شمال سورية يترقب المخاض.. دولة «جبهة النصرة» على نار هادئة

شمال سورية يترقب المخاض.. دولة «جبهة النصرة» على نار هادئة

أخبار سورية

الأربعاء، ٢٣ يوليو ٢٠١٤

تتجه الانظار إلى الشمال السوري الذي يشهد تقدماً لـ “جبهة النصرة” في ريفي إدلب وحلب تمهيداً لانشاء دولة مرادفة لـ “الدولة الاسلامية” التي أعلنها البغدادي وتضم مناطق في غرب العراق وشرق سوريا.
وتهدف “جبهة النصرة” من حملاتها التي تشنها شمالاً للحصول على تمويل مناسب لتعويض مافقدته من موارد بعد سيطرة “الدولة الاسلامية” على حقول النفط في دير الزور وما كانت تدرّه عليها من أموال طائلة.
حيث تعتبر السيطرة على المعابر الحدودية بديلاً مقبولاً نسبياً، لأنها تتيح الحصول على مكاسب مادية والتحكم بدخول شحنات الأسلحة، بالإضافة إلى رغبة “النصرة” في ترسيخ سيطرتها على منطقة منفصلة تستطيع تطبيق الشريعة عليها وفق رؤيتها، تطبيقاً لكلام زعيمها أبو محمد الجولاني.
المعطى الميداني يشير إلى أن العديد من الفصائل المسلحة في الريف الادلبي والحلبي تتجه لمناصرة “جبهة النصرة”، حيث أن “حركة أحرار الشام” لم تبد أي اعتراض على كلام الجولاني عن إقامة “إمارة إسلامية”، وشاركت النصرة في العمليات العسكرية في الريف الإدلبي، بمؤازرة فصائل أخرى مثل “فيلق الشام” و”لواء الصفوة”.
ومن المتوقع أن تتسبب هذه السياسة الجديدة بمواجهات واسعة بين “النصرة” و”أحرار الشام” وحلفائهما من جهة، وبين بعض الفصائل الكبيرة الأخرى، وعلى رأسها “جبهة ثوار سوريا” و”حركة حزم” من جهة ثانية.
يرى متابعون أن الاشتباكات التي جرت مؤخراً بين “أحرار الشام” وحركة “حزم” على معبر باب الهوى والتي انتهت بعقد هدنة هشة لمدة خمسة أيام تدخل في هذا الإطار، لاسيما وأن هذه الهدنة قد تنتهي بأي لحظة، كما كان لإنفجار سيارةٌ مفخخة قرب أحد مقار “الحركة” في قرية الشيخ علي (ريف حلب الغربي) والتي أدت إلى مقتل اثنين من قادة الحركة البارزين، هما صالح عوض وعبدو الحجي، إضافة إلى أحد أفرادها مصطفى عابد، كذلك جُرح خمسة من عناصرها على الأقل، كل ماسبق كان له وقع كبير على النزاع الدائر بين الحركتين، رغم أن أي جهة لم تتبنّ العملية، من المرجح أن تتجه الأنظار إلى “حركة أحرار الشام الإسلامية”.
وكانت “جبهة النصرة” قد أعلنت إنسحابها من مدينة حلب وتوجهها شمالاً بدعوى تطهير الشمال السوري من “عصابات السرقة”، قاصدةً بذلك الفصائل التابعة لـ”الجيش الحر” أو القريبة من “الائتلاف”، الذي تعتبره الجبهة عميلاً للولايات المتحدة، ما أدى إلى تصعيد غير محسوب، لا سيما بعد إصدار “حركة حزم” ، بالاشتراك مع فصائل أخرى من “جبهة ثوار سوريا”، بياناً اتهمت فيه “النصرة” بالانسحاب من “جبهة حلب” والإنتقال من مواجهة الجيش العربي السوري إلى مواجهة “الجيش الحر” في المناطق الخاضعة لسيطرته.
واعتبر البيان تصرف “النصرة” نقضاً صريحاً للاتفاق المتعلق بتشكيل قوة لإنقاذ حلب، وهو الاتفاق الذي نفت “النصرة” مشاركتها فيه رغم وجود توقيع ممثلها عليه.
ويذهب متابعون إلى القول بأن سياسة “جبهة النصرة” في محاربة “المفسدين” كما تسميهم، ليست من ابتداعها أو تقليد لخصمها “الدولة الإسلامية” بل ثمة معطيات تدل على أنها جاءت بناءً على توجيهات عليا من قيادة تنظيم “القاعدة العالمي”.