تفاصيل العملية الامنية للجيش السوري في جرود الطفيل

تفاصيل العملية الامنية للجيش السوري في جرود الطفيل

أخبار سورية

الأحد، ٣١ أغسطس ٢٠١٤

هي معارك صامتة.. يتقدّم فيها الجيش السوري بشكل هادئ وتكتيكي، حيث يحبط محاولة المسلحين التسلل، وينجح في نصب الكمائن على مساحة تلك الجرود الجبلية، إنها معركة جرود القلمون.
جبال ومنحدرات قاسية ومرتفعات، تتطلب أسلوباً مختلفاً وتكتيكاً جديداً يتماشى والطبيعة الجغرافية للمنطقة. وعلى الرغم من صعوبة التقدير، وضيق أفق الرصد في مثل هذا الواقع الجغرافي، الاّ انه كان للجيش السوري وحلفائه القدرة على تخطي تلك العقبات، من خلال التقاء الجهود الامنية والعسكرية، وقلب قدرة المجموعات المسلحة المتمركزة في المغاور والكهوف على المباغتة، واستخدام سلاح تكتيكي جديد وهو اسلوب المباغتة في تلك الجبال، مع القدرات العالية والمنظمة على التمويه واستثمار الطبيعة الطبوغرافية للأرض. هذه القدرات الاستطلاعية للجيش السوري أثمرت عدّة عمليات ناجحة، كان إحداها _والتي حصلت مؤخراً_ إنقاذ لبنان من كارثة ارهابية حقيقية.
حاولت المجموعات المسلحة إخفاء مواقعها ومعسكراتها في جرود القلمون، فاستخدمت الموانع الطبيعية، ما دفع الجيش السوري الى إنشاء وحدات عسكرية متخصصة بالرصد، لكن ليس الرصد الكلاسيكي، بل الرصد من خلال اختراق مواقع العدو، ما أدّى الى وفرة بالمعلومات الامنية والعسكرية عن تلك المجموعات. وبعد العمل الدؤوب، أحرز الجيش السوري تقدماً واسعاً على الجهة الشمالية لجرود بلدة الطفيل السورية، حيث تم استهدف أكبر مصنع لتفخيخ السيارات بالرماية عن بعد ومن ثم بالاقتحام المباشر، وهو ما أدّى الى تدمير5 سيارات كانت معدّة للتفجير، كما تمّ مصادرة 3 طن من المواد المتفجرة كانت مخبأة داخل إحدى المغارات، كما عثر على معمل يحتوي على مخرطتين لتصنيع القذائف والمدافع والعبوات.
ويعدّ هذا الانجاز الامني والعسكري الأهم بعد اكتشاف معامل مماثلة لتفخيخ السيارات في يبرود السورية، لاسيما وأن المنطقة مفتوحة على الأرضي اللبنانية وتحديداً على بلدة بريتال.
وفي المعلومات، ان عناصر “داعش” المنتشرة في جرود القلمون، كانت تخطط لاقتحام احد حواجز الجيش المنتشرة بالقرب من الحدود السورية، بعربة “بي ام بي” محملة بكميات كبيرة من المتفجرات، ومن ثم تقوم تلك السيارات المجهزة بالمتفجرات بالعبور الى داخل لبنان، واستهداف أكثر من بلدة لبنانية وبعض المناطق السورية في نفس الوقت.
هذا العمل الامني الدقيق جاء نتيجة تطوير الجيش السوري تكتيكاته العسكرية، ومن خلال جهد أمني وعسكري متواصل، والنجاح في اعتقال عدد من الاشخاص المقربين من “ابو مالك التلي” وهو أمير “داعش” في منطقة القلمون، كما جاء بعد نجاح وحدات الاستطلاع وقدرتها العالية على التحقق من المعلومات المتوفرة، عبر تسللها نحو مواقع المجموعات المسلحة ورصدها والعودة بالمعلومات الدقيقة لقيادة العمليات العسكرية.
إن نجاح وحدات الكمائن والمرتبط بعمل وحدات الرصد التي تشكل العين المتقدمة للضربات الناجحة للجيش السوري، والتي تطوي الجبال والهضاب في القلمون للعودة بانتصارات تكتيكية على الطبيعة الجغرافية القاسية في جرود القلمون، ما يعني الاقتراب من تجفيف كل منابع الارهاب الذي يستهدف لبنان كما يستهدف سوريا في ذلك المحور.