الربع ساعة الأخيرة هي الأصعب .. ميليشيات علوش: «هُزمنا بالحرب»

الربع ساعة الأخيرة هي الأصعب .. ميليشيات علوش: «هُزمنا بالحرب»

أخبار سورية

الأربعاء، ٢٠ أغسطس ٢٠١٤

بينما بدأ غبار معارك المليحة ينقشع “ببطئ شديد”، بدء عناصر الميليشيات “الناجين” من معارك الـ 24 ساعة الأخيرة في البلدة وهم قلّة، بالاعتراف بضراوة المعارك أمام الجيش العربي السوري، حيث لايشغل ذاكرتهم إلا صوت ذاك “الضابط الميداني” الذي بشّرهم قبل “15 دقيقة” فقط عبر جهاز اللاسلكي بأن المسافة بينه وبينهم باتت قريبة، وأنه لايريدهم أمواتاً .. بل “سيخضعهم أحياءً خلال لحظات”.أحد عناصر “لواء الإسلام” وهو مصاب برصاصة في الفخذ، قال لمصدر عربي برس في دوما، قبل انسحابنا “المفاجئ والسريع” من مزارع المليحة، كنّا 60 عنصر في مجموعة واحدة، وكنّا نعتقد أن باقي الفصائل على الجبهات الأخرى في المليحة تحقق تقدّماً قوياً باتجاه أماكن تمركز قوات النظام، فالشيخ «زهران علّوش» كان قد أكد لنا قبل ثلاث أيام أن قوات النظام تندحر أمام قواتنا، لكن ماكان يحصل على الأرض كان العكس تماماً، لقد هُزمنا بـ”السلاح الأبيض”.
مصدر عربي برس في دوما يؤكّد أن من بين الـ60 مقاتل التابعين لـ«زهران علّوش» وصل إلى دوما فقط 4، وجميعهم مصابين، طبعاً الـ60 مقاتل هم مجموعة فقط من بين مئات المقاتلين المحاصرين من قبل وحدات الجيش، الذي استطاع الالتفاف عليهم وضربهم في تحصيناتهم، ومن ثم فتح ثغرة أمامهم ليمضوا باتجاه الكمائن المتقدّمة للجيش السوري، وهنا كان مقتلنا جميعاً، يقول أحد عناصر «علوش».ويضيف المصدر نقلاً عن المقاتل قوله: “ذاكرتي لا تسعفني كثيراً.. فما حصل كان سريعاً وكان عناصر الجيش يتقدّمون باتجاهنا بسرعة كبيرة، خلال لحظة كانوا فوق رؤوس الجميع، لكن قبل ذلك وأثناء مراقبتنا لتحرّك قوات “النظام”، تفاجئنا بصوت أجش قادم من “جهاز التيترا”، يقول لنا “لاتهربوا .. ربع ساعة ورح تكونوا بين إيدينا عايشين .. مابدي ياكن ميتين”، لقد ذهلنا .. إنه صوت أحد القادة في الجيش السوري، يقول المقاتل، “إنه يتحدث بثقة شديدة، إنه يعرف أين نحن وكم عددنا.. حتى بدأنا نشك بأنفسنا.. كلامه جعلنا نشك بكل شيء.. إننا سنقتل .. لقد عرفنا حينها أن أجلنا اقترب وأن الشيخ «علوش» لم يكن يقل لنا الحقيقة” فقررنا الهرب ولكن دون فائدة .. لقد قتلت المجموعة في أول كمين بينما هربنا نحن الأربعة .. لانعرف كيف وصلنا ..”.مصدر عربي برس قال إن المقاتل يحاول ما استطاع أن ينسى ماحصل معه، فهو يدخّن كثيراً.. وكثير الشرود. يصمت المقاتل لحظات ثم يتابع، “في البناء المحاذي لمكان وجودنا، رأينا كيف دخل عناصر الجيش والأمن إلى المبنى، عناصرنا التي كانت تتحصن في المبنى لم تستطيع التنفس، فالجيش كان أسرع منهم والقتال كان بـ”حراب البنادق” وليس بالرصاص، لم نسمع رصاص أو صوت انفجار قنابل، لم نكن نسمع إلا الصراخ والتكبير، وبعد لحظات خرج عناصر الجيش ومعهم “أسرى”، لم أعدهم لكنهم ليسوا بالقليل، الجيش كان أقوى منّا، ونحن كنّا منهكون .. لقد كنّا نموت ببطئ”.في سياق متّصل، يؤكّد مصدر عربي برس في المدينة المحاصرة، أن الأهالي اتفقوا على توزيع منشورات تحض ميليشيات «علّوش» و”أبو علي خبية” لإخلاء المدينة بـ”الحسنى” وإلا سيتم التصعيد وأن الوقت حان لدخول الجيش السوري بعيداً عن الميليشيات وقذارتها.
