الحرفيون... بين هجرة داخلية... وأخرى خارجية..قطعـة أرض صغيـرة كفيلة بإعادة 50% من «شـيوخ الكار» .. 24 ألف حرفي في الغوطتين لـم يبق منهم أحد

الحرفيون... بين هجرة داخلية... وأخرى خارجية..قطعـة أرض صغيـرة كفيلة بإعادة 50% من «شـيوخ الكار» .. 24 ألف حرفي في الغوطتين لـم يبق منهم أحد

أخبار سورية

الخميس، ٣٠ أكتوبر ٢٠١٤

كندا تقدم فيزا وإقامة دائمة للحرفيين السوريين الراغبين بالسفر إلى كندا.... يمكن للراغبين متابعة هذه المعلومات على مواقع الانترنت، ولأنها تقصد شيوخ الكار منهم حددت العدد المطلوب بنحو ثلاثة آلاف حرفي.
الحكومة الأردنية استجابت لطلب لجنة التنمية الاقتصادية في ذاك البلد ووافقت على السماح باستقدام الحرفيين والفنيين السوريين، بنسبة 30 % في المدن الصناعية، و60 % للمناطق النائية.
لا يقتصر الأمر على هذين البلدين، بل كثيرة الدول الأوروبية والعربية التي فتحت أبوابها لحرفيي سورية، خاصة «شيوخ الكار» منهم. لا تستقبل هذه الدول أصحاب تلك المهارات رأفة بهم وبظروف عيشهم في بلد يعيش فيه أكثر من 90% منهم عاطلين عن العمل كما يؤكد رئيس اتحاد حرفيي دمشق مروان دباس، وإنما لأن هناك من يعلم في تلك الدول مدى الإبداع الذي يمكن أن تنتجه أيدي حرفيي سورية المبدعين، ولاسيما الدول التي سبق لها أن طلبت من تلك الخبرات أيام السلم في سورية كي يصنعوا المنجور العربي للقصور، كغرف نوم لا تتأثر ولا تتغير بمرور العقود وكذلك أطقم الجلوس لبلدان كالسويد والنرويج وألمانيا، وما قصة ارتداء الملكة إليزابيث الثانية الإنكليزية فستاناً عربياً من البروكار السوري سنة 1954 إلا دليل على عراقة هذه الصناعة، حيث قامت الحكومة السورية آنذاك بإهدائه لبريطانيا بمناسبة تتويج الملكة.
تتعدد العلامات الفارقة الخاصة بمنتجات الحرفي السوري منها أيضاً الحفر على النحاس، والموزاييك الخشبي، والسيف الدمشقي، وهنا يؤكد الدباس أن قطر التي تتزعم الدول المعادية لسورية منذ بداية الأحداث طلبت مؤخراً تصنيع آلاف السيوف من حرفيين سوريين. 
منهم من قصد الأردن ولكن بسبب ارتفاع تكلفة البضاعة، استمر بعمله هناك، وأصبح يعتمد على بلده في تأمين الكثير من المواد الأولية اللازمة له، فرغم النقص الحاصل في المواد الأولية اللازمة للصناعات الحرفية هنا ما زالت أسعارها أرخص مما هو متاح في الدول المجاورة.
لعهود قديمة
ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها حرفيو سورية لاستهداف مقصود ومخطط، ففي أيام الاحتلال العثماني رحّلت تركيا الخبرات الحرفية إلى الآستانة، ونسبوا إبداعات إنتاجهم إلى التراث التركي، كذلك الحال زمن الاستعمار الفرنسي، عندما سرقت فرنسا النول السوري الموجود حصرياً في سورية لتصنيع ما يسمى حالياً بالجاكار الفرنسي نسبة للشخص الفرنسي الذي أعاد تصميمه ليحمل منتجه البصمة الفرنسية الشهيرة الآن، كما أقدمت على حرق منطقة القيمرية في دمشق التي كانت مقر تجمع الحرفيين حتى سميت بالهند الصغرى في ذاك الزمان، أحرقوها بعدما رفض حرفيوها الذهاب للعمل في فرنسا.
