من مفاوضات إيران المؤجلة إلى زيارة المعلم المرتقبة.. الطاولة كلها انقلبت

من مفاوضات إيران المؤجلة إلى زيارة المعلم المرتقبة.. الطاولة كلها انقلبت

أخبار سورية

الأربعاء، ٢٦ نوفمبر ٢٠١٤

من المقرر أن يبدأ وزير الخارجية السوري وليد المعلم مع وفد حكومي، بزيارة موسكو غداً، لبحث سبل حل الأزمة السورية، خاصةً بعدما تردد في العديد من وسائل الإعلام عن أنّ الرئيس السابق لما يسمى "ائتلاف المعارضة السورية في الخارج" قد طرح مبادرة لحل الأزمة، وأبدى مع مجموعة من المعارضين في الخارج عن نيتهم لسماع الرد من الحكومة السورية، وفي السياق نفسه، سيتناول الجانبين مقترح مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، اتجاه فكرة "تجميد القتال" في حلب، وكانت دمشق أبدت إعلانها الحماسة لدراسة الفكرة، في وقت يتمكن الجيش العربي السوري من التقدم في محاصرة المحاور الأساسية في حلب.

وبينما تنتقل الأنظار إلى موسكو غداً، التي طرحت فكرة عقد حواري سوري- سوري، على أراضيها، بعد أن أعلن جنيف موته، يأتي التأكيد الروسي على أنّه من المهم الآن أن تستأنف قوى معارضة بناءة في سوريا الحوار السياسي مع دمشق الرسمية في مواجهة خطر الإرهاب الدولي، كما يجب ألا تكون أنشطة المعارضة بشكل أو آخر، ستاراً للإرهابيين.

في هذا الوقت، انتهت مفاوضات فيينا بين إيران والدول الست من دون اتفاق، لكن الحاجة المتبادلة إلى إنجاحها دفعت المتحاورين إلى التمديد لحزيران المقبل، مع دفعة من النوايا الحسنة المتبادلة والاختبارية، وخلال فترة التمديد، يفترض بطهران أن تقوم بخطوات ملموسة في اتجاه تخفيف مخزوناتها النووية، ليتم التأكد أنه في محصلة أولى الواضح أن طهران هي من وضعت سلوك الغرب تحت المراقبة، ولم يذرف الوزير ظريف الدمع على سقوط الضحية الأميركية السياسية الأولى في الصراع مع "داعش"، وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل.

إذاً، المفاوضات النووية أرجئت لكن المحادثات تواصلت، فما الذي يجري بين إيران والولايات المتحدة الأميركية؟ لم يعلن الإتفاق لكن الروس قالوا: "إن تقدما كبيراً تحقق في "فيينا"، ليأتي اللقاء الثنائي غير المتوقع بين وزيري الخارجية الأميركي جان كيري ومحمد الظريف بعد الظهر من خارج جدول الأعمال". ويقول بعده كيري "إنهم أقرب إلى الإتفاق مقارنا بين ما يجري اليوم والتوتر الذي كان سائداً في العلاقة سابقا مع إيران، ما يؤشر فعلاً إلى رغبة الفريقين بحصول إتفاق ولو من هنا حتى مطلع شهر تموز المقبل، أي خلال سبعة أشهر".

تلك المرحلة ستشهد على ترجمة التقارب الأميركي الإيراني من خلال الإفراج كل شهر عن سبعمئة مليون دولار من أرصدة إيران المجمدة، أما الروس والصينيون فيتجهون الى إزالة العقوبات نهائيا عن طهران إستناداً الى إيجابيتها. التباين التفصيلي حول مواعيد التخصيب ورفع الحظر عن إيران، لا يعني الفشل، بغض النظر عن خطاب إعلامي تحكم سقفه حسابات وأصول التفاوض.

وفي هذا الوقت، ستعاود روسيا علاقاتها الدبلوماسية، وتتجه نحو فرض نفسها كقوة عظمى لا يستهان بها، من الممكن أن تظهر عبر الخطط التي تضعها لحل الأزمة السورية، بالتوازي سيكون التفاوض السياسي حول التعاون في المنطقة، وخصوصاً الحوار السعودي ـ الإيراني بوساطة سلطنة عُمان، محور اهتمام الجميع لضمان جبهة إقليمية هادئة، وهذا لم ينسه الرئيس أوباما كمهمة للمرحلة المقبلة في تصريح طازج، فالحوار يوفر البيئة المناسبة، لحلحلة الخلافات الإقليمية من جهة، من العراق إلى اليمن وسوريا، ولبنان، ومن جهة مقابلة يؤدّي إلى قطع الطريق على "داعش" ومساعي الإفادة من مناخات التوتر المذهبي التي ستحضر حكماً في ظلّ استمرار التجاذب السعودي ـ الإيراني.

المعلم غداً سيكون في روسيا، وأغلب الظن أن اتفاقات جديدة ستطرح وقضايا أكثر حلحلة وسط ما يجري في سوريا والعالم ستكون على طاولة البحث.