مخطط إقامة ثلاث مناطق عازلة لحصار سورية..ناقوس الخطر يدق: لا بد لنا من استعادة الرقة وإلاّ تم تقسيم سورية..!

مخطط إقامة ثلاث مناطق عازلة لحصار سورية..ناقوس الخطر يدق: لا بد لنا من استعادة الرقة وإلاّ تم تقسيم سورية..!

أخبار سورية

الأحد، ٢١ سبتمبر ٢٠١٤

ماذا علينا ان نفهم من كل ما يجري خاصة بما يتعلق بقضية داعش وما الذي تسعى اليه القوى الصهيونية الكبرى من وراء "لعبة خلق داعش في الرقة" و السر وراء اعلانهم المزيف عن نيتهم "مسافحة داعش" عفوا نقصد "مكافحة داعش"
أي خدعة هذه التي التي يلعبونها ويسوقونها وماذا يمكننا ان نفعل لنبطل مفعول مخططهم الشيطاني الجديد المتعلق بسوريا؟
في الواقع كل ما يحدث هو مجرد تغيير في التكتيك الصهيوني للوصول الى الهدف الرئيسي الذي عجزوا عن تحقيقه في السابق عبر مؤامرة " الثورة" و مؤامرة " الكيماوي" ومؤامرة “حماية الشعب السوري من النظام القمعي الفاسد" ألا وهو هدف "تقسيم سوريا" وإقامة دويلة يتم تسليمها شكلياً الى “المعارصة" لتكون تمهيداً لإفناء سوريا في مرحل تالية قد نعيشها نحن او الجيل الذي يلينا
ثلاث مناطق عازلة يحاصرون بها سوريا سياسياً و عسكرياً ان نجحوا فمن الشمال سوريا أعلنت تركيا انها تريد منطقة عازلة على حدودها الجنوبية مع سوريا بذريعة حماية نفسها من خطر داعش اما الحدود الشرقية لسوريا فقد أوكلت لداعش مهمة التمهيد لخلق المنطقة العازلة فيها تحت غطاء دولي وهو الامر الذي نحن بصدد الحديث عنه واستقراء تكتيك الأعداء لتنفيذه و معرفة المراد من وراءه ويبقي الكيان الصهيوني على الحدود السورية الجنوبية يسعى عبر داعشيوا جبهة النصرة ومن تبعهم من خونة سوريين مما يسمى الجيش الحر لخلق منطقة عازلة في القنيطرة والجولان
بشكل الاستراتيجية الشيطانية الجديدة وبذريعة “مكافحة الإرهاب" فقد تم تخطي عائق الفيتو الروسي ولم تعد القوى المتآمرة بحاجة لتمرير قرار تشكيل حلفها وتوجيه ضربة عسكرية في عمق الأراضي السورية الى تفويض من مجلس الامن لأن هناك عدد من قرارات صدرت عن مجلس الامن تتعلق ب "محاربة الإرهاب" نذكر منها
1373 (2001) and 1624 (2005) 1535, 1373 (2001), 1377 (2001) and 1456 (2003)
الفرق ان الحلف الصهيوني الجديد يضرب عرض الحائط بجزئية صغيرة متعلقة بالقوانين الأممية السابقة و هو "ضرورة احترام سيادة الدول" حتى لو كان الامر يتعلق بمكافحة الإرهاب و هي الجزئية التي تتمسك بها روسيا و الحكومة السورية و تذكّر الدول المتحالفة بها عبر وزير خارجية روسيا و هي جزئية قد تكون الفرق ما بين "مكافحتهم داعش" و "مسافحتهم داعش" ناهيك عن ان الدول المتآمرة و بدون أي شك و حسب كل الخبراء العسكريين المحايدين ستقوم باستهداف القوات السورية النظامية تارة بحجة الخطأ و أخرى بذريعة حماية المدنيين
أي على الجميع ان يعلموا ان لا صحة لكل ما يقال عن ان اعداءنا استسلموا ورضوا بالهزيمة والفشل في تحقيق أهدافهم او انهم حقاً ضاقوا ذرعا ً بداعش او انها خرجت عن سيطرتهم فطالما إسرائيل في مأمن منها فهي تحت السيطرة