ما مزايا الحرفيين السوريين، وماالكنوز التي نمتلكها وتكاد هذه الحرب تقضي عليها، كما حصل مع الكثير من كنوز ميزت سورية وجعلت مشروع تدميرها حلماً متاحاً؟
لسورية مكان  بين المراتب الثلاث الأولى على مستوى العالم في حرف صياغة الذهب وصناعة الرخام والشرقيات والحلويات والأطعمة وغيرها، كما أنها موطن العديد من أمات الحرف العريقة منذ أقدم العصور كما قال عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للحرفيين خالد فروخ، مضيفاً أن صناعة الفخار والخزف من أقدم مبتكرات الحرفي السوري، وسر صناعة السيف الدمشقي لا تزال غامضة أعجزت الخبراء المعاصرين عن كشف خفايا صناعتها. تتوزع بصمات الحرفيين السوريين في كثير من دول العالم وفي أماكن معروفة كمساهمتهم البارزة في إنشاء الحرم النبوي في المدينة المنورة، كما ترك حرفيو تل منين خاصة بصماتهم في منشآت الكويت عند إعادة إعمار ذاك البلد.
العلاقة وثيقة بين مهنة الحرف وتاريخ سورية الموغل في القدم، فهناك مهن تعود لآلاف السنين، وحتى هذا التاريخ ما زالت هناك حرف خاصة ببلدنا حصراً، كصناعة البروكار الذي تختص به دمشق من بين عواصم ودول العالم.
لا تتميز سورية بتصنيع الرخام، لكن يتميز الحرفيون بطريقة الحفر على الرخام التي تعود لآلاف السنين، كما يستطيع الحرفي السوري أن يقلد أي قطعة أثرية بنسبة 90% بحيث يصعب وأحياناً يستحيل التمييز بين الأصلي والمقلد، كما يؤكد الدباس لذا يمنع القانون السوري التصنيع بنسبة تفوق 49% فقط. وإذا كان الفينيقيون أول من صنع الزجاج فإن السوريين أول من نفخه.
كانوا... وأمسوا
قبل الأحداث كان عدد المنتسبين للاتحادات الحرفية في سورية نحو 140 ألف حرفي، كما أكد فروخ، هذا العدد من أصل 700 ألف حرفي، 22 ألف منهم في دمشق، بينما عدد المنتسبين لهذا العام لم يتجاوز 200 حرفي، يتهم دباس المرسوم التشريعي لعام 1969 بالقصور لأنه لم يلزم الحرفيين بالانتساب للاتحاد أسوة ببقية الاتحادات، يضيف دباس أن أعداد الحرفيين في غوطتي دمشق نحو 24 ألفاً وهؤلاء لم يبق منهم أحد.
