حرب تصفيات بين عملاء السعودية وقطر في درعا

حرب تصفيات بين عملاء السعودية وقطر في درعا

أخبار سورية

الأربعاء، ٢٢ أكتوبر ٢٠١٤

بدأت حملة استياء شديدة تطغى على العديد من صفحات الناشطين المعارضين وصفحات التنسيقيات وخصوصاً في المنطقة الجنوبية على خلفية قيام «ألوية العمري» التابعة لـ«جبهة ثوار سورية» في جنوب البلاد بتصفية الناشط الإعلامي المعارض قيصر حبيب المقرب من قطر الأحد الماضي في حين كان يتلقى العلاج في مشفى عيسى عجاج الميداني بحجة أن محكمة غرز في درعا «تواطأت» مع حبيب المتهم بقتل متزعم ألوية العمري السابق النقيب الفار قيس القطاعنة
ما دفع ألوية العمري إلى «القصاص من المجرم المذكور ووأد الفتنة».
وبدأت القصة نهاية آب الماضي، وبحسب إحدى صفحات المعارضة على فيسبوك، فإن القائد العسكري لألوية العمري المقربة من السعودية القطاعنة المعروف بلقب أبو إسلام مع عدد من عناصره قاموا باعتراض قيصر حبيب في حين كان يقود سيارته في بلدة جلين بالريف الغربي لدرعا، ودار حديث ساخن بين الاثنين أبدى خلاله القطاعنة تحفظات شديدة على أسلوب عمل حبيب تحول فيما بعد إلى عراك بين مسلحي القطاعنة وحبيب ومحاولة هؤلاء وضعه في صندوق سيارتهم لكن الأخير قاوم بعد إطلاق رصاصات عليه ورد بالمثل فأصيب القطاعنة وأحد مسلحيه بجراح مميتة في حين جرح حبيب ونقل إلى المشفى لتلقي العلاج ثم تم تحويله إلى محكمة غرز.
وكتب أحد الناشطين الإعلاميين على صفحته على فيسبوك معلقا على خبر قتل حبيب في المشفى: «إذا صح الخبر فهذا سلوك جبهة حيوانات وليس جبهة ثوار»، وقال هذا الناشط: «مازالت المحاكمات (التابعة للمعارضة) في سورية تجري خارج إطار العدالة وتقوم بعض الجبهات بتصفية الحسابات تجاه النشطاء السلميين بعد زجّ تهم ما أنزل اللـه بها من سلطان تحت ذريعة تحقيق العدالة الإلهية وباسم الدين!».
وعلق آخر على خبر قتل حبيب بالقول: «طبعاً قتلوا هذا الخائن السافل لأنه هو من دبر قتل قطاعنة والمحكمة لليوم لم تحرك ساكنا».
وأوضح ثالث أن «أمر اعتقال قيصر حبيب تم من قبل محكمة غرز التابعة للجيش الحر وليست لجبهة النصرة، لكنه قضاء مهلهل هزيل ضعيف لا حول له ولا قوة ولا يستطيع الحكم بالقصاص من قيصر ولا حتى تبرئته، وفصائل من المفروض أنها القوة التنفيذية للمحكمة وحتى تلك التي تكفلت بحماية قيصر أثناء وجوده في المحكمة والعلاج إلى حين البت في القضية، تحابي وتتواطأ في غالب الأحيان وفق مصالحها، وثأر عشائري لا يمكن أن يموت مهما كانت الحلول».
وتابع: «الثأر العشائري لا يقتله سوى أمر واحد هو ثأر أهل القتيل بقتل الطرف الآخر بأيديهم حصراً»، مشيراً إلى احتمال نشوب «فتنة بين العشائر البدوية والحوارنة».
وأصدرت «ألوية العمري» الأحد بياناً حول ما قامت به وقالت: «بعد التواطؤ الفاضح والتراخي المقصود من محكمة غرز وتأخرهم الداعي للفتنة في المنطقة لمحاكمة المجرم قيصر حبيب، قمنا نحن ألوية العمري بوضع النقاط على الحروف والقصاص من المجرم المذكور آنفا ووأد الفتنة التي أن اشتعلت ستحرق كل ما حولها».
وفي المقابل أصدر المشفى الميداني المسمى بمشفى «الشهيد عيسى عجاج» بياناً الاثنين أوضح فيه ما تم وقال: إن «الجريح قيصر حبيب وصل إلى المشفى الساعة الواحدة ليلة الأحد محضراً من سجن غرز بحراسة حركة المثنى الإسلامية بالإضافة إلى عناصر المحكمة وهو بحالة صحية سيئة ويشكو من حصر بول منذ ثلاثة أيام مع عدم قدرة على المشي وترفع حروري، وبعد أن قبل في قسم الاستشفاء وفي نحو الساعة الثانية عشرة ظهر يوم الأحد، حضر إلى دار الاستشفاء عناصر من محكمة غرز يرافقهم أخو قيس القطاعنة بالإضافة إلى أبو شريف محاميد واطلعوا على صحة الجريح قيصر حبيب وذهبوا.
وتابع بيان المشفى الميداني الواقع في حي طريق السد بمدينة درعا: بعد ذلك بساعة قامت قوة عسكرية بمحاصرة قسم الاستشفاء بمضادات الطيران والرشاشات الخفيفة والثقيلة وتبين فيما بعد أنهم من عناصر ألوية العمري حيث قاموا باقتحام الاستشفاء بإطلاق نيران كثيفة أتى بعضها على باب الاستشفاء الحديدي واخترقته مما اضطر عناصر حرس الجريح قيصر إلى إلقاء أسلحتهم وبعد ذلك قام العناصر بالدخول إلى غرفة الجريح وضربه ومن ثم الاجهاز عليه وقتله بما يتجاوز الثلاثين طلقة.
وطالبت إدارة المشفى الميداني باتخاذ ما يلزم جراء هذا الحادث وقالت: نحن في مشفى الشهيد عيسى عجاج نشكو همنا ومصابنا إلى اللـه ومن ثم إلى أهل الحل والعقد، أن وجدوا، لمتابعة ما حصل بالمشفى واتخاذ الإجراءات اللازمة ومحاسبة من قام بهذا العمل ضمن المشفى المخصص لمعالجة الجرحى دون استثناء وليس لقتلهم.