كما قلنا وكررنا في السابق افناء سوريا هو "هدف استراتيجي" لهم وليس مجرد سياسة وعلى نتائجه تبنى الصهيونية المراحل القادمة لمخططاتهم الشيطانية للعقود والقرون القادمة وهم حتى الآن فشلوا في تحقيق الهدف الأساسي ولم يستطيعوا الوصول اليه عبر التكتيكات السابقة فتم التحول الى الاستراتيجية التنفيذية الجديدة التي نراها اليوم وتم اعتماد تكتيكات جديدة تلعب "داعش" دوراً اساسياً فيها فمحاربتها هو العنوان العريض اليوم وهي الذريعة وهي الحجة الجديدة ولكنها ابداً ليست الهدف فداعش مثل القاعدة وفرت لهم الذريعة لاحتلال أفغانستان والعراق والامر هو تكرار لنفس السيناريو مع تغيير بسيط في الحيثيات
لا يزال اعداءنا بعد أربع سنوات على بدء تنفيذهم المخطط ضد سوريا عالقون في المراحل الأولى وغير قادرين على تقسيم سوريا اوخلق دويلة لعملائهم
ومهمتنا نحن ان نستبق و نمنعهم وان لا ننتظر حتى تبلغ الأمور أكثر تعقيداً
ربما المنطقة العازلة على الحدود لتركية و الأراضي المحتلة هي للالهاء و الاشغال و التفاوض و ربما يتخلوا عن إقامة مناطق عازلة على الحدود ( الشمالية و الجنوبية) فهما اكثر صعوبة في التحقيق من الثالثة فالنظير لسوريا في الاوليتين هي "دول" يمكن جدالها او ادخال حلفاء سوريا في القضية و لكن الثالثة مجرد ميليشيات إرهابية تسيطر على الانبار العراقية و بالتالي فالمنطقة الشرقية من سوريا (الرقة ) تتوفر فيها كل مقومات نجاحهم في إقامة منطقة عازلة (حتى الان) بعد ان نجح الموساد عبر داعش في السيطرة عليها بالكامل و هي المنطقة الحيوية والهامة لسوريا وبهذا الواقع أصبح ظهر "دولة الإرهاب في العراق و الشام" محمياً من الانبار العراقية التي هي ممرا لا ينضب للإرهابيين ولسلاحهم بالإضافة الى ان مع وجود داعش في الرقة تم خلق مركزا دائم للاستخبارات الغربية والموساد في عمق سوريا تسيطر على سد الفرات ومدينة الطبقة ما يعني حرمان سوريا و شعبها من مخزون القمح الهائل و الماء الذي كانت الرقة ترفده
و كذلك لا ننسى حقيقة احتواء الرقة لآبار نفط كبيرة فالرقة لوحدها كانت مصدراً لثلاثمائة و ثلاثين الف برميل نفط يومي قامت جبهة النصرة و بالتعاون مع بعض العشائر الرقاوية الخائنة باستخراجه و سرقته و بيعه اثناء الازمة
بقي ان نعرف ان منطقة الانبار العراقية المجاورة للرقة والتي تسيطر عليها القاعدة وداعش كانت تعتبر ممرات ومعابر تصل عبرها كل أنواع المساعدات الإيرانية لسوريا ولحزب الله وتم قطعه
لا شك ان القمح السوري و النفط السوري و العراقي سيذهب الى إسرائيل و ليس الى داعش و هو ما سيحقق لها اكتفاء ذاتي و يغنيها عن المساعدات الأميركية التي كما اشرنا في مقال سابق تعتبرها اسرائيل عائقاً و اداة ابتزازا لإسرائيل يعيق مخطط الصهيونية في اقامة "مملكة إسرائيل"كان لا بد من إيجاد بديل عنه في القرن الواحد و عشرين و ها هو يتحقق