الجدير بالذكر وحسب المصدر، أن مايسمّى “قائد شهداء دوما” المدعو «محمّد طه»، وهو الأب الروحي للإرهابي “أبو علي خبية”، تعرّض أمس الاثنين لمحاولة اغتيال بعد أن أصيب بعيارين ناريين في الساق والرقبة، ووصف المصدر الذي كان شاهداً على الاغتيال حالته بالخطرة جداً، وأن حالة من الغليان تعمّ الميليشيات المسيطرة على مدينة دوما خاصة من قبل ميليشيات “أبو علي خبية” الذي استنفر قواته للتحقيق والبحث عن الجهة التي نقف وراء محاولة الاغتيال.المصدر يؤكّد أن شكوكاً كبيرة تحوم حول «زهران علّوش» وذلك لسببين:1 – أن «علوش» يريد لفت الانتباه اليوم عن عدد القتلى الذي وقع في معارك المليحة وزبدين وجسرين وعين ترما، لإشغال الأهالي عن التفكير بأي عمل انقلابي بحقّه في دوما مما قد يفقده حاضنته الرئيسية التي لم تدخلها قوات الجيش السوري حتى الآن مكتفيتاً بمناوشات صاروخية بين الحين والآخر.2 – «علوش» لم ينسى أن «طه» و”خبية” قاموا في فترة سابقة بالسطو على بعض المعدّات العسكرية التابعة له من دبابات وذخيرة وأسلحة رشاشة، وحينها لم تؤدِّ الاشتباكات التي دارت بينهم على مدار ثلاث أيام هدفها باستعادة تلك المعدّات.
إضافة إلى ما سبق، فإن حالة الغليان التي تشهدها دوما منذ أكثر من شهرين، ورفع شعارات “يسقط الجيش الحر ويعيش الجيش السوري”، أثرت سلباً على معنويات المقاتلين في دوما، خاصّة وأن 35 مقاتل من ميليشيات «زهران علوش» تركوا أماكنهم الأسبوع الماضي وهربوا باتجاه عدرا ليسلّموا أنفسهم بعدها لأحد حواجز الجيش السوري، مما دفع «علوش» لطلب التكتم حول الموضوع، إلا أن الحالة النفسية المنهارة والتي باتت معممة على كل المقاتيلن دفعت البعض للحديث وفضح مايحدث في “الزواريب الميليشياية”.لاشك أن الانتصارات الأخيرة التي حققها الجيش السوري ويستمر في تحقيق غيرها، بعد أن وسّع على مايبدو دائرة عملياته وأدخل مدينة “الطبقة” في الرقة على ورقة حساباته، بعد أن شن أول أمس الأحد وأمس الاثنين عدة عمليات جوية قضى من خلالها على قيادات وعشرات العناصر التابعين لتنظيم داعش، مع أنباء عن تقدّم بري لبعض وحداته في الجبهة الرقاوية، لاشك أن تلك الانتصارات سوف تشجّع ماتبقّى من المناطق التي تشكّل حاضنة للميليشيات الإرهابية على فض هذه المسرحية والانتصار إلى جانب الجيش وطرد تلك الميليشيات كما حصل أمس في “منطقة القدم” جنوب دمشق، حيث كان أمس موعداً رسمياً للدخول في مصالحة وطنية كان الأهالي والدولة عرّابوها الحقيقيين.