الجيش يبادر في دير الزور ويوسّع الطوق الآمن في الحسكة

الجيش يبادر في دير الزور ويوسّع الطوق الآمن في الحسكة

أخبار سورية

الجمعة، ٢٤ أكتوبر ٢٠١٤

قصف مدفعي عنيف، وتكثيف لغارات سلاح الجو، أعقبهما تسلل مجموعات من المشاة باتجاه منطقة حويجة صكر شمال شرق مدينة دير الزور المحاطة بنهر الفرات. تكتيك جديد اعتمد على مجموعات صغيرة قطعت النهر من الجهة الشرقية من الحي، وتمركزت في عدد من الكتل والأبنية، ما أحكم السيطرة النارية على معظم أجزاء الجزيرة، أعقبته اشتباكات عنيفة أدت إلى السيطرة على بعض المباني الأخرى.
مصدر ميداني أكد لـ «الأخبار» أنّ «الهدف من العملية العسكرية هو إحكام الطوق حول الأحياء التي يسيطر عليها المسلحين مع قطع طرق إمدادهم نحو جسر السياسية على نحو كامل، ما يعني إطباق الحصار عليهم». ورجّح المصدر أنّ «إنهاء السيطرة الكاملة على المنطقة تحتاج إلى فترة نظراً إلى استماتة المسلحين بالتمركز فيها لما تعنيه من أهمية لوجستية لهم».
عملية الجيش المباغتة أدت إلى مقتل ما لا يقل عن خمسين من مسلحي «داعش» وإصابة آخرين والقبض على عدد آخر. عناصر «داعش» حاولوا إشغال الجيش عن حويجة صكر بالهجوم على عدد من النقاط في حيّ الصناعة داخل المدينة والسيطرة على عدد من الكتل من الأبنية فيه، إلا أنّ مصادر عسكرية قلّلت من تأثير ذلك، مؤكدة أنّ «عملية حويجة صكر تسير بالوتيرة التي خُطط لها». وبالتوازي مع هذه العمليات لم تغفل عين الجيش عن مطار دير الزور، الذي يشهد محيطه استهدافا ناريا مدفعيا وجويا على نحو شبه يومي لإعاقة حركة المسلحين، وإحباط أي محاولة تسلل لهم. المصادر ذاتها تؤكد أنّ «الواقع الميداني في محيط مطار دير الزور جيد، والجيش يحكم سيطرته على محيطه من خلال تكثيف عمليات الرصد والمتابعة والاستهداف الناري لأي حركة في محيطه». عمليات الجيش لم تقتصر على حويجة صكر، إذ أنهى عناصره أمس تركيز نقاطهم في محيط مدرسة البعاجين في حيّ الجبيلة، أكبر أحياء المدينة، بعد السيطرة عليها منذ أيام بالتزامن مع اشتباكات متقطعة يومية بين الجيش و«داعش» فيه وفي حي الحويقة.
وفي الحسكة أيضاً، وسّع الجيش الطوق الآمن حول المدينة، مانعاً أي محاولة تسلل نحوها، إذ بدأ الجيش السوري نصب حواجزه بمسافة تتفاوت ما بين 7 إلى 10 كم في محيط المدينة، بهدف إحكام الطوق الآمن على المدينة التي باتت خالية من المسلحين بعد سيطرة الجيش على حي غويران منذ أكثر من أربعين يوما. الجيش ركّز حاجزه على طريق الرقة ــ الحسكة القديم عند جسر أبيض وسيطر على قرى المقبرة وعالية في الريف الجنوبي الغربي، فيما تولت وحدات المشاة تمشيط قرى قبر عامر، والسيحة وصولاً إلى مفرق صدّيق وقرية مخروم، حوالى 30 كم غرب الحسكة وبمسافة تصل إلى حوالى 15 كم عن جبل عبد العزيز معقل «داعش» في ريف الحسكة الغربي، متبعاً أسلوب قضم القرى بالتدريج. تزامن ذلك مع استهداف ناري جوي ومدفعي لتجمعات المسلحين في الريف الغربي وصولاً للغرة ومغلوجة وجبل عبد العزيز. مصدر عسكري قال لـ«الأخبار» إنّ «الجيش نجح بتوسيع الطوق الآمن حول المدينة بالتعاون مع القوى الوطنية في المحافظة، وتركيز حواجز في محيطها مدعومة بقوى نارية قادرة على رصد أي محاولات تسلل للمسلحين نحو المدينة من الأرياف المجاورة». المصدر أكّد «أن الجيش أطبق بهذا الطوق السيطرة على محيط المدينة بجهاتها الثلاث مع تعزيز النقاط في الجهة الشمالية المتصلة جغرافياً مع مدينة القامشلي». عملية الطوق الآمن يشارك فيها الجيش السوري، والقوات التي تعمل بإشرافه، و«وحدات حماية الشعب» الكردية التي انتشرت في نقاط عدة في محيط المدينة وبتنسيق مع الجيش.