على من تقرع مزاميرك يا «علوش»..؟

على من تقرع مزاميرك يا «علوش»..؟

أخبار سورية

الخميس، ٢ أكتوبر ٢٠١٤

شاء زهران علّوش ان يقرع مزاميره في الغوطة الشرقية بعد ان بات يشعر بأنه يفقد السيطرة شيئاً فشيئاً. مزامير “علوش” الحربية لم تعد تجد بوصلة لها، فقائمة الأعداء لم تعد محصورة بالجيش السوري فقط أو بتنظيم “داعش”، بل تعدتها لتشمل كل ما يخالفه الرأي والموقف، وحتى التمركز في الميدان!.
مزامير “علوش” التي باتت تُقرع في الشرق والغرب لم تعد صالحة للاستمرار طويلاً، مع تحرك الجغرافيا أسفله والجغرافية الداخلية في المناطق التي يُسيطر عليها، كما الاخرى القريبة والتي يزحف نحوها الجيش السوري مستكملاً رسم المشهد القاتم لمستقبلة العسكري في المنطقة.
حوّل “علوش” الغوطة الشرقية في أشهرٍ قليلة إلى ميدانٍ للحرب والثأر من الجميع، حتى باتت حلبة مستباحة له.
الإستباحة هذه نتج عنها حالة النفور من أسلوبه، وأسلوب جماعته الاخذة بالنمو عبر البطش بالاخرين، وعبر عمليات الاغتيال والقتل التي أضحت سمة أساسية في الغوطة التي باتت “مشاعاً مباحاً” لـ “الشيخ زهران”.
الإنقلاب في المواقف لدى فئة واسعة من الكتائب المسلحة بات واضحة بعد ان اصبحت ترى فيه “طاغية” يجب الإقتصاص منه، الشعور هذا إنعكس على البيئة الشعبية التي لم تعد تحتمل لا “علوش” وفصيلة المسلح، ولا “داعش” التي عاثت فساداً قبله، ولا الجماعات المسلحة الساعية للنفوذ على حساب بعضها، مهتمة فقط بالقتال الداخلي.. فبات الاهالي يميلون إلى فكرة المصالحة كما يحصل في القرى القريبة من الغوطة وفيها.
يستشعر “علوش” الخطر هنا، فيقرع مزاميره في كل حدبٍ وصوب، يوجه ناره نحو فصائل متشددة من نفس الطينة شكلت حديثاً مبعثراً اوراقها عبر عمليات القتل والإعدام وتصفية قادتها، ومن جهة أخرى، يتوجه بعناصره إلى إنتحار جماعي كما حصل في “حرستا” قبل أيام، في الهجوم على المراكز الأمنية للجيش هناك.
جنون عظمة “علوش” يدفعه إلى فعل ما فعله “نيرون” من قبله الذي أحرق مدينة كي يشعل سيغارة، فتح “علوش” معارك على كل الجبهات، هذه المعارك لن تعود عليه إلا بالمآسي والكوارث، ليس فقط عليه، بل على منطقة واسعة يحتلها. في جديد عمليات الإنتحار الجماعي هو ما أقدم “جيش الإسلام” الذي يقوده “علوش” على فعله في “حرستا”، حيث حاول هذا الأخير الهجوم على النقاط الأمنية خصوصاً مبنى “المخابرات الجوية” محاولاً السيطرة عليه، من هجوم مباغة، إلى مجزرة حقيقة وقع بها المسلحون.
المدينة التي تعيش على أنغام المصالحة المزمع الإنتهاء منها وتوقيعها قريباً، إستفاقت على “غزوة علوش” التي تحولت إلى إنتحار جماعي بعد ان كشف أمرها. الهجوم الذي وضع له سيناريو “إنغماسي” و سيارات مفخخة مهمتها فتح ثغرات لمرور المقاتلين لم يفلح بعد ان تمّ تفجير السيارات قبل وصولها إلى أهدافها على بوابات مبنى “المخابرات”، تشظى المهاجمون بعد تفجير السيارات وبعثرة أوراق الهجمة ودخلوا في قتال جانبي عكس الخطة بعد ان وقعوا في الكمائن وتم إستدراجهم من قبل جنود الجيش السوري إلى مناطق مغلقة يصعب القتال فيها ما أدى إلى مقتل العشرات وإعقتال نخبة منهم!.
الإنتحار هذا الذي كان له وقعه الخاص على معنويات “دوما” أتى بعد أيامٍ من تغلغل الجيش السوري وزحفه نحو المدينة المعقل الرئيسي لـ “علوش”، التي تعد البلاط الملكي له. بات الجيش السوري اليوم بعد سيطرته على “عدرا العمالية” و المدينة الصناعية فيها، و “تل صوان” يتجه نحو “تل الكردي” الذي سيطر على نقاط حوله، ويتجه نحو “ميدعة” القرية الإستراتيجية مع “تل الكردي” بالنسبة إلى “دوما”.
تشير المعلومات المتوافرة، إلى انّ “علوش” فقد أعصابه طالباً من قادته فعل شيء لمنع سيطرة الجيش السوري على “تل الكردي” وبالتالي إسقاط “دوما” نارياً، فكان “التحرك” نحو “حرستا” مع قرع المزامير التي إنتهت بكارثة أخرى مع فشل الهجوم وسقوط نخبة من “مجموعات الإنغماس” في “جيش الإسلام” صرعى أو معتقلين بيد القوات السورية!.
على من تقرع مزاميرك يا علوش، كلمة يجب قولها، فالحرب المعلنة على الجميع خرجت عن سيطرة “علوش” نفسه الذي خلقه له عدوات متعددة، وبات عدو عدوه صديقه. الهزائم المتتالية لـ “جيش علوش” من المليحة حتى “جوبر” و عدرا” وغيرها دقت المسمار الأخير في نعشه العسكري المعدود في الأيام والليالي، بإنتظار الإنقلاب الأخير الذي تتوفر أرضيته يوماً بعد يوم.