تسجيلات مناهضة لـ داعش في الرقة.. و التنظيم يعتقل شباب المدينة تعسفياً

تسجيلات مناهضة لـ داعش في الرقة.. و التنظيم يعتقل شباب المدينة تعسفياً

أخبار سورية

السبت، ٢٥ أكتوبر ٢٠١٤

يفرض تنظيم داعش الإرهابي على مدينة الرقة السورية واقعاً معاشياً وفق وجهة نظره للشريعة الإسلامية، مثيراً الرعب في قلوب سكانها من خلال قطع الرؤوس بحجج واهية لا تبرر عملية الإعدام أياً كان ضحيتها أو سببها.
السكان في المدينة رضخوا للأمر الواقع خشية ممارسات داعش، لكن يبدو أن ثمة بادرة انتفاضة ضد التنظيم داخل المدينة التي تعيش تحت سطوة التنظيم، إذا أطلقت مجموعة من النشطاء حملة على مواقع التواصل الاجتماعي باسم " الرقة تذبح بصمت" عملت على محاربة التنظيم بالوسائل الممكنة، وضمن خطوة أولى تحاول المجموعة أن تكسر حاجز الخوف الذي وضعه التنظيم بين الناس و رفضه.
رغم ضربات قوات التحالف ما زالت مدينة الرقة الواقعة في شرق سوريا في يد تنظيم "الدولة الإسلامية".
وقد هرب آلاف المدنيين من الرقة لكن مجموعة من الناشطين ظلوا هناك لينددوا بالفظاعات التي يرتكبها هؤلاء الجهاديون، وهم يكتبون بالألوان على جدران المدينة شعارات معادية لهذا التنظيم مع أن هذا قد يودي بحياتهم.
أحد أعضاء المجموعة المكونة من 16 شخصاً و المدعو "أبو ورد الرقاوي "، كتب على صفحة المجموعة على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"،  أكد أن المجموعة تعمل بشكل حذر خاصة و إن تنظيم داعش كان قد اعتقل أحد نشطاء المجموعة و يعرف باسم "المعتز بالله" و ذلك في الثامن من شهر أيار /مايو الماضي بعد تفتيش هاتفه الجوال، وهي سياسة يتبعها داعش في الآونة الأخيرة لضمان أمنه الداخلي في المدينة خشية من اللذين يقدمون معلومات أمنية لأعداء داعش، و يوجه إليهم تهمة "العلمانية و العمالة للناظم السوري" ويقوم بقطع رؤوسهم.
و بحسب ما ذكره "أبو ورد"، فإن التنظيم دعا عبر المنابر لتسليم أعضاء المجموعة له ليصار إلى معاقبتهم بكونهم "علمانيين كفرة"، ولذلك اتخذت المجموعة جملة من الاحتياطات منها مراقبة الأمكنة التي انتقاها اعضاء المجموعة لكتابة شعاراتهم على جدران منازل مدينة الرقة، في خطوة يسعى من خلالها أعضاء المجموعة المنتشرين في مناطق عدة من مدينة الرقة.
مصادر أهلية خاصة أكدت لـ عربي برس بأن حالة من الهلع ظهرت بين عناصر داعش اللذين بدؤوا بحملة اعتقالات كبيرة بين صفوف الشباب بعد تفتيش اجهزتهم الجوالة، وما إن ترى دورية الشرطة الإسلامية التي أطلقها داعش أي شاب حتى تقوم باعتقاله، و اقتياده إلى "الحسبة"، في محاولة لبث الرعب بشكل أكبر بين أهالي الرقة، فيما عزز التنظيم من دورياته في أحياء "الرميلة- حارة البدو" و في محيط المباني الحكومية التي أخلاها التنظيم مع بدء غارات طيران التحالف الأمريكي على المدينة، كما أكدت المصادر أن الطيران الأمريكي لم يستهدف أي نقطة داخل مدينة الرقة خلال الأسبوع الأخير، مما أعطى تنظيم داعش هامشاَ من الراحة وبدء التحرك بشكل أشرس.
و بحسب ما ذكره أبو ورد في تعليقاته على "فيس بوك"، فإن التسجيل الذي تم بثه عبر موقع "يوتيوب"، سجل قبل ثلاث أيام وسط المدين، وذلك بالقرب من كنيسة الشهداء الكاثوليكية الأرمنية التي استولى عليها هؤلاء داعش وحولها لمقر له في 30 آذار/ مارس من العام 2013، لكنه عاد ليخليه خشية من طائرات التحالف.
و تؤكد مصادر أهلية أن عمليات الاعتقال التي ينفذها عناصر داعش إلى الآن شملت نحو 40 شاباً من أبناء الرقة تتراوح أعمارهم بين 18 عاماً و 35 عاماً، ولم يعرف المكان الذي تم أقتيادهم إليه.