السلسلة الشرقية نحو الحسم.. وداعش تسرق النصرة

السلسلة الشرقية نحو الحسم.. وداعش تسرق النصرة

أخبار سورية

الخميس، ٣١ يوليو ٢٠١٤

 آخر أيّام الجرود فعلاً.
من الثامنة مساءً البارحة، بدأ العد العسكي لنهاية مسلسل سنوات الرعب الثلاث التي عاشتها منطقة البقاع بفعل وجود من يزرع الموت على حدودها.
قرارٌ ببدء عمليّات حسمٍ وتنظيفٍ تام لمنطقة جرود عرسال ومحيطها قد اتُّخد، وذلك بعد سلسلة اجتماعات أمنيّة وعسكريّة شهدتها بيروت ودمشق، بهدف القضاء على كلّ المخاطر التي يتسبّب بها وجود حوالي 2500 عنصر من المجموعات التكفيرية في تلك الجرود.
وفي آخر المعلومات حول أوضاع هؤلاء، فإنّ جبهة النصرة التي تقاتل في آخر معاقلها تقريباً، تصارع اليوم على جبهتين من أجل البقاء. جبهتها الأولى هي بوجه عدوّها المتمثل بثلاث جهات متضامنة فيما بينها، هي الجيشين السوري واللبناني إضافةً إلى المقاومة. أما جبهتها الثانية فهي بوجه داعش، التنظيم الإرهابي الآخر الذي سحب منها كل معاقلها، النفطية والجافة، والذي وضع اليوم سياسة قتالية ومالية للسيطرة على ما تببقّى من نفوذ نصروي، هذا إن سمح مثلث التحرير السابق ذكره لأي من التنظيمين الإرهابين بالبقاء لوقتٍ أطول حيث تتواجد عناصرهما.
وتشير المعلومات الى أنّ اجتماعاً مهمّاً شهده أحد منازل بلدة عرسال، ضمّ إضافةً لأمير تنظيم النصرة مع وقف التنفيذ أبو مالك القلموني (مصاب)، قياديًا من تنظيم داعش سبق وأن غادر النصرة بعد أن كان يأتمر بأوامر أبو مالك نفسه. هذا الاجتماع الذي رعاه عن بعد المدعو أبو طاقية (متخفّي عن الأنظار منذ فترة ويُعتقد أنّه في الجرود)، لم يخلص إلى نتيجة، بل "زاد الطين بلّة" إذ طلب القيادي الداعشي من أبو مالك تسليمه كل العناصر والعتاد الذي بحوزته، رافضاً طلب الأخير التعاون للوقوف بوجه المد الآتي إليهم من بعيد. ببساطة لم يخلص الإجتماع إلى شيء، بل إلى مزيد من الشرذمة داخل صفوف البيت الإرهابي الواحد.
هذا وتجدر الإشارة الى أنّ عناصر إضافية من جبهة النصرة بايعت متزعّم تنظيم داعش إبراهيم البغدادي، حيث تشهد صفوف النصرة تخبّطات كبيرة نظراً لغياب أبو مالك بشكل مباشر عن الأرض، حيث يفشل مستشاره أبو قاسم بالسيطرة منفرداً على المجموعة الكبيرة التي باتت فعلياً بأمرته.
مع صدور هذا العدد من "سلاب نيوز"، يُفترض أن تكون المعارك الضارية قد بدأت، فالجهة السورية الموكلة إلى الجيش العربي السوري، ستشهد هجوماً بريّاً مترافقاً مع تحليق للطيران، أمّا الجهة اللبنانية فستشهد تحرّكات للجيش اللبناني بمؤازرة المقاومة وبالإشتراك معها.
تقديرات تفيد بأنّ المعركة لن تُحسم بشكلٍ سريع، نظراً لجغرافية المنطقة والأعداد الكبيرة للمقاتلين المستعدين للانتحار في كلّ دقيقة، ولكنّ الخطّة المحكمة التي ستسير على أساسها المعارك تؤكّد لمن يطّلع عليها أنّ باب هروب هؤلاء مغلقٌ بشكلٍ كامل..