الحجر بمكانه قنطار
هذا الواقع دفع الحرفيين إلى الهجرة، منهم إلى خارج البلد ومنهم داخله، كالانتقال من الريف إلى المدينة، ومنهم من ترك مهنته بعدما فقد معداتها التي سرقت أو حرقت أو تحطمت.... إلخ، وهنا يؤكد رئيس الجمعية الحرفية للمنتجات الشرقية فؤاد عربش أن خسارة بعض قطع تصنيع الشرقيات مثلاً لن يعوض لأنه لا يوجد من يصنعها ثانية، ومنهم من عمل بمهن أخرى تؤمن له الدخل اليومي لأسرته، كعمل أحد الحرفيين الذين يصنعون الزجاج الفينيقي كبائع خضر متجول في جرمانا، أو تحول البعض إلى تجار أزمة، يضيف عربش أن المشكلة الأساس التي تواجه الحرفيين هنا هي مشكلة نقص المواد الأولية فمعظمها كان مقره في الغوطة، والمستورد منها كان يوجد في عربين وكلا المنطقتين لا يمكن الوصول إليهما، يضاف لذلك تركز معظم الحرف في الريف ومناطق المخالفات ومع هذه الحرب خسروا مساحاتهم الصغيرة منها أو الكبيرة، وأصبحوا في أمس الحاجة إلى المكان الذي يمكنهم من التوطن على أرض يعملون بها بدلاً من انتشار من بقي منهم على الأرصفة والشوارع، ويؤكد عربش أنه سبق لمحافظة دمشق أن خصصتهم بمساحة تبلغ نحو أربعة دونمات في منطقة باب شرقي، لكن حتى الآن لم يتسلموها... وكي لا يثير غضب المحافظة يقولون: بسبب الأوضاع الحالية، و(لأن أهل مكة أدرى بشعابها)، يقول دباس رئيس اتحاد حرفيي دمشق إن تأمين مقر لكثير من الصناعيين كحد أدنى يعيد أكثر من 50% منهم إلى وطنهم.
مكره ومجبور 
من بقي من حرفيين في سورية يتحدثون عن واقع زملاء لهم انتشروا في العالم، منهم من لمع نجمه وتميز على أقرانه في البلد المضيف، كتميز معدي الفلافل السوري على المختصين في بلد الفول والطعمية، مصر، وضمن البلد ذاته لم تحل «الحربقة» المصرية من دون تميز الميكانيكيين السوريين الذين هاجروا إلى هناك وبرعوا في عملهم لدرجة أثارت استياء من أصبحوا ينافسونهم. إذا كانت سورية لم تشتهر بتصنيع السيارات إلا أن هناك من قصد حرفيي سورية من دول عربية لتصليح سياراتهم من أفخم الماركات، كما حصل مع ملياردير عربي تعرضت سيارته لحادث في السودان، وعندما سأل عن خبرات تعيدها لما كانت عليه أوصلوه إلى خبراء سورية بالتصليح، وتواصل معهم لهذه الغاية.
أما المشكلة الأبرز التي واجهت المهجرين خارج بلدانهم فهي تعرضهم لعمليات النصب والابتزاز كأن تعرض عليهم إغراءات كبيرة قبل سفرهم وبعد وصولهم للبلد المضيف يكتشفون في كثير من الحالات أن كل ما يريدونه منهم هو سرقة خبراتهم وتدريب كوادر البلد التي وصلوها، وقد ذكر السيد عربش حالات عدة حصلت في دول عربية وأجنبية، ويرى عربش أن أكثرهم يرغب بالعودة حالما تسمح الظروف، (لأن الحجر في مكانه قنطار).
للعمل في الذهب حساسية مضاعفة لأنه معدن ثمين، ولكن قيمته لم تقلل من نصيبه من هذه الحرب، عضو مجلس إدارة جمعية الصاغة غسان طنوس أكد أن أكثر من 200 منشأة تصنيع ذهب في دمشق وريفها توقفت عن العمل، ففي دوما مثلاً أكثر من 100 واجهة انتقل قسم من هذه المحلات إلى دمشق، وآخرون لم يتمكنوا من الحصول على مكان، ومن أصل 30 ورشة كبيرة بقيت نحو 5 منشآت.
يضيف طنوس: أن غياب الأمن جمد كثيراً من إمكانية التحرك بكميات من الذهب كما سبق واعتاد العاملون في هذا المجال، الأمر الذي تسبب تجميد عمل الكثير من المنشآت.
أمين سر جمعية الصاغة يؤكد أن أكثر من 60% من محلات الورش أغلقت، فهناك نحو 85 محلاً أغلق في المخيم وحده، واعتبر أن القوانين التي صدرت مؤخراً والمتعلقة بالسماح بتصدير الذهب واستيراده يسرت العمل في الذهب، لكن انخفاض القدرة الشرائية الكبير يكاد يجمد حركة أسواق بيع الذهب.
