الجيش يكشف محاور “دومـا”.. ويُحاصر مسلحي “الدخانية”

الجيش يكشف محاور “دومـا”.. ويُحاصر مسلحي “الدخانية”

أخبار سورية

الاثنين، ٢٩ سبتمبر ٢٠١٤

يشهد حي “الدخانية” على أطراف دمشق معارك الربع ساعة الاخيرة في آخر أجزاء الحي الذي سيطر عليها مسلحون قبل نحو شهر.
وتقدم الجيش نحو الأطراف الشمالية مع إنسحاب المسلحين نحوه مع فرارهم من كافة الاحياء في البلدة. وتشير معلومات ميدانية إلى ان الجيش حصر المسلحين في هذا الجزء الواقع لجهة منطقة “وادي عين ترما” كاشفاً إياهم فيه.
فرار المسلحين وإنكفاؤهم إلى الجزء الشمالي أتى بعد سيطرة الجيش على كتل سكنية واسعة مع ضرب دفاعاتهم. ويركز الجيش عملياته في هذا الجزء مع إعتراف المعارضة بتراجع مسلحيها. “المرصد السوري” المعارض ذكر ان معارك عنيفة يشهدها أطراف حي “الدخانية” و “وادي عين ترما” بين قوات الجيش والمسلحين.
إندفاع الجيش نحو “الدخانية” كان سببه ايضاً الضربات وإنهيار المسلحين في وادي عين ترما التي كان تشكل إمتداداً لهم في الدخانية. الهجمات الصاروخية على أطرافها فضلاً عن الهجمات على الكتل السكنية ادت إلى توسعة رقعة سيطرة الجيش وتمدده وحصر المسلحين في الشمال.
وقد سقط في المعارك “الدخانية” عدداً من المسلحين عرف منهم رياض ابو سعيد قائد كتيبة “ابابيل الغوطة الشرقية” التابعة “لفيلق عمر”.
في هذا الوقت استعاد الجيش السوري الجناح اليميني لتلال القلمون، والظهير الجبلي للغوطة الشرقية، عبر سيطرته التامة على منطقتي عدرا البلد وعدرا العمالية، والتي حقق احتلالها منذ عام ونصف العام تقريباً صدمة بين السوريين المصطفين إلى جانب الدولة، وذلك لحجم المعاناة الإنسانية التي تركتها من جهة، وبسبب أهميتها الاستراتيجية من جهة أخرى، رغم أنها احتلت في يوم واحد فقط.
وقبل إعلان الجيش، في بيان السيطرة على منطقة عدرا البلد، عثرت مجموعة من جنود الجيش، على جثث أربعة أفراد من عائلة واحدة كان والدهم قد قام بقتلهم وتفجير نفسه مع إعلان «جيش الإسلام» سيطرته على المدينة فجر 11 كانون الأول العام 2013، وذلك لمنع وقوعهم أسرى بأيدي المسلحين.
وبعد تقدّمه الأخير يستعيد الجيش قدرته على كشف المنطقة الجغرافية المحيطة بدوما، كما قلبها السكني، ولا سيما بعد بسط نفوذه على تلة الكردي الاستراتيجية. إلا أن معركة دوما تبقى الأكثر تعقيداً، بسبب كثافة المدينة السكانية من جهة، ووجود مئات المخطوفين من مدينة عدرا كرهائن من جهة أخرى.
وفي السياق ذاته، أعلنت قيادة الجيش، أمس الأول، أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة، بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية، أحكمت بعد سلسلة عمليات مركزة ودقيقة سيطرتها الكاملة على مدينتي عدرا البلد وعدرا الجديدة في ريف دمشق، وأعادت الأمن والاستقرار إليهما بعد استعادة السيطرة على مدينة عدرا العمالية ومجموعة المعامل والمنشآت الصناعية والمزارع المحيطة».
مصدر عسكري أكّد لصحيفة «الأخبار» أن «وضع المسلّحين في دوما وجوبر وحرستا غاية في الارتباك، إذ إن الأجزاء الشمالية من الغوطة الشرقية باتت تعاني من نقص في العدد والعتاد نتيجة تطويق الجيش لها من عدّة جوانب، وهي جوبر وعدرا وعمق الغوطة من جهة المليحة». وتوقع المصدر «أن تشهد الأيام المقبلة اختراقات جديدة لجيش في عمق الغوطة وشمالها، وصولاً إلى عزل البلدات الشمالية عن تلك الجنوبية». وذكرت مصادر عدّة أن القيادي في «جيش الإسلام» محمد المبارك، الملقب بـ«أبي حسن»، قُتل أثناء تلك الاشتباكات.
وقد شهد محيط دوما من جهة سجن عدرا معارك عنيفة بين الجيش والمسلحين، إعترفت فيها المعارضة السورية التي وصفتها بـ “المعارك العنيفة وسط محاولات الجيش للتقدم”.