تكتيك الجيش السوري لـ «إنهيار المسلحين» في الغوطة الشرقية

تكتيك الجيش السوري لـ «إنهيار المسلحين» في الغوطة الشرقية

أخبار سورية

الجمعة، ٢٩ أغسطس ٢٠١٤

يلجأ الجيش السوري إلى تكتيك عسكري في الغوطة الشرقية يسعى من خلاله لإجبار مسلحي المنطقة على الانهيار ومن ثم ينقض عليهم في عملية عسكرية واسعة.
التكتيك هذا يظهر من خلال اسلوب الروتين العسكري الحالي في المنطقة حيث يلجأ الجيش لتنفيذ ضربات مكثفة ومركزة على البلدات التي تشكل ثقلاً للمسلحين مستهدفاً مواقع رئيسية وأهدافاً أساسية من مقرات ومواقع ونقاط دفاع بالاضافة إلى إستهداف قادة وتحركات وتجمعات.
وعلى مدى ما يقارب الاسبوع بعد سيطرة الجيش على بلدة المليحة المحورية، تنشط مدفعية وراجمات صواريخ بالاضافة إلى سلاح الجو بدك أهدافاً مدرجة ضمن بنك أهداف يُعدّل بشكل دوري عند الحاجة من خلال عمليات الرصد. هنا يبرز دور طائرات الاستطلاع التابعة للجيش السوري او تلك التابعة لحزب الله والمجيرة في خدمته والتي تسلّط عينها على قرى الغوطة الخاضعة لسيطرة المسلحين، مهمتها إستقاء وإنتقاء الأهداف بعناية، هذه الاهداف التي تُمرّر صورها وتفاصيلها وأحداثياتها إلى غرفة العمليات الموكل إليها مهمة وضع الاهداف ضمن البنك أو إستهدافها فوراً. عمل هذه الطائرات لا يقتصر على البحث عن أهداف بل تتبع تجمعات المسلحين التي يتم إستهدافها فوراً.
ميدان الجيش الحالي هو القرى العليا من الغوطة كما الملاصقة لـ “المليحة” تستهدف الصواريخ وقذائف المدفعية والغارات قرى “عين ترما، سقبا، دوما، جسرين، زبدين، عربين، مرج السلطان” بالاضافة إلى “زملكا ووادي عين ترما، حتيتة الجرش، دير العصافير”. وتفيد مصادر “الحدث نيوز” ان ضربات الجيش السوري في هذه القرى حققت أهدافاً رئيسية تمثلت بتدمير دفاعات وتجمعات مسلحة ومواقع ومبانٍ بالاضافة إلى مرابض مدفعية وغيرها.
واضافت المصادر ان “هذا يندرج ضمن خطة الجيش التي يعمل عليها وهي توجيه ضربات حساسة تؤدي إلى تحقيق نقاط في مشروع إجبار المسلحين على الإنهيار أو توفير الفرص العسكرية الملائمة لهذا الانهيار الذي يُعمل عليه عبر زيادة الضغط العسكري والحصار”.
وتعتبر ان الطريق ممهدة حالياً إلى هذا الهدف رغم انه طويل وشاق وذلك من خلال شعور المسلحين بالحصار وعدم القدرة على الحركة العسكرية براحة كما في السابق. ما زاد من إستياء المسلحين العسكري هو العملية العسكرية التي بدأها الجيش على محور “زبدين – دير العصافير” إلى الجنوب الشرقي من المليحة. تهدف هذه العملية إلى تأمين منطقة مزارع وبدين و دي والعصافير المتصلتان بالمليحة والحد من حركة المسلحين العسكرية هناك حيث يعتبر هذا المحور من أشد المحاور التي تشهد حركة لهم عدا عن كونه معبراً اساسياً نحو محاولات التقدم إلى المليحة.
تشير المصادر العسكرية أنها وفي حال تمت السيطرة على هذه المزارع يكون الجيش قد وجه صفعة قوية لمشروع إستعادة المبادرة للمسلحين ويكون قد أغلق عليهم منفذاً اساسياً يسعون من خلاله إلى إعادة التموضع في الغوطة عبر محاولة السيطرة مجدداً على المليحة، من جهة، ومن جهة واخرى يكون الجيش قد بات على مقربة من زبدين و دير العصافير عسكرياً يسمح له ذلك بإسقاط الدفاعات والبدء فور سماح الفرصة بالتقدم العسكري نحوهما.
الغارات الكثيفة كما إستهدافات الجيش بات ينعكس على حال الاهالي في قرى الغوطة، هؤلاء باتوا يدركون ان “المصالحة” التي يعمل عليها في العديد من المناطق هي الحل الوحيد للانتهاء من حالة الفوضى والحرب. هؤلاء يشكلون عامل ضغط ثانٍ على المسلحين داخل الغوطة وهم يستطيعون الضعط بإتجاه إجبارهم على الخضوع لمطالب المصالحة التي تطرحها الدولة، اي ان الضغوط تزيد من عامل إنهيار المسلحين داخل مناطقهم.
ميدانياً، نفذ الجيش السوري إستهدافات على محور عربين وزملكا ووادي عين ترما نجم عنها مقتل إرهابيين وإصابة آخرين.
وفي موازاة ذلك دكت وحدات أخرى من الجيش أوكارا للإرهابيين في بلدات حتيتة الجرش وزبدين وجسرين وقضت على العديد منهم ودمرت أسلحتهم وذخيرتهم مع تحقيق تقدم باتجاه مزارع بلدة دير العصافير حيث تم مقتل وإصابة 15 إرهابيا مما يسمى تنظيم جيش الإسلام من بينهم حسن الجزائري وقاسم أمين.
في هذا الوقت شنت مقاتلات الجيش غارات على “دوما، جسرين، دير العصافير، زبدين”، بالاضافة إلى مزارع دوما.