لكن ايضاً علينا ان نعلم ان داعش هي مجرد وسيلة و أداة و ليست هدفاً أي ان الامر لا ينتهي عند ذاك الحد و عندما يخلقون داعش فذلك لكي يحققوا من خلالها أهدافهم أي ان دفعهم داعش لاعلان دولتها "الخرافية" عفواً "الخلافية "في الانبار و الرقة هو تمهيد لسرقة الثروات التي تسيطر عليها و من ثم لاعلان محاربتها و من ثم تشكيل قوات محلية تابعة للصهيونية تحل محلها و بعد عدة مسرحيات قصف و بروباغاندا "محاربة الإرهاب" في المنطقة ثم يتم اعلان "الانتصار الجزئي على داعش" و دفعها الى منطقة أخرى مدروسة سلفاً لتكمل مهمتها (الخليج) ولكن ليس قبل زرع بديل عنها في المنطقة التي تنسحب منها و لو بشكل جزئي و بالنسبة لسورية فالبديل هم من يسمونهم "المعارضة المعتدلة" او "قوات المعارضة المعتدلة" الذين اعلنوا انهم سيدربوهم و الذين قد يكونون أيا كان فلا احد يعلم من هم هؤلاء "المسلحون المعتدلون" و لا ما قوامهم و لا مقياس الاعتدال الذي تم اسقاطه عليهم و لا من يقودهم فقد ابقت القوى الصهيونية كل ذلك مبهماً و يجري تحت اسم او عنوان اعلامي عريض "معارضة معتدلة" و بقيت التفاصيل غامضة ليضموا من يريدون من سفلتهم و خونة سوريا و عملاءهم السوريين و العرب و حتى جبهة النصرة و لكن هذه المرة تحت اقنعة و أسماء جديدة
الحل بالنسبة لنا واحد لا ثاني له "لا بد ان نستعيد الرقة"
لا بد ان نحررها و نطهرها و ننشر قواتنا او قوات دفاعنا الوطني فيها قبل ان يزرعوا فيها مسلحيهم "المعتدلون" فيها
حتى ولو استعدنا الرقة ركاماً ولم يبقى فيها حجر على حجر لا بد ان نقتل كل من فيها من ارهابيي داعش ولو اضطررنا الى قصفها بكل ما لدينا من صواريخ مدمرة و طيران حربي لا بد ان نفني عملاء الموساد في الرقة ونبيدهم عن بكرة ابيهم قبل فوات الأوان وقبل ان تعلن الولايات المتحدة والحلف الجديد انهم من طرد داعش لان ذلك كما قلنا ستبعه زرع قوات يقومون بتدريبهم حالياً وقد وافق الكونغرس على تمويل المخطط بنسبة ثمان و ثمانين بالمئة ما يعني ان إسرائيل كانت و راء القرار و من لا يعلم الكيفية التي يعمل بها الكونغرس الأميركي فعليه ان يعلم انه حين يكون امر لإسرائيل يد فيه او مصلحة فلا يجرؤ حد ممن يسعى لمستقبل سياسي في اميركا ان يقول لا و قد تعودنا على الامر و حفظنا الدرس و المعادلة و الأمثلة كثيرة
لقد نوهنا ان على الجميع ان لا ينخدعوا حين تضحك الولايات المتحدة الأميركية لنا او يعتقد أحد للحظة ان اعداءنا عجزوا او استسلموا او انهم ركنوا الى ان سوريا انتصرت وطالماً ان نصرنا ليس ساحقاً ماحقاً فسيعيدون الكرّة
لا وقت للسياسة و لا للمناورة و لا للمماطلة فأعداءنا على قاب قوسين او ادنى من مرحلة ما بعد داعش فقد تم تخريج اكثر من تسعة الاف من الإرهابيين الجدد ممن اطلقوا عليهم اسم "معارضة معتدلة" و سيتبعهم خمسة الاف آخرين و هؤلاء ما هم الا جزء من القوة البرية التي ستنوب عن قوات الحلف و حكومة الاعتلاف لتسليمهم إدارة الرقة و دير الزور (إن نجحت داعش في السيطرة عليها لاحقاً) لتقوم بعد ذلك إقامة دويلة المعارصين فيها و يتم تقسيم سوريا و زرع كيان غريب سرطاني صهيوني الانتماء و الهوى و التبعية فيها يمهد لكي يقضي على سوريا لاحقاً انطلاقاً منها
وهذا ما يجب ان نمنع حدوثه و سمنعنه بكل قوة