دوما تنقلب على زهران علوش والجيش السوري يقترب من محاصرتها

دوما تنقلب على زهران علوش والجيش السوري يقترب من محاصرتها

أخبار سورية

الاثنين، ١٧ نوفمبر ٢٠١٤

فيما يتقدم الجيش السوري على جبهة الغوطة الشرقية من الشمال، ويسيطر على تل كردي وتل الريحان، ويفتح طريق دمشق - بغداد، ليحكم الخناق على مدينة دوما، يواجه زهران علوش، وجيش الإسلام الذي يقوده، مشاكل داخلية في قلب المدينة؛ أكبر معقل للمعارضة المسلحة في الريف الدمشقي.
فقد تناقل ناشطون من داخل الغوطة الشرقية مقاطع فيديو تظهر مجموعة من أهالي المدينة يتجمعون في إحدى الساحات ويهتفون ضد التجار المحتكرين للسلع والمواد الأساسية، في ظل الحصار المفروض على الغوطة منذ ما يزيد عن العام.
الأمر لم يقف عند التظاهر، فقد حاول مجموعة من المتظاهرين مهاجمة مخازن جيش الإسلام، فرد عناصره بإطلاق النار على المدنيين.
الحادثة أكدها لاحقاً المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي قال إن الاشتباكات اندلعت الجمعة، إثر هجوم نفذه مواطنون من أهالي مدينة دوما، على مستودعات لمؤسسة "عدالة" الخيرية، المقرب من جيش الإسلام، فبادر حراس المستودعات، بإطلاق النار على المواطنين.
وأضاف المرصد "رد على عناصر جيش الإسلام بعض الأهالي بإطلاق النار من أسلحة فردية، وأسفر تبادل إطلاق النار إلى إصابة بعض الأهالي بجراح"، وأكد أن "الاشتباكات تجددت السبت في شوارع المدينة، بين عناصر من جيش الإسلام من طرف، والأهالي الذين هاجموا مستودعات مؤسسة عدالة يوم الجمعة مدعمين بمقاتلين من الكتائب المقاتلة"، كما اعتقل جيش الإسلام قياديين اثنين من الكتائب المقاتلة، التي لم يسمها المرصد، ولكن مصادر من قلب المدينة قالت إنهما ينتميان إلى لواء شهداء دوما.
مصادر إعلامية أخرى تحدثت عن اقتحام جيش الإسلام الأحد لمنازل مدنيين وسرقتها، كما اختطفت مواطنين واغتالت أحد الأشخاص.

محاولات اغتيال
ممارسات جيش الإسلام ليست حديثة العهد، حيث يروي أهالي دوما أن مخازن علوش مليئة منذ عام بكم كبير من المواد الغذائية والاستهلاكية التي استولى على بعضها واشترى بعضها الآخر من بعض الكتائب الصغيرة والتجار، وهو يحبس هذه المواد عن أهالي المدينة المحاصرة.
إضافة إلى اتهامات لجيش الإسلام بالاستيلاء على بعض المساعدات التي تدخل الغوطة بين الفينة والأخرى، وتغطيته لمجموعة من التجار المحتكرين الذين يشترون المواد بتغطية منه ويبيعونها بأسعار مرتفعة، حيث يصل سعر كيلو السكر الواحد إلى 2000 ليرة سورية (10 دولارات أميركية) وكذا الرز والطحين.
الأحوال المعيشية في الغوطة عموماً دفعت ما يعرف بـ "المجلس القضائي في الغوطة الشرقية" بإصدار تحذير لمن وصفهم بتجار الدم من احتكار السلع وتخزينها، دون أن يسميهم، وعلى إثرها تعرض أعضاء المجلس لمحاولة اغتيال تمثلت بدسم السم في الطعام، ما أدى لإصابة 15 شخصاً.
وفضلاً عن اتهامات الفساد والاحتكار، يتهم أهالي دوما جيش الإسلام بالوقوف وراء عدد من عمليات الإغتيال التي طالت قيادات بعض الفصائل المقاتلة في الغوطة، وعلى رأسها جيش الأمة ولواء شهداء دوما، في محاول للسيطرة الكاملة على المدينة، وعدم وجود فصيل ينافس جيش الإسلام فيها، بحسب ناشطين.
حيث سجل في الشهر الماضي محاولتين لإغتيال قائد جيش الأمة أحمد طه في دوما، حيث تم اغتيال نائبه بداية، ثم استهدفه انفجار عبوة أدى لإصابته ومقتل نجله وأحد مرافقيه.
ولا ننسى اتهام ناشطين معارضين لزهران علوش باختطاف الناشطة رزان زيتونة ورفاقها، قبل أشهر من دوما، وعدم الكشف عن مصيرهم حتى اللحظة.

مسلسل الهزائم مستمر
وما يزيد في جراح جيش زهران علوش التقدم الذي يحققه الجيش السوري على جبهات الغوطة، حيث كانت خسارة المليحة أول هزيمة مدوية للتنظيم في الغوطة الشرقية، وهي المجينة التي راهن عليها واستعد للمعركة فيها على مدى أشهر طويلة واستقدم إليها كل التعزيزات والعتاد، وخسر عدداً كبيراً من المقاتلين المنتمين إلى مدينة دوما.
الخسارة الثانية لجيش زهران علوش كانت في انسحابه من عدرا العمالية التي استطاع الجيش السوري اقتحامها وإجبار المقاتلين على الانسحاب إلى عدرا البلد، التي عاد الجيش وسيطر عليها بعد أيام..
البلدتان كانتا بمثابة الخط الدفاعي الأول لجيش الإسلام عن دوما، وبعد أن خسرهما بدأ مسلسل الهزائم، حيث يتقدم الجيش السوري كل يوم في المنطقة، ويسيطر على مناطق جديدة تمهد لسيطرته الكاملة على محيط دوما، استعداداً لحصارها.
ولا ننسى هنا أن زهران علوش رضخ لضغوط الأهالي في مدينة دوما لبدء مفاوضات مع الحكومة السورية، بعد أن كان يرفض هذه المفاوضات ويعرقلها، إلا أنها عادت لتفشل، وربما يسهم تقدم الجيش السوري ومحاصرته المدينة في رضوخ علوش وجيشه لشروط الحكومة السورية.