الغوطة الشرقية تحت النار.. من أقصاها إلى أقصاها

الغوطة الشرقية تحت النار.. من أقصاها إلى أقصاها

أخبار سورية

الأربعاء، ٢٠ أغسطس ٢٠١٤

أعاد الجيش السوري تنظيم المشهد الميداني في الغوطة الشرقية لكي يتلائم مع خططه القادمة فيها. باتت “الغوطة” تشهد بشكل يومي بعد تحرير المليحة عمليات قصف مركزة وتمهيدية اخذت من المسلحين المعارضين زخم الامور وأعادته للجيش.
باتت جميع بلدات ومناطق الغوطة الشرقية مطوقة بجدار ناري يقيمه الجيش، وباتت القذائف تنهمر بشكل دائم على هذه القرى مستهدفة مواقع المسلحين، فضلاً عن الغارات التي إتخذت في اليومين الماضيين صفة “العنيفة جداً” عن جدارة، بسبب كثافة الغارات الموجهة.
كل الغوطة الشرقية إذاً تحت مرمى الجيش. التمهيد الناري يسير بأفضل حال، ومن خلفه الاعداد العسكري لما سيحصل في قادم الايام. تقترب معارك الحسم التي يرى فيها طرفي النزاع معركة مصير، حياة أو موت.
بالعودة إلى عمليات التمهيد الناري، فإن معظم بلدات الغوطة العليا والوسطى شهدت يوم أمس الثلاثاء عمليات قصف محددة الاهداف عبر سلاحي المدفعية والهاون. عسكرياً باتت بلدة “جسرين” مطوقة بالكامل من جهة “المليحة”، وعمليات القصف المدفعي الميداني ناشطة تستهدف المسلحين في العمق لمنع اي تحرك يفكرون بالقيام به بإتجاه المليحة من جهة الشمال الشرقي.
بلدة “زبدين” في الجنوب الشرقي تعاني من حصار ناري شديد. البلدة الصغيرة نسبياً تتعرض لوابل من القصف العنيف خصوصاً في اليومين الماضيين، حيث تمّ إستهداف العديد من المجموعات المسلحة في أطرافها وإيقاع إصابات مؤكدةة فيها.
بلدة “عربين” في الشرق، المحاذية لـ “زبدين” هي الاخرى مطوقة نارياً. بلدتي كفربطنا ودير العصافير تشهدان غارات عنيفة وبشكل متتالي، خصوصاً يوم أمس الثلاثاء، حيث وجه سلاح الجو السوري اكثر من 6 غارات عليها إستهدفت مقرات مسلحين، تنضم إليهما بلدات “كفربطنا” و “سقبا” في الشمال، واللتان تشربان من الكأس نفسه.
“مرج السلطان” كان لها حصة الاسد أمس. غارات عنيفة قدر عددها بـ 8 فضلاً عن قصف مدفعي وصاروخي كثيف. الترجيحات تدل على شيء ما يحضر لهذه المنطقة. “عين ترما” هي الاخرى نالت حصة كبيرة من عمليات القصف، خصوصاً عبر الهاون ومدفعية الميدان. لا زال القصف يتركز على “وداي عين ترما” الذي يقال انه يحوي العدد الاكبر من المسلحين في تلك المنطقة.
عين الجيش إذاً موجهة نحو الشمال، وعليه، فإن “دوما” المعقل الرئيسي للمسلحين باتت تحت خط النار. هي شهدت عمليات قصف مساء الثلاثاء وبشكل عنيف عبر قذائف الميدان وقذائف الهاون ذات الاعيرة الثقيلة، توازياً مع تحليق كثيف للطيران. ثمة الإعتقاد هنا انّ المعركة القادمة ستتركز في شمال الغوطة الشرقية إنطلاقاً من خواصرها بهدف تطويق “دوما” أو الشروع بعملية تطويقها، لكن مصادر ميدانية أبلغت “الحدث نيوز” انّ الخطوة القادمة بعد الإنتهاء من عمليات القصف التمهيدي الموجة ستكون فتح جبهات عديدة في مناطق الغوطة لشل قدرات المسلحين.