هكذا إكتسح حزب الله جرود القلمون !

هكذا إكتسح حزب الله جرود القلمون !

أخبار سورية

الجمعة، ١٨ يوليو ٢٠١٤

 لم تهدأ جبهة القلمون منذ أكثر من 24 ساعة، لم يتوقف إطلاق النار ولا القصف المدفعي والجوي ولا حتى التقدم الميداني، منذ أن أصدر "حزب الله" قراره بالحسم السريع والخاطف في المنطقة، ورسم نهاية لخطر مسلحي "جبهة النصرة" ومن معها من بقايا كتائب وشتات مسلحين لجؤوا إلى الجرود بعد هزائمهم في القصير ويبرود وباقي البلدات القلمونية.
تعزيزات كبيرة، وقوات خاصة من النخبة استقدمها الحزب نحو جرود القلمون، وعززها بإقامة مرابض مدفعية جديدة ونصب راجمات صواريخ، بالإضافة إلى المدرعات الصغيرة التي شوهدت في القصير ويبرود خلال تحرير تلك البلدات.
يصعب تحديد المكان الذي انطلقت منه قوات الحزب، حيث شهدت الجرود هجوماً ضخماً مفاجئاً بالتزامن من مختلف الإتجاهات.
مصادر ميدانية شرحت لـ"سلاب نيوز" مسار العملية، وأكدت أنها انطلقت من كافة المناطق التي تواجد الحزب فيها، حتى أنها ضمت مناطق لم يكن المسلحون يتوقعون أن تشهد أي توتر، كالجبهة الشمالية من ناحية جرود القاع اللبنانية وقارة السورية. كذلك انطلقت الهجمات من الجنوب (الطفيل) ومن الشرق، عسال الورد ورأس المعرة وفليطة، إضافة إلى الجهة الغربية من جرود بلدات نحلة ويونين والفاكهة ورأس بعلبك المخاذية لجرود عرسال.
تؤكد المصادر أن العملية جاءت بعد قرار نهائي من قيادة "حزب الله"، مبني على خطورة التطورات الأخيرة التي شهدتها السلسلة الشرقية، والخطر الذي عاد مسلحو القلمون يشكلونه على الأمن اللبناني والسلم الأهلي، إضافة إلى المخططات التي تم الكشف عنها من بينها ما أعلنه قادة المسلحين من تنبؤ بكوارث قد تحصل فيما لو تم التغاضي عنها، وعدم إعتماد العلاج الفوري معها. فكان القرار بالحسم النهائي على جبهة القلمون حتى القضاء على آخر مسلح متواجد فيها.
وبحسب المصادر، إستفاد الحزب من تشتت المسلحين بين الجبهات وإنتشارهم على كافة الجهات ليقوم بعد تأمين غطاء ناري عبر قصف عنيف ومركز نفذته الطائرات السورية، والمدفعية التابعة للجيش السوري والحزب، بعملية انتشار واسعة في الجرود وصلت إلى عمقها، ليقوم بتثبيت نقاط له على التلال الإستراتيجية والمناطق المشرفة على المعابر وطرق تنقلات المسلحين، متقدماً منها نحو مناطق تمركزهم، فاتحاً جبهات قتال متنقلة، منعت المسلحين من التجمع على جبهة واحدة، والتنقل بين الجبهات.
يشرح المصدر أن "حزب الله" وبهذه الطريقة حقق هدفين إستراتيجيين حتى الآن، فتجاوز مشكلة إتساع رقعة المواجهة، وصعوبة الإنتشار الكامل فيها مقسمًا جبهة الجرود الواسعة إلى مربعات تشكل جبهات صغيرة من جهة، ومنع تكرار عمليات الكر والفر عبر الحصار الذي نفذه حول تلك المربعات قاطعًا الطرق بين التلال عبر سيطرته على المعابر الإستراتيجية والمرتفعات المشرفة على طرق تنقل المسلحين، من جهة أخرى.
إلى ذلك، يشير المصدر إلى أن حجم القوة النارية المستخدمة في المعركة، هائل، تندرج ضمنها صواريخ الأرض – أرض، لافتاً إلى أن المدفعية الكثيفة ليلة أمس، كانت شاهدة عليها. ويضيف أن الجيش السوري قد وضع كافة إمكانياته الجوية والمدفعية بتصرف غرفة العمليات التي تقود هذه المعركة، بينما لم تتوقف غاراته منذ ظهر أمس مستهدفة تحركات المسلحين ومواقعهم إضافة إلى المغاور التي يتحصنون فيها، فيما تقتصر مشاركة الجيش السوري بالمعركة على المقلب السوري من الجرود دون تقدم إلى الناحية اللبنانية.
وتدور الآن اشتباكات عنيفة على محاور جرود قارة - القاع، والمعرة، وادي الناي (الذي شهد أولى الاشتباكات وبات الحسم قريباً فيه)، إضافة الى البحصاص وعنفيق، وقد سيطر "حزب الله" على عدة مناطق إستراتيجية، من بينها "وادي الهوا"، ومحيط "طلعة موسى"، وقرن الصياد سلامة وقرن شعبة الحمرا، بالإضافة إلى معبري المسيب والحمرا غير الشرعيين اللذين يربطان فليطا السورية بعرسال، ويشكلان طرق إمداد وتنقل هامة للمسلحين، ومعبر حدودي هام يصل بلدة الجبة السورية بالحدود اللبنانية. كما دمر عدد من المغاور والكهوف الصغيرة في مرتفعات رأس المعرة كانت تشكل مراكز محصنة للمسلحين ومراكز مراقبة وإشراف مهم لهم.
وبحسب المصدر، فإنّ عدد قتلى المسلحين، تجاوز الـ150 قتيلاً على كافة جبهات القلمون، منذ صباح أمس الخميس حتى اليوم، فيما نقل عشرات الجرحى من جرود عرسال نحو المستشفى الميداني فيها، وتجاوز عدد الأسرى الذين سلموا أنفسهم خلال المعارك الـ20 عنصراً بينهم قادة ميدانيين من عدة فصائل مقاتلة.
ويختم المصدر مؤكداً أن المعركة ليست بالسهلة أبداً، فهي تدور في مناطق وعرة ذات تضاريس بالغة الصعوبة على المقاتل والآليات العسكرية، كذلك فهي واسعة ومتشعبة الإمتدادات، ما يفرض دقة في الهجوم وخطط خاصة تواكب بتحديثات مستمرة عليها، ما يعني إستنفار لكافة الوحدات من كافة الإختصاصات لمواكبة سير العملية وفقاً للخطط الميدانية الموضوعة والطوارئ التي قد تواجه المقاتلين. إلا أنه حتى الآن قد قطع المقاتلون ما يوازي نصف الطريق نحو تطبيق كامل الخطة التي ستقضي على "مسلحي الجرود" بأسرع وقت ممكن.