هذه أسباب عدم إمكانية تحقيق التسوية في دوما..!!

هذه أسباب عدم إمكانية تحقيق التسوية في دوما..!!

أخبار سورية

الاثنين، ٢٧ أكتوبر ٢٠١٤

وأخيراً، جاء اليوم الموعود للمجموعات المسلحة المتواجدة في دوما، في ريف دمشق، وجديد عمليات الجيش العربي السوري اشتباكات مع المجموعات المسلحة على محاور مزارع الريحان وتل كردي وعالية والعب، ما أسفر عن تدمير كمية من الأسلحة والذخيرة ومقتل العديد من المسلحين، فيما تم تدمير تجمع للمسلحين وإيقاع قتلى بينهم عند دوار الجرة فى مدينة دوما.

إذاً، المعارك التي تشهدها الآن الغوطة الشرقية هي الأعنف، في وقت، بدأ الجيش العربي السوري محاولة تطويق مدينة دوما كبرى مدن الغوطة الشرقية ومعقل "جيش الإسلام" بقيادة "زهران علوش".

ووسط هذه العمليات، أثارت مسألة توجه وفد من وجهاء دوما، يضم مثقفين وتجاراً من أهالي دوما المقيمين في دمشق للتباحث في آليات إنجاز مصالحة قد تنعكس إيجاباً على كامل الغوطة الشرقية وبعض أعضاء المصالحة الوطنية إلى دمشق من أجل بحث وضع تسوية في دوما، الكثير من المخاوف لدى الأوساط المتابعة، بغض النظر عن إمكانية تحقيقها أم لا.

محللون يرون في أنّ التسوية التي حصلت في حمص القديمة، والتي قضت بخروج المجموعات المسلحة من المدينة، وترحيلهم إلى الدار الكبيرة، وتجميعهم هناك لا يمكن تحقيقها في دوما، وإن كان تحقيقها يجنب الغوطة الشرقية المزيد من المعارك الطاحنة،  إلا أنه لا يمكن تحقيقه، وذلك لأسباب عدة، من أهمها..

أولاً.. يعمل الجيش العربي السوري من خلال خططه العسكرية الحالية على تطويق مدينة دوما، يهدف من خلالها إلى شد الخناق على الإرهاب داخل الغوطة، وتضييق حبل المشنقة على رقابهم، ومن خلال الأيام الماضية تثبت صحة هذه النظرية وفعاليتها، وهو الأمر الذي أدى إلى خروج مجموعة من وجهاء دوما والمعنيين فيها إلى العاصمة دمشق، من اجل بحث وضع التهدئة في المدينة، وفتح مجالات التسوية فيها لتجنيبها المزيد من الصراع هناك.

ثانياً.. في هذا الوقت، وبينما تستمر عمليات الجيش العربي السوري في التقدم أكثر نحو المدينة، يزداد تعنت قادة المجموعات المسلحة بالتمسك بمطالبهم حسب ما نقل الوفد الذي زار المدينة، إلى وسائل إعلامية، إلا أن خطوط التواصل والاختراق الذي حدث يشي بأن الأمور تتجه إلى تفاهم قد يثمر في الأيام والأسابيع المقبلة، خاصةً بعد أن عقد وفد من كبار شخصيات مدينة دوما لقاءات مع مسؤولين في دمشق الأيام الماضية بمباركة من متزعم "جيش الإسلام" الذي بدا في تصريحات له أخيراً أكثر ليناً بحيث لم يعارض الفكرة كما كان يفعل سابقاً، وإنما ترك قرار البت بأي اقتراح لأصحاب الحل والعقد في الغوطة الشرقية، حسب ما نقل عنه، لكن هذا الكلام لا يمكن الوثوق به، ومن الممكن له في حال تطورت الأمور لديه إلى الأفضل، أن ينقلب الموضوع رأساً على عقب، طبعاً في حال استمر الجيش العربي السوري في التقدم.

ثالثاً.. بعد استعراض السببين السابقين، يتبين أنّ العناصر بين حالتي كل من دوما وحمص القديمة، قد لا تكون متماثلة، وبالتالي لا يمكن أن تحقق التسوية بالشروط نفسها..

وبحسب مصادر مطلعة لـ"عربي برس" فإنّ الجواب الذي وصل إلى الوفد الذي زار العاصمة دمشق، يتضمن القول إنّ الشروط بين حالتي دوما ومص القديمة غير متشابهة، وبالنسبة إلى وضع دوما، فإنّ القرار اتخذ بعدم السماح للإرهاب ان يستمر، وقد أعطيت شروط مختلفة عما سبق، وما أمام المجموعات المسلحة الموجودة في دوما، إلا أن تقاتل حتى الموت، أو أن تستسلم، أو أن تقبل بشروط التسوية المختلفة عن تسوية حمص القديمة.