الإنذار الأخير لمسلحي «الزبداني».. الإستسلام أو الموت!

الإنذار الأخير لمسلحي «الزبداني».. الإستسلام أو الموت!

أخبار سورية

الخميس، ٢٤ أبريل ٢٠١٤

بعد إنجاز 90% من عملية القلمون، بقيت مدينة “الزبداني” الحدودية مع لبنان المنطقة الوحيدة التي لا يزال المسلحون يسيطرون عليها، بينما تطوقها قوات الجيش السوري وحزب الله من جميع الجهات، على أمل إنجاز المصالحة التي يعمل عليها، والتي بدأت قبل شهور من بدء عملية القلمون.
الزبداني تحوّلت لمعقل المسلحين في المنطقة، وباتت الجزء الامن الوحيدة لهم. إستراتيجية الجيش السوري في القلمون والتي عُمل وفقها، اي مهاجمة القرى وترك منفذ، إستغلّه المسلحون الذين تجمّعوا من مختلف قرى فرارهم وتنقلوا بذلك في عدّة مناطق، منهم من قتل ومنهم إلى أن وصل من تبقى منهم إلى “الزبداني” التي باتت معقل الفارين من نيران الجيش السوري.
تقول مصادر ميدانية انّ “الزبداني” تحوي أكثر من 5000 مقاتل معارض متنوّع الولاء. منهم من هو في “الجيش الحر” و كتائب القصير أو حمص التي فرّت نحو القلمون فالزبداني، ومنهم من هو من “جبهة النصرة” و “لواء القادسية”، إضافة لـ “جيش الاسلام” وجماعات تكفيرية أخرى متنوعة. فسيفساء تكفيرية متجمعة، كلاً له مرجعية وقيادة، أفكاراً وأهدافاً، رؤى وقراءة للواقع.
الإنذار الأخير وجّه إلى هؤلاء. هذا وفق معلومات “الحدث نيوز”، التي تزيد بأن “الإنذار” وجّه منذ أيام لضرورة الإنصياع إلى الحل السلمي، وهذا يعني الإختيار بين الإستسلام من عدمه. سيناريوهان وحيدان لا ثالث لهما في “الزبداني”، إم الإستسلام الذي يتم عبر صفقة تسوّي أوضاعهم، بالاضافة لتسليم العتاد الحربي، الحفيف والثقيل، أو إختيار الموت، وهو الخيار الثاني، أي عبر عملية عسكرية شاملة في المدينة.
وفق المعطيات، فإن العملية العسكرية إن حصلت في “الزبداني” ستكون مغايرة لمجرى العمليات التي حصلت في القلمون. في “معركة الزبداني” لا فرار من أرض المعركة. لا معركة بثلاثة محاور ومنفذ مفتوح للفرار. لا معركة تبقِ على مجموعات المسلحين أحياء، في المعركة القادمة إن حصلت إم الموت أو الإستسلام. ستكون بإستراتيجية مغايرة.
بحسب ما تفيد مصادر مطلعة من معلومات، فإن سيناريو العملية العسكرية في “الزبداني” جاهز، لكن الباب مفتوح اليوم أمام إتمام صفقة الإستسلام، لكن الإنتظار لن يطول كثيراً كما كان الإنتظار في أحياء حمص القديمة. هي أسابيع قليلة وضعت كسقف أعلى للمسلحين للاختيار بين أثنتين، إم الحرب، وإم السلم. في سيناريو العملية تتوقع المصادر انّ تتم من جبهات عديدة، وهذا المرة ستشكّل الحدود اللبنانية منطلقاً للعملية.
جرود النبي شيت لن تكون بعيدة عن جو المعركة، هي ستكون محوراً فاعلاً للتقدم العسكري البري نحو المدينة المحتلة، من جهة الغرب، فيما تتوزّع الجبهات الأخرى على القلمون التي سيتم الإنطلاق نحو “الزبداني” من عمقها وستكون المعركة على أربع جبهات.
المقاومة كما الجيش السوري مستعدان لهذا السيناريو، وإُنذر المسلحون من مغبة تضييع الوقت وصولاً لنفاذه، لأن عند ذلك هناك كلام آخر في الميدان. البيئة الشعبية في “الزبداني” على تماس حول ما يحصل، هي تضغط لاجبار المسلحين على الإستسلام. هذه معلومات يفيدنا بها مصدر ميداني في المنطقة. يقول المصدر انّ “البيئة الشعبية” في الزبداني هي ضد القتال بالعلن، وهي على موقفها منذ شهور، وهي تحاول الضغط على المسلحين وصلاً لإجبارهم على الإنصياع لمطلب الجيش، وهي تجد اذناً صاغية من العديد من الكتائب، لكن المشكلة تبقى دوماً في “جبهة النصرة” الرافضة لأي شكل من أشكال الحي.
يكشف المصدر انّ أحد وجهاء البلدة علم بأن “النصرة” ترفض رفضاً قاطعاً “التسوية” أو الإستسلام، أرسل إليهم بكتاب مع أحد الوسطاء قائلاً حوى كلاماً كثيراً خلاصة ما قال: “إن أردتم الصلح فأهلاً وسهلاً نحن نريده، وإن أردتم الحرب فهذه بلاد الله واسعة، إخرجوا من ديارنا وإذهبوا لربكم وقاتلوا، نحن لسنا أهل قتال، وحربكم ليست حربنا”.
كلام واضح يكشف حقيقة الإحتقان الموجود داخل البيئة الرافضة بالاجماع لمبدأ القتال داخل المدينة. الإنذار الأخير وجه لـ “جماعات الزبداني”، والساعات القليلة القادمة سترسم الصورة الواضحة لما سيحصل في الأيام المقبلة، لكن ترجيحات السلم والحرب في ميزان واحد، الإعتقاد يشير لتحضيرات لاستسلام المئات من المسلحين. حصول عملية عسكرية محدودة داخل البلدة فرضية واردة بقوة، الهدف منها حصر المسلحين في أماكن مُحدّدة بعد القيام بتقدم عسكري لحشرهم في نقاط تمركزهم، أي تقسيم “الزبداني” إلى محاور، آمنة، وغير آمنة، وعليه، تفرض التسوية عليهم بقوة السلاح.
وفي هذا السياق، تداولت أوساط إعلامية أخباراً تفيد بأن “المجلس العسكري في مدينة الزبداني” بدأ بتسليم سلاحه الثقيل وعتاده لحواجز الجيش السوري تمهيدا للدخول في عملية التسوية، وهذا مؤشر على تطورات الموقف على الأرض.