بعد إخراجها من عنق الزجاجة.. صفقة بين «داعش» و «جبهة النصرة» جنوب دمشق؟

بعد إخراجها من عنق الزجاجة.. صفقة بين «داعش» و «جبهة النصرة» جنوب دمشق؟

أخبار سورية

الثلاثاء، ٢٢ يوليو ٢٠١٤

تتفاقم الصراعات بين فصائل ميليشيات المعارضة السورية عند كل مفترق طرق. جديد هذه الصراعات اليوم تلك التي تدور بين الحلفاء، اي “جبهة النصرة” من جهة، و “الجبهة الاسلامية” من جهة اخرى، وأسبابها ترتكز حول ما قيل انه “مسايرة” النصرة لـ “داعش” في جنوب دمشق.
المشاكل هذه بدأت فور بدء معارك الغوطة الشرقية بين تنظيمات تابعة لـ “الجبهة الاسلامية” و “داعش” حيث وقفت “النصرة” يومها لفترة على الحياد قبل ان تتخذ القرار بالمشاركة في قتال “الدولة الاسلامية”. على الرغم من إعلانها المتأخر لهذه المشاركة، لكن علامات الاستفهام بقيت تتردّد بصفوف التنظيمات والنشطاء على حدِ سواء، حيث بات يقال انّ “النصرة” تُشارك لحفظ ماء الوجه أمام الحلفاء فقط دون فاعلية، ولا تحشد إمكانياتها العسكرية القوية لقتال “داعش”، على الرغم من قتالها إياه في مناطق متعددة.
ترجع مصادر متابعة لنشاط التنظيمات التكفيرية في سوريا لـ “الحدث نيوز” هذا الامر إلى “سعي النصرة لاضعاف طرفي القتال على الساحة، اي الجبهة الاسلامية و الدولة الاسلامية، وإبقاء نفسها قوية لكي تستثمر ذلك عبر تقوية مواقعها والاستخواذ على موقع التنظيمين في الغوطة الشرقية، اي وراثتهما في ضوء معاركهما التي ستؤدي إلى إضعافهما وتعزيز دور “جبهة النصرة” بعد إنهاكهما عسكرياً .
المشاكل هذه إنتقلت إلى جنوبي العاصمة خصوصاً في ضوء دور “جبهة النصرة” في المعارك التي حصلت هناك. نشطاء وصفحات تابعة لفصائل أشارت مراراً إلى عدم وجود اي دور عسكري – قتالي لـ “جبهة النصرة” في جنوب العاصمة لمؤازرة الحلفاء من “الجبهة الاسلامية” ضد “داعش” بل إقتصر دور “النصرة” على محاولة إخراج “الدولة الاسلامية” من عنق الزجاجة التي وضعت نفسها فيها بعد قراراها الهجوم على مراكز “الكتائب” في بلدة يلدا و “بيت سحم”.
تقول مصادر إعلامية قريبة من “الجبهة الاسلامية”، انّ مهمة “النصرة” إقتصرت على الدخول كوسيط في مفاوضة عناصر “داعش” لاقناعهم بتسليم السلاح والإستسلام، حيث توصلت “النصرة” إلى إقناع ما بقي من فلول لـ “الدولة” في المنطقة بالاستسلام إلى الجبهة الاسلامية والرضوخ لطلب زعمائها، وبعد نجاح الوساطة فك الحصار عن 74 مسلحاً “داعشياً” في يلدا شريطة عرضهم على “المحكمة الشرعية”.
ترى هذه المصادر انّ ما اثار الشبهات هو ما حصل فور إنتهاء عملية الوساطة، حيث وضعت “النصرة” يدها على المقرات والأسلحة وكل ما تركه “الداعشيون” خلفهم من عتاد، ورفضت تسليمها إلى “الهيئة الشرعية” او “فصائل الجبهة الاسلامية”، وأخذت تُدعّم مواقعها في البلدة بشكل منافٍ وبعيد عما تقوم به “الجبهة الاسلامية” بل ذهبت لإنشاء “غرفة عمليات” خاصة بعيدة عن تلك التي تتمثل فيها “قوى التحالف الاسلامية” التي تعد “جبهة النصرة “إحداها.
تصرفات دفعت النشطاء والمغردون وقيادات في الكتائب المتشددة بالنظر بنظرة متشائمة لـ “جبهة النصرة” ووضع أفعالها في خندق “المشبوهة” وصولاً لإتهامها بـ “الخذلان” و “الإستغلال” وترك المجاهدين في المعارك دون إسنادهم، لا بل إستثمار إنجازات “الجبهة الاسلامية” عبر دخول “النصرة” كوسيط، ومن ثم السيطرة على الغنائم!
ووصف أحد المغردين المعروفين في الغوطة الشرقية “بدر الشام التميمي” “جبهة النصرة” بأنها “مارقة و مرتدة وهي أمنة خروج “داعش” من جنوب دمشق على الرغم من قتالهما في مناطق اخرى”.
وتقول مصادر متابعة انّ عشرات العناصر من “داعش” على رأسهم أمير التنظيم “ابو صيّاح فرامة” قد فرّوا من يلدا نحو الحجر الأسود بعد قيام عناصر من “جبهة النصرة” بتأمينهم وحمايتهم من “الجبهة الاسلامية” وصولاً لإخراجهم من البلدة، حيث تتردّت روايات حول إتفاق أبرم بين الطرفين (جبهة النصرة و الدولة الاسلامية) على تسليم مراكز الأخيرة لـ “جبهة النصرة”حصراً.