الرقّة بداية النهاية .. حرب إنهاء داعش ستبدأ

الرقّة بداية النهاية .. حرب إنهاء داعش ستبدأ

أخبار سورية

الأربعاء، ١٣ أغسطس ٢٠١٤

استطاع تنظيم "داعش" في الآونة الأخيرة أن يضيف ميزة أخرى الى ميزاته وهي اختياره لمكان وزمان معركته، من خلال الهجوم على أهداف معزولة وضعيفة لا تمتلك إمكانيات الصمود بوجه قوة "داعش" كما حصل في مقرّ قيادة الفرقة 17 واللواء 93، حيث لا يتجاوز عديد الموقعين أكثر من 800 ضابط وجندي، فاستطاعت "داعش" أن تسيطر على هذين الموقعين بعد انسحاب غالبية عناصرها بخسائر مقبولة.
يتمركز الذين انسحبوا من الموقعين حالياً في مواقع مشتركة مع وحدات حماية الشعب الكردي في منطقة عين عرب. حيث أنّ الموقع الوحيد المتبقي للجيش العربي السوري هو مطار الطبقة، ويضمّ حوالي 800 ضابط وجندي يتولّون حماية المطار الذي، في حال لم ينفذ الجيش السوري عمليات هجومية لتحرير المنطقة الشرقية بالكامل من سيطرة داعش، فإنّ بقاءه في الخدمة ربما يعطي "داعش" نصراً إضافياً تضيفه الى انتصاراتها السابقة بعد أن سيطرت على مقر قيادة الفرقة 17 شمال مدينة الرقّة واللواء 93 في عين عيسى.
وبمتابعة التطورات الميدانية، لا يبدو أنّ الجيش العربي السوري بصدد تنفيذ انسحاب من مطار الطبقة، بينما تشير المعلومات الى نيّة الجيش التوجّه الى المنطقة الشرقية لفتح معركة مع تنظيم "داعش".
بدايةً، ما هي إمكانيات داعش في الرقّة ومحيطها، وهل يستطيع هزيمة قوات كبيرة من الجيش السوري في حال قرّر الجيش ذلك؟
يسيطر التنظيم على كامل مساحة مدينة الرقّة وريفها إضافةً الى مناطق كبيرة من محافظة دير الزور والبوكمال، بينما لا تزال مدينة الحسكة وجزء من محيطها بيد الجيش السوري ووحدات حماية الشعب الكردية، وكذلك الأمر في مدينة دير الزور ومطارها حيث لا يزال الجيش السوري يحافظ على وجوده في مناطق لا بأس بها.
في معلومات مؤكدة أنّ تنظيم داعش يحشد في المنطقة الممتدّة من مدينة الرقّة الى تل أبيض شمالاً ومسكنة شرقاً ما يقارب ال 15 ألف مقاتل يشكّل السوريون منهم ما يوازي 25%، بينما يتكوّن الجزء الأكبر من مقاتلي "داعش" من الجنسيات العربية والأوروبية، حيث يشكّل الشيشان أغلب الأوروبيين، بينما يشكّل السعوديون الجزء الأكبر من انتحاريي التنظيم.
يمتلك التنظيم في منطقة الرقّة قوة مدرعة تقارب لواء دبابات (حوالي 70 دبابة) معظمها من طراز t-55، مع عدد قليل من دبابات t-72 وabramz a-1 التي استولى عليها التنظيم من الجيش العراقي، إضافةً الى عشرات عربات bmp والسيارات رباعية الدفع المزودة برشاشات ثقيلة.
ومن ضمن التكتيكات التي يعتمدها هذا التنظيم تجميع جزءٍ كبير من قواته على محور الهجوم الذي يريد السيطرة عليه، وهذا ما حصل في أكثر من مكان في العراق وسورية.
