سورية بعد «خطاب القسم»:أولويات داخلية وخارجية

سورية بعد «خطاب القسم»:أولويات داخلية وخارجية

أخبار سورية

الاثنين، ١٤ يوليو ٢٠١٤

في سوريا موعد لكلام سياسي من نوع آخر. الجميع ينتظر17 تموز تاريخ إلقاء «خطاب القسم». الرئيس بشار الأسد، سيُحدد موقف سوريا من التطورات الداخلية والإقليمية، وسيعلن عن توجهات دمشق في المرحلة المقبلة على أكثر من صعيد.
في اللقاء مع أي مسؤول أو قيادي سوري، الكلام يتخذ منحى التعميم، والمواقف مرجأة الى ما بعد 17 تموز. القيادة طلبت من جميع الوزراء والمسؤولين التوقف عن التصريح الى ما بعد «خطاب القسم».
والجميع يتحدثون عن مرحلة سياسية جديدة، سيفتتحها الرئيس بشار الأسد معلناً جملة مواقف متصلة بالأزمة السورية، وبالقضايا والملفات الإقليمية التي تعتبر دمشق أنها في صلب المعركة عليها، وكذلك في صلب معركتها للعودة الى ما قبل 17 آذار 2011.
لا أحد يجزم بأن يقدم الرئيس السوري مبادرة محددة بشأن الأزمة السورية في خطابه المرتقب بعد أيام. لكنّ أوساطاً سياسية سورية تقول أن الخطاب سيتدرج ضمن سلّم أولويات داخلية وخارجية.
في الشق الداخلي تؤكد الأوساط عينها أن الرئيس الأسد سيبني على التفويض الشعبي الذي حازه في الإنتخابات الأخيرة، كي يؤكد على عناوين رئيسة تهم دمشق في المرحلة المقبلة، وعلى رأسها الإستمرار في مواجهة الإرهاب.
في هذا السياق، ثمّة كلام يُسمع في دمشق بصوت عال. لم تعد آفة الإرهاب «مشكلة سورية» فقط. المجتمع الإقليمي والمجتمع الدولي يدركان جيداً أن ما كانت تقوله دمشق منذ البداية قد حصل، وها هو الإرهاب الذي ضرب سوريا يتمدد ويضرب في كل مكان، وبالتالي لا بدّ من تعاون دولي إقليمي للتعامل مع هذه المعضلة العابرة للحدود.
منذ بداية الأزمة قدّمت القيادة السورية جملة مقترحات وأكدت على أهمية الحوار بين السوريين، لكنها ووجهت بحرب كونية ورفض مطلق لكل مبادراتها، وبعد الإنجازات العسكرية التي قام بها الجيش السوري وآخرها في حلب، لا ترى دمشق فائدة من أي حوار في الخارج اذا لم يكن مرتكزاً على مبدأ مكافحة الإرهاب ووقف دعم المسلحين بالمال والسلاح.
ستتعامل دمشق مع أي مبعوث دولي جديد للأزمة وفق ما تعاملت مع غيره، وذلك انطلاقاً من عنواني السيادة الوطنية، والمصلحة والسورية، ويرى مراقبون أن سوريا لن تشارك بعد الآن في مسار «جنيف» حتى لو جرت الدعوة الى «جنيف3» إلّا اذا كانت الورقة التحضيرية للمؤتمر مرتكزة على التطورات السياسية والعسكرية، وإيلاء مواجهة الإرهاب الأولوية، والأخذ في الإعتبار خيارات الشعب السوري الذي عبّر عنها في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة. «يومها لم يقترع السوريون لشخص بشار الأسد بقدر ما اقترعوا لخياراته السياسية ومواقفه وطريقة إدارته للأزمة» بحسب المراقبين أنفسهم.
الجولان السوري المحتل ستكون له حصة وافرة من «خطاب القسم». كل الخيارات مطروحة لاستعادة هذا الجزء المحتل من سوريا، بما فيها خيار المقاومة العسكرية. مع العلم أن طلائع المقاومة الشعبية السورية لتحرير الجولان بدأت بالتشكّل، ولن تكون الأمور في «الجنوب السوري» كما كانت خلال أربعين عاماً، وقد يتم نقل تجربة «جنوب لبنان» في المقاومة الى هناك، وهذا الأمر سيكون جزءاً من السياسة السورية في المرحلة المقبلة.
في القضايا الإقليمية تعتبر الأوساط السورية أن تزامن خطاب الأسد مع العدوان على غزة سيفرض نفسه، حيث سيجدد الرئيس السوري وقوف سوريا الى جانب القضية الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية، على اعتبار أن قضية فلسطين هي «قضية سورية» في الأساس.
وبالرغم من شعور دمشق بالغدر حيال موقف حركة حماس من الحرب على سوريا، تقول الأوساط عينها أن « القضية الفلسطينية أكبر من حماس، وسوريا تتصرّف في المسألة الفلسطينية على قاعدة أنها أم الصبي».
أمام دمشق بعد 17 تموز مسار سياسي وعسكري وأمني منقسم الى شطرين: الأول مواصلة الإصلاح الداخلي ومواجهة الإرهاب، والثاني استعادة الدور والنفوذ في الإقليم.. هكذا ستدافع دمشق عن أسوارها في المرحلة المقبلة.