شخصية من صقور 14 آذار في ضيافة دمشق؟!

شخصية من صقور 14 آذار في ضيافة دمشق؟!

أخبار سورية

الأربعاء، ١ أكتوبر ٢٠١٤

 هي ليست الزيارة الأولى لشخصية من فريق الرابع عشر من آذار للعاصمة السورية دمشق، ولكن تأتي زيارة شخصية مرشحة لرئاسة الجمهورية هذه المرة لتشكّل بحد ذاتها موقفاً معترفاً بشرعية النظام السوري، وبأنّ هذا النظام لم يفقد كلمة السر اللبنانية ولو خرج من لبنان منذ تسع سنوات، ولو أنه ما زال يواجه حربًا كونيةً عليه منذ ثلاث سنوات، بعكس ما كان يروّج فريق الرابع عشر من آذار وشخصياته طيلة الفترة الماضية وحتى اليوم.
وفي التفاصيل، فقد كشف مصدرٌ مطّلعٌ لـ"سلاب نيوز" أنّ شخصيةً سياسية تُعدّ من صقور فريق الرابع عشر من آذار، نتحفظ عن ذكر اسمها نزولاً عند طلب المصدر، زارت العاصمة السورية دمشق الأسبوع الماضي برفقة شخصية سياسية لبنانية، جالت فيها على عدد من المسؤولين السوريين الحاليين والسابقين، تناولت الغداء وعادت عن طريق المصنع إلى بيروت.
هذه الزيارة لم تكن وليدة ساعتها، بل إنها نتيجة إتصالاتٍ وتنسيق أجرتها الشخصية اللبنانية التي رافقت الآذاري إلى دمشق، حيث كان هو المبادر إلى طلبها وكعادتها لم تغلق دمشق أبوابها بوجه الشخصية شبه المعتدلة، هي التي لم تغلقها في السابق بوجه من اتّهمها بالجرائم وقام بتحقيرها.
في طريق عودته إلى بيروت، أقرّ الآذاري أنّ الدولة والجيش السوريين ما زالا الأقوى بفعل التأييد الشعبي، وأضاف أنّ معاداة النظام من قبل بعض اللبنانيين كان خطأً تاريخيّاً، وهو ما يجب أن يراجع فريق الرابع عشر من آذار نفسه عليه.
سمع الرجل في دمشق الكلام نفسه الذي يسمعه اللبنانيون في الإعلام "سوريا تشدّد على أنّ الإستحقاق الرئاسي هو لبناني بحت وأنّها تدعو الأطراف كافةً إلى الحوار للتوصّل إلى شخصية توافقية لانتخابها".
أُسمع الرجل في دمشق أيضاً أنّ أبواب العاصمة السورية مشرّعة أمام كل من يريد زيارتها، على أن لا تكون قد تلوّثت أياديه بدماء الشعب السوري. فبالطبع، كل من أرسل المقاتلين وجيّش بيئته على الذهاب والقتال في سوريا لن يكون مرحّبًا به، بل قد يكون في مراحل قادمة مطلوباً للقضاء السوري بجرم "قتل سوريين".
في الخلاصة، القلب السوري الكبير ما زال مفتوحاً للبنانيين الأصدقاء، وكذلك لأولئك الوصوليين، ولكن هذا القلب لا يعمل وحده، فاللّسان السوري يعلم كيفية إيصال رسائله، كما يتقن توقيتها فيما يتناسب مع مصالحه ومصالح حلفائه في الداخل اللبناني.
لن تكون هذه الشخصية آخر من يزور دمشق، ولكن سؤال يطرح نفسه مجدّداً وعند كل خطوة من هذا النوع، إلى أين أخذ فريق الرابع عشر من آذار البلاد طيلة الأعوام التي مضت؟