حمص... استئناف العملية العسكرية بعد استعادة السيطرة على جب الجندلي

حمص... استئناف العملية العسكرية بعد استعادة السيطرة على جب الجندلي

أخبار سورية

الأربعاء، ٢٣ أبريل ٢٠١٤

تستمر العملية العسكرية في حمص القديمة لليوم العاشر على التوالي. عراقيل متفرقة اعترضت سبيل الجيش السوري، إلا أنها لم تمنعه من السيطرة على حي جب الجندلي، فيما بقي التقدم بطيئاً غرب المدينة القديمة. وتأخر إعلان السيطرة على أحياء حمص القديمة، بحسب مصادر ميدانية، بعدما أحدث المسلحون خرقاً في الطوق المفروض عليهم، على محور جب الجندلي (شرق حمص القديمة). اشتعال المعارك العنيفة خلال اليومين الماضيين أفضى إلى عودة الحيّ إلى سيطرة الجيش بالكامل، بعد انسحاب المسلحين منه أمس.

وبحسب مصدر عسكري لـ«الأخبار»، فإن السيناريو الذي رسمه المسلحون إثر خرقهم الحصار على المحور الشرقي، «كان يستهدف اجتياح المسلحين حي الزهراء، وتهجير سكانه أسوةً بما جرى في مناطق عدة، قبل الهرب في اتجاه ديربعلبة، للوصول إلى تلبيسة شمالاً». ويقرأ المصدر في الخرق العسكري «محاولة من مسلحي جب الجندلي لإيصال رسالة إلى مسلحي الريف الشمالي، مثبتين قدرتهم على التقدم رغم التضييق الشديد عليهم، وأحقيتهم بوصول إمدادات ومؤازرة لهم من الخارج». وبحسب المصدر، فإن المساحة الباقية الرازحة تحت سيطرة المسلحين في المدينة القديمة، تصل إلى 3 كلم مربع. ويتابع المصدر قائلاً إن أبرز الصعوبات التي تواجه العملية العسكرية في الأحياء القديمة «هو تعرج طرق المدينة ومفارقها الضيقة التي لا تسمح لآليات الجيش بالدخول، ما يستدعي خبرات المقاتلين في حرب الشوارع، بالإضافة إلى دقة تحديد الأهداف للمدفعية وسلاح الجو». وبالمقارنة مع معارك الريف ومعركة الخالدية التي سيطر عليها الجيش منذ أشهر، يرى المصدر أن معركة الأحياء القديمة هي الأصعب بسبب قِدم الأبنية واستخدام المسلحين لشبكة الصرف الصحي والأنفاق الرومانية الأثرية، كملاجئ تقيهم من نيران مدفعية الجيش. ويضيف المصدر أن مدينة محصّنة تحت مدينة أُخرى هي هدف الجيش من السيطرة على الأحياء المتمردة، ما يزيد من صعوبة المعارك. ويختم المصدر أن صد الهجوم الأخير على جب الجندلي، «جعل هدف الجيش المباشر استنزاف المسلحين وتكبيدهم خسائر زادت أعداد قتلاهم على العشرات».
وحول قدرة مسلحي جب الجندلي على الهرب، أكد مصدر ميداني أن «الانسحاب جاء عبر استخدام المسلحين الشارعين المؤديين إلى حديقة باب الدريب، حيث كانت تغطية هروبهم عبر رصاص قناصي المعارضة». وتابع أن المسلحين هربوا إلى حي الورشة، الذي يحتوي على أخطر مراكز تجمّع المسلحين. صفحات المعارضة كالت الاتهامات لكتائب مسلحة لم تشارك في معارك جب الجندلي، واتّهمتها بالتخاذل، في الوقت الذي بدأ فيه الجيش بتفتيش الحي وتمشيطه بعد إعلانه آمناً. وعلى المحور الغربي يتقدم الجيش ببطء داخل حي جورة الشياح، بالتوازي مع تقدم مشابه في حيي باب هود ووادي السايح.