دمشق بلا مياه: نشكو المسلحين أم الحظ؟

دمشق بلا مياه: نشكو المسلحين أم الحظ؟

أخبار سورية

الخميس، ٢٧ نوفمبر ٢٠١٤

فجأة تحول مبنى مؤسسة المياه في دمشق إلى محجّ للزائرين المستفسرين والمهتمين بشأن مياه الشرب، بعد 5 أيام على انقطاع مياه الشرب عن العاصمة. حالة من الإرباك سادت تصريحات القيّمين على المؤسسة، فيما أعلنت التنسيقيات المعارضة في منطقة نبع الفيجة، شمال غرب العاصمة، قطع المياه عن دمشق، مهدّدة بتفخيخ النبع.

وسرعان ما توقفت صنابير العاصمة السورية عن ضخ المياه، قبل أن يخرج المدير العام لمؤسسة المياه في دمشق حسام الدين حريدين لطمأنة الدمشقيين، عبر وسائل الإعلام الرسمية، إلى أن «انقطاع المياه عن دمشق ناتج عن عطل كبير في محطة الضخ في عين الفيجة، ما أدى إلى توقف ضخ المياه من المحطة التي تعمل فرق الصيانة على إصلاحها خلال ساعات».
ومضت أيام ولم تنتهِ تلك الساعات التي حدّدها حريدين، فيما استغل المسلحون الأمر بتحميل المسؤولية الكاملة للنظام، بحجة قصفه لقرية بسيمة وبلدة عين الفيجة وخرق الهدنة المزمعة مع مسلحي وادي بردى في ريف دمشق. وبحسب بيان أصدرته الفصائل المسلحة في المنطقة، منذ أيام، فقد جرى تهديد المقيمين في دمشق بحرمانهم مياه النبع إلى الأبد، بسبب سكوتهم عن «أفعال النظام». وفي تصريح لـ«الأخبار» أكّد المدير العام لمؤسسة المياه حسام الدين حريدين أنّ إصلاح محطة ضخ عين الفيجة تحتاج إلى ساعات إضافية أيضاً، مشدّداً على عدم وجود أي تفخيخ في مياه النبع. وذكر حريدين أنّ العطل يكمن في مصدر المياه الأكبر الذي يضخ 300 ألف متر مكعب في اليوم، وهو يسقي كل مناطق مدينة دمشق. وحول تهديدات المسلحين واقتران قطع المياه مع تقدم الجيش في منطقة وادي بردى، رفض حريدين السؤال باعتباره موظفاً مدنياً، ولا شأن له بالأعمال العسكرية. غير أنه ركّز على أن فرق الصيانة تتابع عملها بالاشتراك مع فرق إغاثية مانحة تقدّم المساعدة للعاملين على إصلاح العطل.
وتعود المياه على نحو جزئي إلى بعض أحياء العاصمة في ظل تواصل الاشتباكات حول قرية بسيمة وبلدة عين الفيجة، إثر خرق المسلحين للهدنة منذ أسبوع. مصدر ميداني ذكر لـ«الأخبار» أنّ الهدنة كانت تقضي بتمركز قوات الجيش في بلدة أشرفية الوادي دون التقدم ضمن بلدات وادي بردى، وذلك قبل خرق الهدنة على يد المسلحين. ويضيف المصدر أن «الجيش استمر في مراعاة وجود المدنيين في بعض المناطق، برغم المعارك القائمة». وحول عودة المياه إلى أحياء العاصمة السورية، أكد المصدر أنه لا مجال للتلاعب بالأمن المائي للمواطنين، وأن المياه ستعود إلى جميع المناطق خلال وقت قصير. وشدّد على عدم تفخيخ نبع الفيجة الذي روّجت له بعض الصفحات المعارضة والتنسيقيات.
فيما أعلن مسلحو وادي بردى الإعداد لمفاوضات بهدف عقد هدنة جديدة، ما يتطلب التزام إعادة المياه جزئياً (بدون ضخ)، بسبب تعطل بعض المضخات.
يذكر أن وادي بردى شهد ركوداً في العمليات العسكرية خلال الشهور الخمس الفائتة خلال فترة الهدنة المذكورة، غير أن خرقاً أمنياً استدعى تحريك الجيش قواته حول قرية بسيمة، القريبة من نبع الفيجة الذي يسقي 7 ملايين شخص، داخل العاصمة وحولها. وكانت الحكومة السورية قد عملت، خلال الأشهر الماضية، على تأهيل 76 بئراً احتياطية في دمشق، تحسّباً لأي نقص مفاجئ.