المصالحة الوطنية تستكمل في قرى وادي بردى.. و’النصرة’ تفقد موقعاً استراتيجياً لها في الزبداني

المصالحة الوطنية تستكمل في قرى وادي بردى.. و’النصرة’ تفقد موقعاً استراتيجياً لها في الزبداني

أخبار سورية

الجمعة، ٢٢ أغسطس ٢٠١٤

لم يتوقف قطار المصالحة الوطنية في سوريا. بلدات ومناطق جديدة تنضم الى عمليات الترميم الاجتماعي واعادة التشبيك التي تعتمدها الدولة لاخراج الكثير من المناطق من دائرة الاشتباك.
هذه المرة انطلقت المصالحة من منطقة وادي بردى في ريف دمشق، وتحديداً بلدة بسيمة والتي أثمرت المساعي الرامية للوصول إلى تسوية فيها، عن صياغة مسودة اتفاق بين الجيش السوري ولجنة المصالحة الوطنية والاهالي. الاتفاق يعتبر شبيهاً بالاتفاقات التي أبرمت في مناطق مختلفة من دمشق وريفها، حيث نص على تسوية أوضاع المسلحين الراغبين بعد تسليمهم لأسلحتهم الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، واخراج عدد من المعتقلين، فيما قامت الجهات المختصة باصدار كف بحث قضائي عن قرابة 300 مسلح، ومنع ملاحقتهم، في حين استلمت لجنة المصالحة الوطنية مفتاح نفق بسيمة العائد لمؤسسة مياه عن الفيجة، هذا النفق الذي تمر من خلاله مياه الشرب من نبع عين الفيجة الشهير، نحو قلب العاصمة ومختلف احياء الريف. وتعتبر لجنة المصالحة هي المسؤولة عن أي عمل امني داخل النفق.
في الوقت نفسه قام الجيش السوري بادخال المساعدات الغذائية الى داخل البلدة، وتم توزيعها على الاهالي في الداخل. في حين ستعمل لجان الخدمات في المحافظة على اعادة جميع الخدمات للبلدة في وقت قريب تمهيداً لعودة الاهالي والحياة لتلك القرية.
وفيما قدم الجيش السوري جميع التسهيلات اللازمة لنجاح المصالحة في تلك البلدة والتي ستساهم بشكل كبير في نجاح المصالحة في بلدات وادي بردى بشكل كامل، سيكون للمصالحة في بلدة بسيمة الصدى الواسع في جميع قرى وادي بردى، التي تنظر بترقب اتمام المصالحة وبروز نتائجها، في خطوة تعتبر من الاهم في تلك المنطقة، التي شهدت عمليات عسكرية واسعة بعد استخدام المجموعات المسلحة لانفاق جر المياه الى داخل دمشق وريفها، لنقل السلاح والمسلحين، بالاضافة الى التأثير على امدادات المياه الى قلب العاصمة، وتلويثها في وقت آخر، والوصول الى قطعها عن سكان العاصمة.
وتمتد منطقة وادي بردى من خط سير نهر بردى من منبع النهر عند البحيرة في الجبال شمال غرب مدينة دمشق، ويسير بين الجبال وصولا إلى منطقة ربوة دمشق. وتشكل المنطقة أهم مناطق تهريب السلاح والمسلحين الى الريف الدمشقي من الحدود اللبنانية، نظراً لقربها الشديد من تلك الحدود بالاضافة الى امتدادها نحو جرود سرغايا والقلمون. وتعتبر بلدة بسيمة، جزء من وادي بردى الواصل حتى الزبداني، وتشكل نقطة عبور مهمة للمجموعات المسلحة القادمة من الجرود الجبلية وعلى امتداد نهر بردى وتفرعاته.
النجاح العسكري الذي يحققه الجيش السوري اضافة الى انعدام الأفق أمام المجموعات المسلحة عجل في التوصل الى الاتفاق في بلدة بسيمة
ففي جهة الجنوب منها، تقع بلدة "جديدة الوادي" والتي تعتبر البوابة الرئيسية لقرى الوادي نحو دمشق، وبالقرب منها قرية هريرة وهي من اكثر المناطق لتواجد المسلحين، أما الجهة الشمالية لوادي بردى والذي يعتبر المحور الوحيد المستخدم من قبل المسلحين، للتنقل نحو جرود القلمون ومناطق  محيطة بالزبداني، واشهر تلك المعابر المستخدمة من المسلحين  طريق "إفرة - دير مقرّن". ما يعني قطع طرق الامداد القادمة من الحدود اللبنانية نحو الداخل السوري من محور الزبداني وسرغايا، بالاضافة الى قطع الامداد وطرق التنقل على المسلحين في منطقة جرود سرغايا وامتدادها حتى جرود القلمون، واطباق الحصار عليهم بشكل شبه كامل، وتأمين محيط مناطق كقدسيا والهامة ومنطقة دمر من المجموعات المسلحة، بالاضافة الى زوال خطر تلويث مياه نبع عين الفيجة الاستراتيجي، وضمان وصول المياه الى احياء دمشق.
يذكر أن النجاح العسكري الذي يحققه الجيش السوري بالاضافة الى انعدام الأفق أمام المجموعات المسلحة، عجل في التوصل الى الاتفاق في بلدة بسيمة، والذي سيساهم أيضا في لجوء المطلوبين الفارين الى قرى البقاع اللبناني للعودة و تسوية أوضاعهم، بعد كف البحث عن الكثير من المسلحين في منطقة وادي بردى وبسيمة.