تقديرات ميدانية.. عرسال ثانية في حال سيطرة “النصرة” على ريف القنيطرة!

تقديرات ميدانية.. عرسال ثانية في حال سيطرة “النصرة” على ريف القنيطرة!

أخبار سورية

الجمعة، ٢١ نوفمبر ٢٠١٤

تشهد القرى السورية الواقعة في ريف القنيطرة على تخوم القرى اللبنانية في منطقة راشيا وشبعا، معارك عنيفة منذ ايام، في ظل هجمة كبيرة تقوم بها “جبهة النصرة” للسيطرة على خط هذه البلدات الاستراتيجية.
التطور العسكري هناك، والهجمة المؤلفة من نحو 30 فصيلاً مسلحاً على قرى ريف القنيطرة وصولاً لجبل الشيخ، لها تأثيرات ميدانية – عسكرية على الداخل اللبناني، خصوصاً قرى الجنوب المتاخمة للحدود مع الجولان المحتل في عين عطا – شبعا – كفر شوبا والتي تعتبر متصلة فيما بينها.
وفي ضوء هذه المعارك، تعيش القرى على المقلب اللبناني من الحدود في حالة تأهبٍ وحذر نتيجة ما يجري، خصوصاً في القرى الدرزية التي ترى نفسها مستهدفة من تحركات “النصرة” خصوصاً انها لم تستيقظ بعد من كابوس ما جرى في ريف القنيطرة بحق ابناء القرى الدرزية التي إستشهد فيها الكثيرون.
وهناك إعتقاد سائد بأن ما يجري في قرى ريفي القنيطرة وجبل الشيخ لا يستهدف سوريا او العمق السوري فقط، بل قرى الجنوب اللبناني ايضاً. وما يثير ريبة هؤلاء التحركات الصهيونية وموقف هذه الأخيرة من ما يجري في تلك المنطقة حيث يتخذ العدو موقع المراقب لا بل الداعم اللوجستي للمسلحين، ما يكشف عن المصالح المتقاطعة والمتبادلة بين الطرفين، وعليه، فإن إنعكاس هذا التقاطع قد يصل إلى الأراضي اللبنانية مع العداء المتبادل للصهاينة كما “النصرة” لحزب الله الذي تعتبر منطقة الجنوب اللبناني الحدودية مركز نشاطه المقاوم.
وعلى المقلب اللبناني ايضاً، تأهب الجيش اللبناني على طرف الحدود، في ظل إنتشار من قبل شباب البلدات الحدودية الذين يسهرون على حمايتها بالتعاون مع المقاومة التي ترابض بسرية في هذه الثغور. وعلم ان الجيش اللبناني اتخذ اجراءات لمنع دخول المسلحين الى المنطقة حيث قرار عدم دخول الجرحى ما زال سارياً. كما عززت البلديات حراساتها في مناطق الجرود، لكن ذلك كله لم يبعد لهيب المعركة حيث وصلت قذائف المعارك إلى مناطق في مزارع شبعا متاخمة للبلدة.
وترى مصادر متابعة في هذه المنطقة، ان سيطرة “النصرة” ومن معها على قرى ريف القنيطرة يؤدي الى التواصل المباشر مع بيت جن في جبل الشيخ، حيث تصبح النصرة بمواجهة الجيش اللبناني في شبعا ـ العرقوب، وكذلك تصل الى جرود راشيا وتحديداً جرود كفرقوق، عين عطا، دير العشائر القريبة من المصنع والبقاع.
ودعت مصادر متابعة في شبعا الى ضرورة انتظار التطورات الميدانية في اليومين المقبلين، وفي ضوء ذلك يمكن رسم خريطة القوى في المنطقة المحاذية للحدود اللبنانية ـ السورية، فهل ستتحول جرود منطقة راشيا الى عرسال ثانية؟ في حال سيطرت “النصرة” على ريف القنيطرة والتمدد نحو قرى جبل الشيخ؟
وترى مصادر متابعة في حديث لـ “الحدث نيوز”، ان الخوف من تكرار سيناريو عرسال وتحول مناطق حدودية جردية جنوبية في الداخل اللبناني إلى شبيه ما يجري في البلدة البقاعية واقعي، خصوصاً مع نوايا المسلحين السوريين الواضحة من خلال عملهم الدؤوب للتمدد نحو قرى الجنوب اللبناني، مع إحصاء عدة محاولات عبور نحو هذه القرى من جرودها، هذا ناهيك عن العامل الاسرائيلي المساعد، والذي يرى في هؤلاء إلهاءً للمقاومة في القرى الحدودية”.
وتنفي المصادر ان “تكون هناك بيئة حاضنة لهم، فعرسال غير شبعا ومنطقتها كلياً، لكن هذا لا ينفي إمكانية دخول المسلحين إلى الجرود”.