معيار الكفاءة
لم يكن واقع هذه الحرف في أفضل أحواله قبل الأزمة، يؤكد  فروخ عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للحرفيين أن مساهمة هذا القطاع تبلغ أكثر من 25 % من الدخل القومي قبل الأزمة، لذا يجب التركيز على هذا القطاع المهم في سياسة الإصلاح الاقتصادي، كما يجب إعادة الاعتبار لعامل الكفاءة واعتباره مقياساً للنجاح والربح لأكثر المهن الحرفية التي تضررت بسبب الأزمة، تلك الحرف المرتبطة بالقطاع السياحي داخلياً وخارجياً، فأنشطتها شبه متوقفة، وأن أهم المشكلات الجوهرية التي تعانيها الصناعات الحرفية، صعوبة تصريف إنتاجهم في السوق الداخلية، وكساد كميات كبيرة من إنتاجهم بسبب الأزمة، ارتفاع تكلفة الإنتاج بسبب ارتفاع تكلفة المواد الأولية لهذه المهن، كذلك ارتفاع سعر الكهرباء، وطول فترات التقنين، وارتفاع الضرائب وتعددها تعوق أيضاً نهوض هذا القطاع.
يطرح فروخ فكرة دمج الصناعات الحرفية وخاصة التقليدية منها تحت بند أو مصطلح الصناعات الثقافية المهددة بالزوال التي تحتاج اليوم الرصد والمتابعة بغية توثيقها وحمايتها.
عضو مكتب التراث الوطني لؤي شكو له طرح عميق بموضوع المهن التراثية، فهو يرى أنّ دلالات التراث الثقافي وشواهده في سورية لم تصنعها الطبيعة بل صنعها الإنسان السوري القديم ليصنع أمجاداً وتاريخاً لوطنه، وينقل موروثه الحرفي إلى الأجيال القادمة ليشكل ثروة  لبلده، خاصة أن المنتج التراثي يبدأ بتحفة تراثية وينتهي بعد فترة من الزمن بتحفة أثرية تحقق فوائد اقتصادية وسياحية وثقافية.
ويرى أن غياب وجود سجل للتراث الوطني السوري يوثق الحرف التراثية السورية و يصنف صانعيها، ويحدد مالكيها، سهل نقل هذه الحرف إلى خارج سورية ونسبها إلى تراث دول أخرى، وسبب هجرة اليد الماهرة المبدعة إلى الخارج.
يضيف شكو أن عدم استثمار هذا الإرث التاريخي العظيم لسورية وتوظيفه في خطط التنمية كمورد اقتصادي فوّت على الدولة الكثير من الإيجابيات الاقتصادية وإدخال واردات إلى خزينة الدولة من اثني عشر مصدراً كانت كفيلة بدعم اقتصادنا الوطني ومنع انقراض المهن التراثية في سورية، والحد من تدخل البنك المركزي في دعم الليرة السورية.
إن غياب قواعد الاستثمار التراثي  في سورية  في ظل هذه الحرب على سورية سهل على العديد من الدول التي لم تحترم أمجاد ما صنعه أجدادنا من فكر وعلوم وفنون قدموه لوطنهم ولم تحترم القوانين الدولية المتعلقة بصون التراث غير المادي للدول، فقامت هذه الدول ومنها تركيا بتشجيع تجارها على شراء التحف التراثية السورية المنهوبة من أراضينا من قبل عصابات، لتامين الموارد المالية لإجرامهم، في الوقت ذاته منحت شهادات منشأ تركية للتجار الذين قاموا بشراء هذه التحف المنهوبة لتثبت ملكيتهم المزورة لهذه التحف ولتسهل عليهم نقلها وبيعها في دور المزادات العالمية. أما النادر من التحف المسروقة من سورية  فيعرض في المتاحف التركية كتراث تركي ومنها متحف غازي عنتاب. 