كما أنّ التنظيم صار يعتمد على القصف المشبع على أي موقعٍ يستهدفه لامتلاكه قدرات نارية مدفعية وصاروخية كبيرة، وكذلك لامتلاكه احتياطي ذخائر كبير تمّ تأمين الجزء الأكبر منه من مستودعات الجيش العراقي بالموازاة مع الإمداد المفتوح الذي لم يتوقّف عبر الحدود التركية.
إنّ القوة التي يمتلكها "داعش" يمكنها أن تكون فاعلة في مواجهة قوات معزولة ومحاصرة وكذلك في تنفيذ عمليات القمع والبطش بحق السكّان، إلاّ أنّ هذه القوّة ستكون مكشوفة وسهلة المنال في حال وُضعت في مواجهة هجومٍ محتملٍ يشنّه الجيش السوري، وهذه المرّة بمعدات تتفوّق على معدّات "داعش" كدبابات t-80 التي تشير المعلومات الى تحرك لواء كامل منها لخوض معركة المنطقة الشرقية. وتتفوّق هذه الدبابات على دبابات "داعش" بقوة التدريع ومدى المدفع، حيث ستكون دبابات الجيش العربي السوري في أية مواجهة قادرة على تدمير وإعطاب دبابات داعش، لأنّ مدى مدافع هذه الدبابات وفاعليتها يزيد عن الـ1500 متر عن مدى مدافع الـt- 55، وبالتأكيد فإنّ الجيش سيعمد عبر سلاح الجو وهذه المرّة بطائرات الـmig-29 على تدمير دبابات الـabramz والـt-72 قبل أن تدخل المعركة.
وبمعزلٍ عن خط المسير والاقتراب الذي سيتبعه الجيش العربي السوري، إلاّ أنّ الجميع يعرف أنه سيكون من منطقة السخنة التي يسيطر عليها الجيش بإتجاه الرقّة، إشارةً الى أنّ الأرض الفاصلة بين السخنة والرقّة هي بمعظمها أرض مفتوحة ومناسبة لاندفاع الدبابات.
قد ينفّذ الجيش، بالترافق مع هجومه، العديد من عمليات الإنزال لاستهداف مقرات قيادة "داعش" ولعزل بعض المناطق عن بعضها، وخصوصًا بعض عقد المواصلات الهامّة.
مجموعة من العوامل والمتغيرات تذهب بالأمور لمصلحة الجيش السوري، ومنها التحوّل الكبير في موقف عشائر دير الزور ومجموعات حماية الشعب الكردية. فالأيام السابقة شهدت العديد من المعارك بين "داعش" وعشائر دير الزور، وتراوحت نتائجها بين كرّ وفرّ.
إنّ بدء الجيش السوري معركته سيشجّع هذه العشائر على التمرّد أكثر بوجه داعش، ومع كل إنجاز يحققه الجيش السوري ستتسّع دائرة التأييد له من العشائر ووحدات حماية الشعب الكردية، كما ستلقي هذه النتائج بظلالها على مسار المعارك برمتّها حيث يمكن في البداية العمل على عزل مناطق سيطرة داعش عن بعضها وتقطيع أوصالها لمنع إمداد بعضها.
إذا قرّر الجيش السوري هذه المعركة في الشكل الذي استعرضنا عناوينه فإننا سنكون أمام تحولات تسرّع في حسم المعارك وإنهاء سيطرة هذا التنظيم الذي حقق أغلب أهدافه، عبر إحداث الصدمة من خلال البطش والقتل المريع.
صار ضرورياً قلب الطاولة على هذا التنظيم وتحقيق هزائم في صفوفه وخصوصاً في الرقّة التي كانت منطقة نفوذه الأولى.
لا بدّ لهذا الأمر أن يترافق في مراحل لاحقة مع أعلى مستوى من التنسيق العسكري والإستخباراتي بين الجيشين السوري والعراقي، لترابط الجبهتين وعدم القدرة على الفصل بينهما لا جغرافياً ولا عسكرياً.