تكلف وسطياً نحو 28 مليار ليرة..شائعة منحة العيد: ما خيارات الحكومة لتمويلها؟

تكلف وسطياً نحو 28 مليار ليرة..شائعة منحة العيد: ما خيارات الحكومة لتمويلها؟

أخبار سورية

الثلاثاء، ٢٢ يوليو ٢٠١٤

في ظل الحديث المتزايد عن إمكانية إقرار منحة مالية للعاملين في مؤسسات الدولة قبيل عيد الفطر السعيد بنسبة 50 % من الراتب المقطوع للعامل، فإنه من المهم قراءة مثل هذه المعلومات، التي لاتزال الشائعات طالما لم يؤكدها مصدر رسمي، في ضوء الظروف الاقتصادية السائدة في البلاد، وإمكانية نجاح الحكومة في توفير التمويل اللازم لتلك المنحة.
 وفق الموازنة العامة للدولة لهذا العام فإن كتلة الرواتب والأجور تبلغ نحو 672 مليار ليرة سنوياً، وعليه فإن اعتمادات الرواتب والأجور تبلغ شهرياً كمعدل وسطي نحو 56 مليار ليرة، وتالياً فإن التقديرات تشير إلى منحة بنسبة 50% من الراتب تتطلب نظرياً توفير نحو 28 مليار ليرة أو أقل من ذلك إذا ما تم استبعاد اعتمادات التعويضات والحوافز وغيرها.... والسؤال من أين ستوفر الحكومة هذا المبلغ؟ سواء نقدياً ليتاح صرفه للموظفين خلال ثلاثة أو أربعة أيام فقط أو كمصدر إيرادات لسد هذا الإنفاق الطارئ؟!.
في حالات سابقة كانت الحكومة تلجأ إلى مؤسسات عامة رابحة لتوفير المال اللازم لصرف المنحة المقررة، واليوم إن تم إقرار المنحة فإن هذه المؤسسات قد لا تملك الأرصدة اللازمة لذلك التمويل نظراً لترحليها إيراداتها بشكل منتظم إلى الخزينة العامة، لاسيما وأن المبلغ ليس بالقليل ولا نعتقد أن المنحة قد تكون أقل من 50% في ظل الغلاء ومستويات الأسعار المرتفعة جداً، ومع ذلك قد يكون لدى الحكومة خيارات ما.
أما فيما يتعلق بالخيارات الممكن أن تمول منها الحكومة هذه المنحة فهي تنحصر في خيارين اثنين:
-الوفر الحاصل من رفع أسعار الخبز والسكر والرز والمياه والكهرباء وربما لاحقاً المشتقات النفطية أيضاً، لكن إيرادات الخزينة العامة المتراجعة قد لا تسمح مجالاً لدخول منحة ما على الخط..!!.
 -الرسوم والضرائب، وكلنا يعلم أن هناك تهرب ضريبي واسع لاسيما من الشرائح صاحبة الدخل الأعلى، إنما فشل الحكومة الحالية في معالجة هذا الملف منذ تسلمها مهامها قبل نحو عامين، لن يترجم إنجازاً خلال الفترة القادمة، إلا إذا كان هناك من يعول على التغيير الحكومي لتسليم الملف إلى من هو قادر على الإنجاز وتحقيق النتائج لا مجرد الحكي والوعود.
وحتى يتم حسم ما يثار حول المنحة المالية مع نهاية الأسبوع الحالي، فإن كل ما يقال يبقى في إطار التكهنات والقراءات المبنية على اجتهادات ورؤى شخصية، مع أننا نأمل حقاً أن تكون هناك منحة تساعد ملايين السوريين على مواجهة تلبية جزء صغير من احتياجاتها اليومية في ظل هذا الغلاء الكبير وانخفاض الدخل الفردي