تدمير أول مشروع تراثي
لقد تم تدمير منشآت تراثية عدة في سورية ومنها منشأة السيد شكو التي تعد أول مشروع تراثي متخصص بالصناعات الدالة على الحضارة الفينيقية من الزجاج والمنحوتات الخشبية والنحاسية التي كانت مقصدا سياحيا وثقافيا، وتمت سرقة محتوياتها من التحف النادرة لتشاهد هذه التحف بعد فترة تباع على مواقع الانترنيت على أنها تراث دول أخرى غير سورية وقد وثق ذلك بالضبوط والكتب الصادرة  الرسمية عن الجهات المعنية.
ويرى عضو مكتب التراث أنّ الاستثمار التراثي هو أحد أهم المخارج المؤدية إلى حماية تراثنا الوطني، وهو أهم  المخارج المولدة لفرص العمل، وإيجاد القواعد الناظمة له يشجع عودة الأيادي الماهرة المغتربة إلى بلدها، ويحد من انتشارها الجغرافي في تركيا ومصر والأردن وعدد من الدول الأجنبية، فتركيا لديها قرية تراثية للصناعات اليدوية حجم صادراتها خمسة مليارات دولار سنويا معظم القائمين عليها حرفيون سوريون من الذين تم استدراجهم وإغواؤهم واستغلال ظروفهم وجذبهم إلى تركيا وفق عمليات منظمة منذ ما قبل الأزمة من قبل أشخاص قدموا إلى سورية والى وزارة السياحة بذريعة إنهم طلاب علوم تراثية أو بذريعة عشقهم للتراث لتحقيق  الوصول والتواصل مع الحرفيين السوريين. ويطرح شكو آلية لتحقيق الاستثمار التراثي فرصاً استثمارية متنوعة جاذبة  للمستثمر من إقامة الحاضنات التراثية والمتاحف ودور المزادات وإقامة منشآت حرفية متخصصة بتصنيع المنتج الدال على حضارات سورية القديمة، وإقامة المعارض الخارجية الدائمة والمؤقتة، وتوثيق الحرف السورية محليا ودوليا، وإعداد السجل الوطني للتراث وشهادات الملكية التراثية والتصنيف الحرفي ما يحقق فرص عمل كبيرة لشرائح متنوعة في المجتمع السوري كالعامل وحرفيي وحرفيات المنظمات الشعبية، النحاتين، الرسامين، خريجي المعاهد المتوسطة، وكلية الفنون الجميلة.
إن التحف التراثية توثق بأقوى أنواع الأدلة تاريخ وحضارة الدولة، وتعمق مفهوم المواطنة الأمر الذي يتطلب الإسراع في الحفاظ على من تبقى من حرفيي المهن التراثية ووضع قواعد للاستثمار التراثي في سورية، والعمل على إعداد السجلات اللازمة لتوثيق الحرف التقليدية السورية محليا ودوليا بالتنسيق مع منظمة التراث العالمي للمساهمة في الحفاظ على تراث سورية التاريخي وصون تراثها وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية العامة والشاملة للدولة، ما سينعكس إيجاباً على زيادة عدد حرفيي المهن التراثية المنوط بهم الحفاظ على التراث السوري وضمان استمرار نقله إلى الأجيال القادمة وبما يحقق أهداف منظمة التراث العالمي في سعيها للحفاظ على التراث العالمي وحقوق صانعيه.
في نهاية حديثه يؤكد شكو أنه تقدم ببحث صدر عن مؤسسة السفينة الفينيقية وحاز جائزة الإبداع الوطني ويؤكد أن المكتب الوطني للتراث المشكل بقرار من وزير الاقتصاد السابق والمؤلف من أعضاء يمثلون الجهات المعنية بالحفاظ على التراث وافق على رفع مقترحات هذا البحث إلى رئاسة مجلس الوزراء عن طريق وزير الاقتصاد لتحقيق النفع العام منه، لكن الوزير الجديد قرر التريث.