح بتوحيد الكثير منها محافظةً على تلك الإستقلالية في ما سمى لاحقاً بـ “الجبهة الإسلامية” التي كان فيها للسعودية دورٌ محوريٌ في التأسيس.
بعد أعوامٍ على ظهور “جيش الإسلام” الذي بات القوى المطلقة في الغوطة الشرقية، أخذ هذا يتحوّل ويتطوّر مرةً جديدة حتى إنخرط منشغلاً في الأسابيع الماضية صاباً إهتمامه على التحوّل من جيشٍ على مبدأ التنظيم المسلح، إلى جيشٍ نظاميٍ مشابهٍ لجيوش الدول، حالماً بالدخول إلى دمشق والسيطرة على مؤسساتها!.
وتقول مصادر متابعة لـ “الحدث نيوز”، انّ “جيش الإسلام” دأب في الاسابيع الماضية على إلغاء مسمّيات الكتائب والألوية (مثلاً لواء الصحابة، كتيبة الصحابة)، من أسماءٍ فردية تدل على معنى، إلى أرقامٍ تدل على قطعاً عسكريةً بنمط الجيش النظامي مثلاً (الفرقة 11، الكتيبة 20، السرية 20)، كما تغيير أسماء الألوية لتصبح ارقاماً ايضاً (مثلاً اللواء 101، 102).
وعلى إثر ذلك، قرّر “جيش الإسلام” إلغاء مسمّيات 10 ألوية في الغوطة الشرقية تابعة له وتحويلها إلى أرقامٍ لم يكشف عنها بعد، فضلاً عن إتخاذه قراراً بإنشاء لواءٍ عسكريٍ في كل محافظةٍ سوريةٍ يندرج تحت أمرة قيادته الموجودة في الغوطة.
وبحسب مصادر “جيش الإسلام”، يهدف هذا الأمر إلى التحوّل من تنظيمٍ مسلح، إلى جيشٍ نظامي على غرار جيوش الدول يسمع له ذلك فور ما اسماه “إسقاط النظام” من الدخول إلى العاصمة وإستلام المؤسسات، وايضاً، تدريب الفرد المقاتل على نظام الجيوش النظامية لكي يتلائم معها فور إستلام هؤلاء للدولة!.