عين العرب تشهد أعنف جولات القتال

عين العرب تشهد أعنف جولات القتال

أخبار سورية

الأحد، ١٩ أكتوبر ٢٠١٤

في أعنف موجة من المعارك التي شهدتها مدينة عين العرب الكردية السورية (كوباني)، تتواصل حرب الشوارع بين تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"- "داعش" الذي يحاول منذ أكثر من شهر السيطرة على المدينة ومقاتلي "وحدات حماية الشعب" الكردية الذين يقاومون بضراوة، مدعومين من طائرات الائتلاف الدولي التي تواصل غاراتها على مواقع التنظيم الإسلامي المتطرف.
وأفادت مصادر من داخل مدينة عين العرب و"المرصد السوري لحقوق الانسان"، اليوم، أن المدينة شهدت أعنف قتال منذ أيام الليلة الماضية، فيما هاجم تنظيم "داعش" المقاتلين الأكراد بقذائف "مورتر" وسيارات ملغومة.
وفيما سجل تنظيم "داعش" تقدماً جديداً في العراق خلال الأيام الأخيرة في مواجهة القوات الحكومية العراقية،  أعلنت القيادة العسكرية الأميركية للشرق الأوسط وآسيا الوسطى أن الطائرات الاميركية شنت يومي الجمعة والسبت 15 غارة على مواقع للتنظيم في سوريا و10 غارات أخرى على مواقعه في العراق.
وقال الجيش الأميركي، في بيان، إن غارتين استهدفتا "الجهاديين" قرب كوباني ما ادى الى "تدمير موقعين" للتنظيم الاسلامي المتطرف. ونفذت طائرات الائتلاف، ليل أمس، ثلاث غارات في عين العرب ومحيطها، ما تسبب بمقتل 15 عنصراً من "داعش"، بحسب "المرصد السوري لحقوق الانسان".
وفي تفاصيل الغارات الأميركية في سوريا، استهدفت غارة "معسكراً للدولة الاسلامية" في محافظة الرقة و"أوقعت فيه اضراراً". اما الغارات الاخرى فقد شملت احداها منطقة قرب دير الزور في شرق سوريا وكان الهدف منها "عرقلة موارد تمويل تنظيم الدولة الاسلامية عبر تدمير مراكز لانتاج النفط ونقله وتخزينه". ويعتمد تنظيم الدولة الاسلامية بشكل اساسي على بيع النفط لتمويل نشاطاته.
على الرغم من ذلك، تمكن التنظيم من التقدم قليلا في اتجاه وسط مدينة كوباني، بينما كان المقاتلون الأكراد ينجحون في استعادة بعض المواقع لجهة الشرق.
وأشار "المرصد السوري" الى ان تنظيم "داعش" تعرض لخسائر فادحة خلال الأيام الأخيرة.
وأورد المرصد أن جثث ما لا يقل عن سبعين مقاتلاً من التنظيم الاسلامي وصلت تباعاً خلال الأيام الأربعة الفائتة إلى المستشفى الوطني في مدينة تل أبيض في محافظة الرقة (شمال). وقد لقي هؤلاء مصرعهم خلال المعارك مع "وحدات حماية الشعب" في عين العرب.
كما قُتل في معارك، السبت الاحد، بحسب المرصد، 16 عنصراً من "داعش" وسبعة مقاتلين أكراد.
بدوره، أكد المسؤول الكردي في عين العرب ادريس نعسان، في اتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس" في تركيا، أن تنظيم "الدولة الاسلامية استقدم مزيداً من التعزيزات الى المدينة"، مشيراً الى "أنهم يهاجمون بضراوة، ولكن بفضل الضربات الجوية ورد المقاتلين الأكراد، لم يتقدموا".
وأكد أن التنظيم الاسلامي "استهدف المركز الحدودي والمباني المحيطة"، مشيراً الى انه "شن ليلاً هجوماً عنيفاً من شرق كوباني للوصول الى المعبر الحدودي، الا ان وحدات حماية الشعب ردت بقوة وصدته".
وأشار نعسان، أيضاً الى خمس غارات جوية شنها الائتلاف الدولي الليل الماضي في شرق وغرب وجنوب كوباني لدعم المقاتلين الأكراد.
ودخل مقاتلو التنظيم المتطرف المدينة في السادس من تشرين الاول، وباتوا يسيطرون على حوالى خمسين في المئة من مساحتها، يتقدمون بضعة أبنية أو يتراجعون منها بشكل يومي، بحسب سير معارك الشوارع التي يتميز بها المقاتلون الأكراد، بحسب خبراء.
وفي حال استولوا عليها بكاملها، فسيسيطرون على شريط حدودي طويل على الحدود مع تركيا.
وكانوا منذ بدء هجومهم في اتجاه عين العرب في 16 ايلول الماضي، سيطروا على مساحات شاسعة في محيط المدينة تضم عشرات القرى والبلدات. وتسببت المعارك بنزوح أكثر من 300 ألف شخص، عبر أكثر من مئتي ألف منهم الحدود الى تركيا.
إلا ان مئات المدنيين لا يزالون في المدينة، إما عالقين بسبب المعارك، وإما رافضين لمغادرتها.
ومنذ نهاية أيلول، نفذ الائتلاف العربي-الدولي أكثر من مئة غارة في عين العرب ومحيطها، بحسب الجيش الأميركي. الا أن غارات الائتلاف استهدفت أيضاً تجمعات ومواقع لتنظيم "داعش" في مناطق أخرى من محافظة حلب، والرقة (شمال)، والحسكة (شمال شرق). وبين الأهداف بنى تحتية ومصاف نفطية، تعتبر من "موارد تمويل" التنظيم الذي يعتبر أغنى التنظيمات الارهابية في المنطقة.
وفي العراق، قصفت القوات المسلحة الأميركية مواقع لتنظيم "داعش" قرب بيجي (200 كيلومتراً شمال بغداد) حيث توجد المصفاة الرئيسية للنفط في البلاد. كما قصفت خمسة مواقع في محيط سد الموصل الاستراتيجي (شمال) تسبب بتدمير آليات ومبنى للتنظيم.
وتحاول القوات العراقية جاهدة استعادة أراض استولى عليها التنظيم اعتباراً من حزيران، من دون ان تحقق نجاحاً. في المقابل، تمكن تنظيم "داعش" من تحقيق مزيد من التقدم خلال الأيام الماضية في محافظة الأنبار (غرب) التي باتت بنسبة ثمانين في المئة تحت سيطرته.